قحطان جاسم جواد
من بين الأعمال العراقية الجديدة التي تشدد على الوحدة الوطنية ونبذ العنف، مسلسل (قصة حي بغدادي) الذي صاغه نصاً الكاتب حامد المالكي، المعروف بتوجهاته ومعالجاته الدرامية المعبرة والموحية والمفعمة بالأمل مع الحفاظ على الثوابت الوطنية الأصيلة.
ويقوم على إخراجه الفنان فارس طعمة التميمي الذي كان وما زال من ابرز فرسان الإخراج على صعيد الدراما المحلية.
مسلسل (قصة حي بغدادي) يلعب أدواره نخبة من نجوم الدراما العراقية بينهم : غانم حميد وآسيا كمال وعواطف نعيم وكريم محسن وبتول عزيز وجمانة كريم وسولاف وإياد الطائي وسوسن شكري ورائد محسن واحمد طعمة وحافظ لعيبي وعلي قاسم ومحمد طعمة وسمر محمد وزياد الهلالي وأسماء صفاء ومرتضى حنيص وسامان العزاوي وعبير فريد وفارس عجام وغيرهم ..
المخرج فارس طعمة التميمي يتعاون في (قصة حي بغدادي) للمرة الاولى مع الكاتب حامد المالكي مؤكدا: "نعم هي المرة الأولى التي أتعاون فيها مع الكاتب حامد المالكي الذي كتب المسلسل وفق رؤية مشتركة بيني وبينه إذ كانت هنالك فكرة من المنتج وكنا أنا والكاتب المالكي نتواصل مع بعض عندما يكتب كل حلقة وحاولنا جاهدين أن نتواصل على هذه الشاكلة في كتابة المسلسل حتى نهايته..". التميمي الذي سبق له أن أنجز العديد من الأعمال الدرامية العراقية الناجحة (مناوي باشا، أيام التحدي، سنوات تحت الرماد، وغيرها) يرى أن هذا المسلسل لم يختلف عن أعماله السابقة من حيث الأسلوب موضحا :" لقد استخدمت أسلوبي ذاته كون موضوعته مهمة في المجتمع العراقي لاسيما أنها تتحدث عن مكون مهم وأساسي وأقصد الإخوان المسيحيين".
التميمي أكد انه أحب هذا العمل كثيرا لأنه "يحمل سمة إنسانية عميقة ومؤثرة ويظهر اللحمة العراقية الموحدة التي ترسخت وتعمقت منذ الأزل ولا يمكن فصم عراها برغم كل المحاولات المضادة لهذه الوحدة الأصيلة..".
وبخصوص اختياره للممثلين أكد التميمي: في كل عمل فني أزج بمجموعة من الشباب الجدد ومن الجنسين وكما تعرف فنحن في العراق لا نمتلك خيارات كثيرة على صعيد الممثلين والممثلات كما هو الحال في الدول العربية الأخرى.. وكنت أتمنى أن تكون لي خيارات أخرى في اختيار الممثلين المتميزين.
وعن الرسالة التي أراد أن يقولها مسلسل (قصة حي بغدادي) يقول: نحن مجتمع عراقي متماسك جدا ونحب بعضنا البعض لكن هنالك الكثير من الدخلاء الذين أرادوا إفساد مجتمعنا لأغراض سياسية ودينية.. وعلى الرغم من ذلك فإن هذا المجتمع سيبقى متماسكا مهما كانت الظروف قاسية عليه. الفنان فارس عجام تحدث عن دوره بالقول :"أجسد شخصية جار العائلة المسيحية التي ينتابها الخوف وتريد ترك العراق جراء استهداف الأعداء للمسيحيين. وبعد حوار ونقاش يستطيع ذلك الجار إقناع العائلة المسيحية بعدم ترك الوطن لأنهم يمثلون جزءا حقيقيا من العراق". سولاف أكدت من جانبها أنها تجسد شخصية فتاة متقلبة العلاقات وذات ميول نفعية وحسب الظروف، إلا أن وقوعها في حب إحدى الشخصيات يغير الكثير من طباعها وتعمل على محو ذلك الماضي الذي تكره. في حين تمثل الفنانة آسيا كمال العائلة المسيحية التي تتعرض إلى الضغوطات والاعتداءات المتكررة لكنها بفضل الخيرين من العوائل المسلمة تمّ حفظ عائلتها وحمايتها من الموت والتهجير.
المسلسل يقع في ثلاثين ساعة تلفزيونية وكان من المؤمل أن يعرض في شهر رمضان الفائت لكن القناة المنتجة أجلت عرضه إلى قابل الأيام.