خاص/المدى
أوضحت مديرة متحف الأنبار الحضاري، سيناء رحيم العلواني، اليوم الثلاثاء، الأسباب التي تعطل إنهاء تأهيل وافتتاح المتحف، مشيرة إلى "نقص الخزانات ودعم وزارة السياحة والآثار".
وتقول العلواني، خلال حديث لـ (المدى)، إن "هناك أخبارا تناقلتها وسائل الإعلام تفيد بأن المتحف أُنْهِي تأهيله، ولكن الأمر لم يتم حتى الآن بصورة نهائية، كون الموضوع متوقفا على توفير الخزانات، ونحن لم نوفر سوى 20 خزانة لعرض الآثار بها".
وتردف، أنه "لم نستطع تعويض ما سُرِق أو تدميره من آثار في أثناء دخول داعش، واغلبها كان من المواد الجبسية، أي ليست قطعاً أصلية، وهناك آثار أصلية في المخازن ببغداد أرسلناها إلى الهيئة للحفاظ عليها، وحين ننهي عمليات التأهيل نسترجعها".
وبينت مديرة المتحف، إن "من المعوقات التي أخرت تأهيل المتحف هو قلة دعم وزارة السياحة والآثار، أما في الوقت الحالي، فكل الدعم هو من خلال حكومة الأنبار المحلية فقط".
من جهته، يقول المؤرخ حذيفة الكربولي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "متحف الأنبار الحضاري يعد رمزاً تاريخياً وثقافياً يجسد التراث العريق لمنطقة الأنبار في العراق"، مشيراً إلى أن "المتحف يؤدي دوراً حيوياً في حفظ وعرض القطع الأثرية والتاريخية التي تعود إلى حقب زمنية متعددة، مما يساعد في فهم تطور الحضارات التي سكنت هذه المحافظة".
ويردف، أن "إعادة تأهيل المتحف سوف تسهم في جعله مركزاً تعليمياً وثقافياً يقدم للزوار معلومات قيمة عن التاريخ المحلي، وتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي بين الأجيال الجديدة".
ويكمل الكربولي، أن "إكمال عمليات التأهيل في المتحف سيدعم الجهود البحثية من خلال توفير مصدر مهم للدراسات الأثرية والتاريخية".
يذكر أن المتاحف تمثل مؤسسات ثقافية لتعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء من خلال إبراز الإنجازات التاريخية والثقافية للمنطقة، كما تعمل على بناء جسور التواصل بين الماضي والحاضر.
إلى ذلك، يشرح المختص في الشأن الاقتصادي، وسام الدليمي، خلال حديث لـ (المدى)، أنه "من الناحية الاقتصادية، تلعب المتاحف مثل متحف الأنبار الحضاري دوراً مهماً في تعزيز الاقتصاد المحلي"، لافتاً إلى أن "المتاحف تجذب السياح المحليين والدوليين، مما يسهم في زيادة الإنفاق في المحافظة على الفنادق، والمطاعم، والتسوق، والخدمات السياحية الأخرى".
ويضيف، أن "المتاحف توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، بدءًا من الموظفين الإداريين والمرشدين السياحيين إلى الباحثين والعاملين في الصيانة والخدمات"، مبيناً أن "المتاحف تسهم في تنمية المجتمع من خلال التعليم والتدريب، مما يعزز المهارات والمعرفة، ويدعم التنمية المستدامة".
ويوضح الدليمي، أن "المتاحف تسهم في دعم الصناعات الإبداعية مثل الحرف اليدوية والفنون التقليدية، مما يعزز الاقتصاد المحلي، ويخلق فرصاً جديدة للإبداع والابتكار"، مشيراً إلى أنها "تولد إيرادات تسهم في تمويل أنشطتها والحفاظ على التراث الثقافي".
ويدعو المختص في الشأن الاقتصادي حكومة الأنبار المحلية إلى "ضرورة الاهتمام بالجانب الثقافي بالمحافظة والعمل على إنهاء كافة المشاريع المتوقفة بسبب قلة التخصيصات المالية".
ويعد متحف آثار الأنبار في الرمادي أحد أهم المتاحف التاريخية في العراق، ويضم مئات القطع الأثرية القديمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، يعود الكثير منها إلى مدينة أيتا التاريخية، التي يعود تاريخها إلى سبعة آلاف عام. أما القطع الأثرية الأخرى الموجودة في المتحف فتعود إلى العصور القديمة في الأنبار والعراق بوجهٍ عام، ولسوء الحظ، فقد نهب تنظيم داعش هذه القطع الأثرية القيمة لتمويل أعضائه بالمال والسلاح.