المنصور (بغداد) 964
في باكورة حواراتها الثقافية، استضافت مكتبة "أطراس" في المنصور، الكاتب سعد سعيد، في محاضرة عنوانها "لماذا أكتب ولمن؟"، وفضلاً عن دواعي الكتابة واستعراض عدد من رواياته، هاجم المؤلف بشدة "مجاملات الوسط الثقافي" ودعا إلى استعادة الضوابط الصارمة في نشر العمل الإبداعي، وهو ما أثار نقاشاً حامياً مع الجمهور.
وتحدث سعيد في محاضرته عن أن "فعل الكتابة لديه معجون بالمتعة وبالرسائل الإنسانية المتعددة"، مشيراً إلى أثر الطفولة في تكوينه الثقافي وما كانت توفره بيئة العائلة من كتب وفضاء خاص للمكتبة، وأن واحداً من أهم همومه هي أن يكون المجتمع واعياً وأكثر سعادة؛ "حتى لا يؤثر على سعادتي الشخصية" كما قال.
سعيد رأى أن كثرة الروائيين في العراق والسعي لنيل صفة الروائي "تعبير عن مرض اجتماعي؛ كما أن بعض الشعراء كتبوا الرواية لأسباب مادية تتعلق بالجوائز".
ومن ثم شرح المحاضر الضيف للجمهور عدداً من ثيمات رواياته، ومنها "إنسانزم" و"كلمات لا تستحي" و"صوت خافت جداً".
وعرّج الروائي سعد سعيد على ما أسماه بـ"طوفان الرداءة في النتاج الإبداعي"، داعياً إلى اعتماد معايير خاصة لتقييم النتاجات الأدبية، وهذا ما أثار سجالاً مع الحضور من جمهور المحاضرة؛ ممن رأوا في المعايير "تقييداً لحرية الكتابة"، في حين دافع سعيد عن رأيه، معتبراً أن "المجتمع يتدهور بسبب اللاجمالية التي تحيط به".
الروائي سعد سعيد، لشبكة 964:
أنا ككاتب ملزم بتلبية أية دعوة توجه لي من أجل شأن ثقافي، وحين تطلب مني مكتبة حديثة النشأة كـ"أطراس" أن ألقي محاضرة فيها، يشرفني أن ألبي الدعوة بكل جدية، من أجل دعم وتشجيع كل فعالية آمل منها خيراً لمجتمعي، وفي هذه الجلسات يدعونا الحوار مع الجمهور لأن نقول إنه آن لنا أن نتوقف عن المجاملات والتفاخر الفارغ والتعلق بالأوهام، المجتمع أمام هوة فغرت فاها، فإما أن نسمي الأشياء بمسمياتها، أو ننتظر الدرك الذي نحن موعودون به.
بان الركابي – مديرة مكتبة "أطراس"، لشبكة (964)
بدأت ملامح مشروعنا تتشكل وتظهر، مع هذا النوع من الحوارات الواضحة. فنحن سعداء بهذه الجلسة وما فيها من تبادل للرأي بين الجمهور والكاتب.
"كلمات لا تستحي".. سجال ساخن حول مجاملات المثقفين في مقهى "أطراس" البغدادي
نشر في: 12 يونيو, 2024: 01:25 ص