خاص/المدى
تعاني العاصمة بغداد من ارتفاع حاد في تلوث الهواء، بسبب الانشطة السكانية الملوثة، والاهمال الحكومي لواقع البيئة.
وتصنف بغداد الآن ضمن المدن الأكثر تأثرا بالتغير المناخي على مستوى العالم، وفقا لتقارير وإحصائيات محلية ودولية، مثل تلك الصادرة عن وكالة حماية البيئة.
ويقول المختص في المجال البيئي، محمد الفهد، خلال حديث لـ (المدى)، إن "تلوث الهواء في بغداد ناتج عن كثافة السيارات القديمة والحديثة في المدينة التي تسبب انبعاث كميات كبيرة من العوادم الضارة"، مشيراً إلى أن "المصانع والمعامل الصناعية تطلق ملوثات عديدة في الجو، خاصة تلك التي لا تمتلك تقنيات حديثة لتنقية الهواء".
ويضيف، أن "استخدام الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء يؤدي إلى انبعاث ملوثات كبيرة في الهواء"، لافتاً إلى "عدم توفر أنظمة فعالة لإدارة النفايات يؤدي إلى حرقها في الهواء الطلق، مما يطلق مواد سامة".
ويتابع الفهد، أن "البنية التحتية المتدهورة وعدم تحديث وصيانة البنية التحتية العامة يؤثر سلبًا في نوعية الهواء، وتؤثر في الصحة العامة للسكان".
وبحسب بيانات صادرة عن شركة "IQAir" لتكنولوجيا جودة الهواء السويسرية، ونظراً لتصنيف المدن العربية وفقاً لحالة جودة الهواء في عام 2022، تصدرت مدينة بغداد في العراق المرتبة الأولى عربياً وحلّت بالمرتبة الـ13 عالمياً بين المدن الأكثر تلوثاً، لتنضم إلى الفئة القصوى لبيانات PM2.5، وتسجل متوسط 86.7، متجاوزة أكثر من 10 أضعاف القواعد الإرشادية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
أما فيما يخص طرق معالجة تلوث الهواء في بغداد يشرح الناشط البيئي، عبدالرحمن العيسى، خلال حديث لـ (المدى)، أنه " يجب تحسين وسائل النقل العام لتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية أو الهجينة".
ويردف، أن "تحديث المصانع تطبيق معايير بيئية صارمة على المصانع والمعامل سيضمن تقليل انبعاثات الملوثات، واستخدام تقنيات حديثة لتنقية الهواء".
ويؤكد الناشط البيئي، على "إدارة النفايات وتطوير أنظمة فعالة لإدارة النفايات تتضمن إعادة التدوير، والتخلص الآمن من النفايات الصلبة والسائلة، وتقليل حرق النفايات في الهواء الطلق".
ويوضح، أن "ضرورة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتحسين كفاءة محطات توليد الكهرباء التقليدية للحد من انبعاثات الملوثات.
ويدعو العيسى، إلى "زيادة المساحات الخضراء وزراعة الأشجار في المدينة والمناطق المحيطة بها للمساعدة في تنقية الهواء وتحسين جودته"، لافتاً إلى "إطلاق حملات توعية للمواطنين".
وتشهد مدينة بغداد تلوثا متعدد الأبعاد في التربة والمياه والهواء، مما يؤثر في حياة السكان بوجهٍ عام، ويزيد من معدلات التلوث وانتشار الأمراض كالربو والأمراض السرطانية وغيرها.
وفي عام 2022، أعلنت أمانة بغداد إتمام الصيغة النهائية للمخطط الإنمائي الشامل الجديد للعاصمة، مؤكدة تنفيذها حتى عام 2030، منوهة إلى قرب تنفيذ خطة تطويرية لتأهيل قطاعات المياه والصرف الصحي وإكساء الطرق، وتشييد عدد من المجسرات.