متابعة/ المدىتعد مناطق الأهوار في العراق من أبرز القطاعات الرطبة على مستوى الكرة الأرضية، كما تعد من أهم مراكز التنوع الاحيائي في العالم لما تحتويه من ثراء بايولوجي زاخر بمختلف أنواع الأحياء المائية والبرية والنباتات والطيور النادرة، غير إنها اليوم تعاني كارثة على وشك الحدوث تتمثل في الشحة الشديدة في المياه، وقد حذر متخصصون ومواطنون من حدوث كارثة بيئية
وإنسانية في ميسان بسبب انخفاض منسوب المياه، في حين أبدى مزارعون خشيتهم من حصول هجرة جماعية إلى مركز المحافظة، داعين الحكومة لبحث الموضوع مع دول الجوار لاسيما إيران وتركيا، لإيجاد تقاسم عادل للمياه.المزارع محيبس ناشور الحميداوي/من سكنه ناحية الخير في الأهوار الغربية يرى أن مناطق الأهوار “تعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة وتربية الحيوانات وخاصة تربية الجاموس التي تشتهر بها تلك المناطق” وأوضح أن الموسم الحالي “شهد شحه كبيرة في المياه الواصلة إلى ناحيتي الخير والعدل لاسيما في نهر العز”، وتابع أن الأهالي “يفكرون حاليا بالهجرة إلى المدينة بعد شرائهم قطع أراض في مركز المحافظة لبناء منازل يستقرون فيها بعد أن عاشوا مأساة حقيقية من جراء شحة المياه”، ويطالب الحميداوي الحكومة في بغداد بضروة الاهتمام بـ”مناطق الأهوار من خلال إيجاد الحلول مع الدول المجاورة للعراق لاسيما إيران وتركيا لتقاسم عادل فيما يؤكد رئيس لجنة الصحة والبيئة بمجلس محافظة ميسان، ميثم لفتة الفرطوسي إن شحة المياه في ميسان “تنذر بحصول هجرة جماعية، خاصة في المناطق الجنوبية الغربية من المحافظة بسبب قلة المياه الواصلة من نهر دجلة إليها”، مشيراً إلى أن انخفاض مستوى المياه في نهر دجلة “أدى إلى حدوث هجرة جماعية لاسيما في ناحية العدل، ويضيف إن شحة المياه “سببت أيضا أمراضا جلدية لزيادة نسبة الأملاح والبكتريا في المياه”. ويقول المهندس كاظم جلوب، مدير الموارد المائية في ميسان إن الموسم الحالي “شهد شحة كبيرة في مياه نهر دجلة وأن الأمر لم يقتصر على محافظة ميسان بل تعداه إلى باقي المحافظات العراقية”، مستدركاً “لكن ميسان كانت أكثر تأثراً بسبب وقوعها إلى أقصى الجنوب”. وأضاف أن العراق “يمر بموسم جفاف بسبب قلة الأمطار الساقطة فيه خلال موسم الشتاء، فضلاً عن النقص الشديد في منسوب المياه التي تصل إلى أراضيه من نهري دجلة والفرات بسبب إقامة تركيا وسوريا عدداً من السدود على النهرين”، منوها إلى أن كمية المياه من نهر دجلة الواصلة إلى المناطق الشمالية من المحافظة “تبلغ 145 متراً مكعباً في الثانية، وتتناقص كمياتها حتى تصل إلى 95 مترا مكعبا في المناطق الجنوبية”.وأفاد أن هناك “أسباباً أخرى أدت إلى شحة المياه تتمثل باتساع الرقعة الزراعية الشتوية والتحسن الملحوظ في الكهرباء خلال الموسم الماضي ما شجع الفلاحين على استخدام المضخات الكهربائية لسقي مزروعاتهم و سبب هدراً كبيراً في كميات مياه السقي”.وتابع: إن مشكلة شحة المياه في “طريقها للحل بعد استجابة وزارة الموارد المائية وزيادتها كميات المياه الواصلة للمحافظة خلال آخر اجتماع لمدراء الموارد المائية الذي عقد في مدينة بغداد مؤخرا”.ودعا عدد من المواطنين والمختصين الحكومة الاتحادية إلى “التفاوض مع إيران وتركيا لتنظيم المياه خاصة إن معظم الأنهر تأتي من هذين البلدين لتفادي حدوث كارثة بيئية”،وإذا لم تفلح في ذلك فيجب تحريك القضية دوليا وتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة لئلا تحصل كارثة إنسانية وبيئية بسبب حالات الجفاف التي ستؤثر على حياة الفلاحين الساكنين في الاهوار”.
أهوار ميسان وساكنوها يستغيثون من شحة المياه
نشر في: 10 ديسمبر, 2010: 04:59 م