كاظم الجماسي يقال ان فلاحا من اهلنا البسطاء تقدم الى مدير الناحية، حيث يسكن هو، شاكيا عسر حاله وحال عياله، وكان لابد له من المرور قبل ذلك بحلقة ( العرضحالجي)، حيث يجب ان يدبج له طلبا يتناسب وحجم مصائبه وشكواه، وافترش فلاحنا البسيط تراب الارض امام( مكتب العرضحالجي) المقام عادة في الهواء الطلق، وراح يسرد له ماجثم على صدره من شجون واحزان، فيما
صاحبنا مستغرق متحمس يكتب ويكتب، وبعد وقت سأل العرضحالجي الفلاح: هل انتهيت؟ اجابه الفلاح: لن تكفي شهور واسابيع لانتهي من سرد كل مصائبي.. ولكن كفى الى هذا الحد.. واضاف الفلاح: ولكن اقرأ لي ماكتبت، فاستجاب العرضحالجي لطلبه، واخذ يقرأ ويقرأ، ومع تتالي الجمل على سمع الفلاح، راح يتصاعد وجده ويتهدج صوته ويعلو نواحه واخذ يهيل التراب على هامة رأسه، ولما سأله العرضحالجي: ماذا دهاك؟ اجابه الفلاح بلهجته الجنوبية الموجعة (يا يابه يابويه .. كل هذا سادي علي وبعدني عدل؟)ونحن هنا في(شؤون الناس) أشبه بحال العرضحالجي الى حد ما، نتضامن مع مصائب الفقراء والبسطاء، ونطالب معهم بحقوقهم، لعلنا نحظى بمن يسمع ويجيب..
مجرد كلام
نشر في: 10 ديسمبر, 2010: 05:01 م