علاء المفرجي
أفلام الطريق كنوع سينمائي، فيما يتعلق بشخصياتها وقصصها وشكلها وأفكارها؟ فأفلام الطريق قاموسيا هي تلك الأفلام التي تغادر فيها الشخصيات مكانها في رحلة على الطريق، وما تصادفه في هذا الطريق من شخصيات وأحداث نتعرف عليها وعلاقتها بهذذا الطريق. يقدم الفيلم الحرية والمغامرة على الطريق، مستدعيًا متعةَ التنقل وكذلك الشعور المأساوي بالإحباط لرحلةة لا نعرف نهايتها.
صار فيلم الطريق بمرورالزمن نوعًا سينمائيًا، استقطب العديد من مخرجي السينما، فقد وفر لهم أرضًا خصبة لاستكشاف طيف واسع من الأفكار والرؤى والمشاعر، ومارس سحره على المشاهدين، فالطريق يجعلنا نشعر بالتحرر والأنعتاق، هو أيضا يجعلنا نشعر بأرتياد الآفاق. تصف شاري روبرتس بأن "أفلام الطريق لم توجد باعتبارها نوعًا سينمائيًّا.سينما الطريق كما يرى الكثير من منظري السينما هي محاكاة للنصوص الأدبية كسفر الخروج التوراتي، والأوديساودون كيخوتة وغيرها.
نحتار لكم مجموعة من أهم هذه الأفلام، وهي (حدث ذات ليلة) 1934 للمخرج فرانك كابرا، الذي يعتمد على قصتين قصيرتين للكاتب صامويل هوبكنز آدامز بعنوان "حافلة الليل"، و"الرحلة الأخيرة". حيث تهرب الابنة المدللة لعائلة ثرية من يخت عائلتها في ولاية فلوريدا، ثم تستقل حافلة من أجل العودة عبر رحلة طويلة إلى نيويورك. تلتقي عبر الحافلة بصحفي يدعى بيتر/كلارك جيبل يعمل كمراسل لجريدة بنيويورك، لتتطور العلاقة بينهما عبر هذه الرحلة.
الفيلم الآخر هو (ملوك الطريق) 1976 للمخرج الألماني فيم فيندرز، وهو أحد أكثر المخرجين المعاصرين المفتونين بسينما الطريق. يعد الفيلم هو الجزء الثالث ضمن ثلاثية أفلام عرفت بثلاثية الطريق، وهي إلى جانب هذا الفيلم. حيث يلتقي برونو، عامل تصليح أجهزة العروض السينمائية، مع روبرت بعد محاولة انتحار فاشلة، لينطلقا معًا في رحلة عبر ألمانيا الغربية قرب حدودها مع ألمانيا الشرقية. يزوران دور سينما خربة، يلتقيان بعدد من البشر يعانون من حالات شتى من اليأس والإحباط.
وفيلم (القصة المستقيمة) 1999 للمخرج الأمريكي ديفيد لينش ويتناول الفيلم أحداث حقيقية ظهرت لأول مرة في الصحافة الأمريكية عام 1994، حيث يقوم رجل في الثالثة والسبعين من عمره يدعى آلفين ستريت بعد سماعه بإصابة أخيه بمرض خطير، برحلة تمتد لمسافة 300 ميل لزيارته. ولأنه يعاني من ضعف شديد في بصره فإنه يقرر السفر بواسطة قاطعة العشب كل هذه المسافة. عمل عذب وحزين يكشف عن جانب شاعري وعاطفي داخل لينش نراه لأول مرة بهذا النقاء والبساطة.
وفيلم (ثيلما ولويس) للمخرج ريدلي سكوت وهو عن امراتين؛ زوجة محبطة، ونادلة في مطعم. تنقلب عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة لهما إلى رحلة هرب بعد حادث قتل ارتكبته إحداهما دون قصد لكنه صادف لحظة تحاول فيها إثبات وجودها. رحلة تعيدان خلالها اكتشاف الحياة واكتشاف ذاتيهما من جديد.
ومن أشهر الأفلام العربية في هكذا نوع من السينما هو فيلم المخرج المصري محمد خان (طائر على الطريق) حيث العلاقة الحميمية بين فارس وسيارته البيجو، فالسيارة على نحو ما بيته الخاص، هذه العلاقة تنتمي أيضًا لتقاليد سينما الطريق. رحلة فارس الداخلية والخارجية في فيلم خان تقوده إلى اكتشاف جديد للعالم ولذاته. يؤدي هذا الاكتشاف بفارس إلى نهاية مأساوية. والطريق موجود دائمًا مثلما كان في البداية وعدًا بالحرية لفارس، كما يوجد في النهاية أيضًا شاهد على مصيره الحزين والدامي.
جميع التعليقات 1
Aso Hamid
منذ 5 شهور
الكاتب لم يرئ فلم الطريق لمغرج الكردي يلماز كوناي مع التقدير