اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > عنف التمييز ضد المرأة فـي الخطاب الديني

عنف التمييز ضد المرأة فـي الخطاب الديني

نشر في: 10 ديسمبر, 2010: 06:34 م

لقاء موسى فنجانيلتمس الدارس في ثقافتنا وموروثاتنا الدينية مسلمات لم يعد العقل المتحضر ضمن البيئة الثقافية المعولمة في عصرنا قادرا على تقبلها وإقرارها بل إن إصرار البعض على هذه المسلمات التي أثبتت ضعفها ولا عقلا نيتها يسيء إلى جوهر الثقافة الدينية التي يمثل التمسك بها
 رغبة وحاجة ملحّة لغالبية المسلمين المعاصرين. فما الضير من محاولة غربلة بعض أدبياتنا الدينية من موروثاتها التي تسيء إلى المسلم المعاصر ولاسيما المرأة التي استهدفت عبر عصور الفكر الفقهي الذكوري بما لا يليق بها وما ثبت بطلانه لارتكازه على أسس روائية تاريخية تتعارض والنصوص القرآنية ذاتها.rnفي تسعينيات القرن المنصرم تشكل وعينا الديني وكانت القراءة الدينية حاضرة في خواطر أبناء جيلي وكانت اجتماعاتنا لا تخلو من نقاش حول قضية تراثية أو راهنة نقلبها في منظور الدين والحداثة، و لطالما أرّقنا وقوفنا عند بعض النصوص التي يجتمع فيها التناقض والرجعية والإساءة إلى النساء. فقضاياهن في بعض جوانب الخطاب الديني يتم التعاطي معها من منظور غيري افتراضي إذ تصور المرأة في هذه النصوص  (عورة). مع ان وصف الرسول (ص) للمرأة بهذا الوصف لم يكن الا تحديد شكل زيّ المرأة المسلمة ومظهرها الخارجي ولم يرد منها معنى حجب المرأة لأنها شر وعورة يجب سترها. وحديث "المرأة شر لا بد منه" علما إن عدداً من المجتهدين المعاصرين منهم على سيبل المثال لا الحصر، الطباطبائي والسيد محمد حسين فضل الله قد شككوا في صحة هذه الأحاديث لتعارضها مع النص القرآني.ومن اكثر النصوص التي رسخت عبودية المرأة والتي يتحدث بها رجال الدين ليل نهار حديث للرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول(لا يصلح لبشر ان يسجد لبشر ولو صلح لبشر ان يسجد لبشر لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه الى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته تلحسه ما أدت حقه ). هذا النص من اكثر النصوص التي جعلت المرأة المسلمة في نظر المجتمع الاسلامي عديمة القيمة وعاجزة وغير كفوءة...!والحق إنني أكاد أجزم بعدم صحة هذا الحديث لما فيه من تناقضات ظاهرة فإمكانية دحضه قائمة في دليلين:الأول: دليل عقلي.. إذ ان هذا الحديث يصور ضرورة سجود المرأة للرجل لو أمكن ذلك لعظم حق الرجل عليها.. فأين هذا الحق ونحن نعلم ان المرأة قادرة على القيام بنفسها وبغيرها تماما كالرجل وهذا حاصل في كل عصر ولا سيما في عصرنا الحديث. فالكثير من نساء اليوم يعلن عوائلهن أكثر من الرجال، هذا من جهة ومن جهة اخرى فإن حاجة المرأة للرجل لإنشاء الأسرة لا تقل عن حاجة الرجل نفسه الى المرأة.. فلماذا هذه الاحقية والافضلية المبالغ بها للرجال على النساء؟دليل بلاغي:إننا نلاحظ التشبيه الذي تشمئز منه النفس الذي ظهر في النص السابق والذي يصور الرجل على أنه دملة متقيحة متعفنة ويوجب على المرأة لحسها.. فهل من بلاغة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم ان يستخدم مثل هذا التشبيه؟وهل يحار تشبيها اقرب الى النفوس من هذا التشبيه المنفر وهو صلى الله عليه واله وسلم ابلغ العرب..؟ من النصوص التي تصور المرأة أسوأ تصوير مثل وصف النساء بأنهن ناقصات عقل ودين. ولا أريد أن ادخل في تفاصيل هذه النصوص،لأن الكثير من العلماء الصالحين قد فندوا بطلان المعاني الشائعة بين الناس، ومع ذلك ظلت هذه النصوص متداولة بمعنى الإساءة إلى المرأة إلى يومنا هذا رغم كل المحاولات لتصحيح مسار فهمها لدى عامة الناس.وهنا أقف لأتذكر معكم بعض النصوص القرآنية التي تخاطب العقل المسلم سواء كان رجلا أم امرأة لنتبين الفرق بين جوهر الدين وما علق به من شوائب سببها الخطاب الديني غير المنصف الذي صنعه رجال لا يشعرون بمدى المعاناة الحقيقية للمرأة في ظل مجتمع ينتقص منها ويحرمها من حقها في أن تكون كياناً إنسانياً قائماً بنفسه وليس تابعاً لأحد.قال تعالى: ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذين تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)).وقوله تعالى: ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير))، وقوله تعالى: ((من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)).وغيرها من النصوص القرآنية التي تتعامل مع الإنسان المسلم بغض النظر عن كونه رجلا أم امرأة دون تمييز. أما النص الوحيد الذي وضع القرآن الكريم فيه فرقا بين النساء والرجال هو قوله تعالى: ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)) وهذه الدرجة هي درجة القوامة المادية لأن نظام الأسرة في الإسلام يعتمد على قوامة الرجل وإنفاقه على أسرته قال تعالى: ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...)). إذن فالأفضلية هي أفضلية تتعلق بقدرة الرجل على الإنفاق وتكريمه من قبل ربه بأن أعطاه حق القوامة على الأسرة في الإسلام وهذا لا يعني احتكار المرأة وظلمها باسم حمايتها الأمر الذي يمارسه الرجال إلى يومنا هذا. فالدين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram