بغداد/ سها الشيخلي - تصوير/ ادهم يوسفأقامت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون قداسا كبيرا صبيحة يوم أمس في شارع المتنبي بمناسبة مرور 40 يوما على فاجعة سيدة النجاة حضرها جمهور غفير من الإخوة المسيحيين ومن الأدباء والمثقفين، إلى جانب وسائل الإعلام المختلفة والقنوات الفضائية العاملة في العراق من محلية وعربية وأجنبية. وقام المشاركون في القداس بإيقاد الشموع ترحماً على ضحايا الارهاب الذي استهدف الإخوة المسيحيين قبل 40 يوماً في كنيسة سيدة النجاة في العلوية أثناء تأديتهم قداس يوم الأحد.
وذهب ضحية ذلك العمل الارهابي الآثم أكثر من خمسين شهيداً وأكثر من مئة جريح كلهم من الأطفال والنساء وأثناء ذلك القداس التقت المدى العديد من الشخصيات القانونية والأدبية ورؤساء وأعضاء منظمات المجتمع المدني إلى جانب العديد من الإعلاميين. أنا المنذور من مريم العذراءالخبير القانوني المحامي طارق حرب تحدث بهذه المناسبة قائلاً:"أرى إن الإخوة المسيحيين هم ساكنو العراق منذ القدم فأهل البلاد هم ونحن الطارئون والرافدان لهم ولنا الصحراء، هناك أجندات مختلفة تلعب دورها وهناك بعض الجهلة يلعبون دوراً ضد المكون المسيحي فهل نعتقد إنه ستأتي شخصيات مثل صبيح مسكوني أو يوسف حبي في المجمع العلمي العراقي؟وأكد حرب:"والدتي قبل وفاتها كانت تأتي إلى كنيسة مريم العذراء وتضع الحناء على الأبواب وهي أصلاً طلبتني من السيدة العذراء، كل قلب وطني وعراقي لا يؤمن بالمساواة والاخاء والعفو والمحبة والصدق هو ليس بالعراقي. وقديماً قيل المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وله شكر وحمد وسرور وأنام.وطالب الخبير حرب بإعطاء الاعتبار للإخوة المسيحيين ويعني ذلك الاستحقاق في السلطة التنفيذية في المحافظات والاقضية والنواحي فإذا كنا نعامل أهل البلاد بـ5% يجب أن نعامل المكون المسيحي بـ 100% لأن فقدان هذا المكون من العراق يعني إننا تحولنا إلى غابة من الوحوش، لأن هذا المكون هو الذي يحقق التوازن داخل العراق، فالتوازن مسألة مطلوبة ومنذ أن تعايشنا معهم لم نلمس منهم إلاّ الخير والعدل والصدق، وكل الرذائل ابتعدت عنهم وكل الفضائل والمناقب والمآثر الجميلة والحميدة والجليلة كانت عندهم، وقد قامت تربيتهم وأخلاقهم على هذا الأساس.وأضاف:"نحن ندين لهم، فالمسيحيون في العراق منة في كل نفس عراقي وفضل على عقله ومهما عملنا لهم فنحن مقصرون في الإيفاء لمكانتهم الكبيرة".rnبركة الشعبمن جانبه، قال الشيخ احمد القبانجي رئيس منتدى وجدان الثقافي:"نتقدم بالتعازي الى ذوي الشهداء والى جميع الإخوة المسيحيين بهذه المجزرة الوحشية التي قامت بها ونفذتها فئة ضالة قامت باسم الدين بقتل الأبرياء المصلين والعمل الوحشي هذا انتهاك لكل القيم الإنسانية وخاصة بالنسبة للمسيحيين الذين يشكلون (بركة) على الشعب العراقي فهم يتحلون بالطيبة والأخلاق الحميدة. وهم أفراد مسالمون، والقائمون بتلك المجزرة إنما يريدون أحداث ضجة لإثبات وجودهم ويقولون نحن ما زلنا موجودين في العراق بهذا الأسلوب الوحشي". واضاف:"في المستقبل القريب سنرى القضاء على الارهاب وعودة المهاجرين من الإخوة المسيحيين الى العراق فالبلاد موحشة بدونهم. نتمنى عودة من هاجر منهم لنبني العراق سوية".وأكد القبانجي ان كل مجتمع متمدن يحتاج إلى تنوع وحداثة فالمجتمع الذي يحتوي على مكون واحد وثقافة واحدة هو مجتمع مغلق.rnالعراقيون تواقون للحريةالأديب والقاص ماهر خزعل أشار الى ان العراقيين يريدون اقامة حديقة تنوع اجتماعي، نريد ان نثبت للعالم إن العراقيين هم تواقون للحريات والتحديات وان هذا البلد بحاجة إلى كل أبنائه الشباب من كل الأجناس والأطياف والأديان. وان الوطن هو حديقة رحبة تضم الجميع في ظل إنفتاح كامل على الحريات وصيانة كل الأديان".الجذور الأولىفيما قال الكاتب والصحفي حسن عليوي ان حادثة تفجير كنسية (سيدة النجاة) تشكل ضربة قوية للأطياف العراقية، وان استهداف الإخوة المسيحيين الذين يشكلون الجذور الأولى للمجتمع العراقي ومحاولات القضاء على هذا الدين إنما يعني تصفية العراقيين ككل، فالإخوة المسيحيون شكلوا نخبة جدية من المجتمع بالإضافة إلى كونهم محبين للسلام، ذلك إننا لم نجد إرهابياً أو انتحارياً مسيحياً. فلم نجد في كنيسة سيدة النجاة ما يدعو إلى التفجير والإرهاب، إذن القضية هي قضية إنسانية أكثر مما هي قضية مسيحيين أو إسلام، فالقضاء على أطياف المجتمع العراقي هو استهداف المجتمع العراقي الذي تتعايش فيه كل الأطياف".rnحزن سيدة النجاةوقال منتصر ناصر القاص والكاتب ان مأساة استهداف كنيسة (سيدة النجاة) لا تزال تلقي بظلالها الحزينة على نفوسنا وعقولنا وأرواحنا وحقيقة ان مأساة حادثة كنيسة سيدة النجاة ربما يشاع بأنها تخص المكون المسيحي فإن هذا غير صحيح، فقد خلقت الحادثة المذكورة الكثير من الحزن والأسى في نفوس كل أبناء الشعب العراقي، وردود الأفعال التي قوبلت بها تلك الفاجعة هي تضامن وتضافر جهود ابناء الشعب العراقي بكل أديانه وأطيافه وهذا دليل ورد حاسم على كل ما تقوم به القوى الإرهابية والقوى الخارجية المتربصة بالشعب العراقي والتي تحاول أن تفصل عرى الشعب ومكوناته وكان الرد الحاسم هو تلاحم أبناء الشعب وحضور كافة أطياف الشعب العراقي في المكان الذي حدثت في تلك المجزرة الكبرى، وبعد مرور أربعين يوماً تحز في نفوسنا هذه الذكرى الأليمة ونأمل أن لا تتكرر
قداس المدى في المتنبي يُذكر بالضحايا.المسيحيون يفيقون من الصدمةعند باب النجاة
نشر في: 10 ديسمبر, 2010: 08:12 م