في الوقت الذي أطلقت المدى حملة "الحريات أولاً" التي كان الهدف منها ولا يزال الدفاع عن حرية المواطن بالعيش الكريم وضمان أمنه ومستقبل أبنائه، والدفاع عن حق العراقيين بجميع طوائفهم في التمتع بثروة هذه البلاد، حاول البعض وعلى رأسهم رئيس مجلس محافظة بغداد خلط الأوراق، واللعب بمشاعر الناس البسطاء وتصوير الأمر كأنه دفاع عن مدينة للملاهي
والخمور، وان أصحاب الحملة جاءوا لخراب هذا البلد، علما أن المواطن يعرف جيدا من الذي يشجع على أوكار الفساد ومن يتاجر بالمخدرات ومن ينهب أموال الدولة وأين تذهب العمولات، ويعرف جيدا من اشترى القصور والفلل في بقاع العالم بعد أن كان لا يملك قوت يومه، لقد استخدم معاوية وعصابته القرآن الكريم في معركته ضد قيم الإسلام الحنيف واليوم يحاول الزيدي استغلال المساجد للتحريض ضد حرية المواطنين وضد طائفة المسيحيين الذين عاشوا في هذا البلد لمئات السنين بأمان، ضمنها لهم الدين الإسلامي الحنيف، المدى لن تنجرّ إلى معركة مع أمثال الزيدي، ونحن ندرك أن رجال الدين والمرجعية الرشيدة، كانت ولا تزال هي الحصن الأمين الذي يحمي جميع العراقيين بكل طوائفهم، بينما يحاول دعاة الإسلام السياسي استغلال الدين لتنفيذ أغراض مشبوهة مثلما فعلت ما تسمى بفصائل دولة العراق الإسلامية التي عبثت بأمن الناس، الجميع يعرف ماذا فعلت عصابات دولة العراق الإسلامية في مدن الموصل وصلاح الدين والأنبار وبابل.. قتلوا النساء والأطفال.. أغلقوا المدارس..حجبوا البلاد بأكملها..دمروا آثار البلاد.. منعوا الموسيقى.. حرموا دراسة العلوم.. حولوا المناطق التي سيطروا عليها إلى كهوف للعصور الوسطى.. قتلوا العراقيين سنة وشيعة ومسيحيين وايزيديين وصابئة، عربا وكردا وتركمانا. فما الفرق بين دعوات الزيدي التحريضية وما فعله مجرمو دولة العراق الإسلامي؟ لقد انتخبت الناس قائمة دولة القانون لأنها وضعت ثقتها في المشروع المدني الذي طرحه المالكي وهو المشروع الذي يضمن حريات الناس وأمنهم، ويقف بوجه المليشيات التي تريد العودة بالبلاد إلى قانون دولة العراق الإسلامية سيئة الصيت. إن المدى تؤمن بقدرة الجماهير على فهم حقيقة ما يجري، وتدرك جيدا أن معركتها من اجل حرية العراق.. وقد بدأت بشائر هذه المعركة بالتهديد الذي وجهه للمدى تنظيم القاعدة، حيث أعلن مصدر في الداخلية أن الوزارة تلقت معلومات تشير إلى أنه بنيّة تنظيم القاعدة القيام بعملية إرهابية ضد مؤسسة المدى، وإننا نحمل الزيدي ومن معه مسؤولية أي حادث تتعرض له المؤسسة، كما نحمله مسؤولية سلامة العاملين فيها وعوائلهم، لأننا ندرك أن المعركة أصبحت على المكشوف وان قوى الظلام باتت تكشر عن أنيابها في غياب القانون والعدالة.