أفراح شوقيمحامية وصحفية ودكتورة ومعلمة ومدرسة جامعية وأديبة ومخرجة وفنانة وخياطة وخبازة وأم بيت وحتى عاملة بناء لم تزل يدها (مخشنة) ببقايا  الطابوق،  اجتمعن ذلك النهار في جلسة نظمتها مؤسسة المدى  لبحث  قضية خطيرة اسمها انتهاك الحريات الذي استشرى ببلدي كالوباء وقررنا جميعا  ان لا نسكت..
 نعم أن لا نسكت اليوم حتى لا يخرسونا غدا، ان نحمي حقوقنا قبل ان تسلب منا...ان نبقى نعيش في بلد السلام والحرية والعلم والأدب والفن ما شاء لنا  الله جل وعلا ان نعيش...قررنا  ان لا نترك وليدتنا  الحرية بعد ان كبرت  بالسهر والدموع لتوأد من جديد على مذبح ما يسمى بالعراق الجديد، ونقولها بملء أفواهنا جميعا... عراقنا نحن..يعني وجودنا..إنسانيتنا... عملنا... بناءنا.. وعلمنا وديننا وليس  ما يدعون، عراقنا المتحضر بالديمقراطية املنا كلنا ولن نبقى صامتين،  قررنا  ان ننزع غطاء السواد الذي يريدون به  ان يغطوا عورات خرابهم وسوء تدبيرهم  ونعلنها جهارأً (هلمو لاحترام الحريات وتنظيمها  اولا ولبناء الإنسان العراقي بالعلم والعمل  لان ان تقيدونا  بأسم الدين وادعاء الأباطيل)، ديننا أقوى من كلمات تتلى بقصد الخوف والكبت وتكميم الأفواه، ديننا اكبر من طمس الهوية بنزعة طائفية مريضة، ديننا أعظم من أي هجمة بربرية تريد لنا ان نعود الف عام الى الوراء، عراقنا أشم بنا، ويشبهنا وحدنا  وسيبقى وسنبقى معه نحمل رايات السلام والأمان والمحبة للجميع، لن نقبل ان نعود الى عصر الجاهلية، عصر الحريم الذي فيه  حتى صوت المرأة عورة،  حرياتنا ملكنا نحن العراقيات المبدعات الصانعات للحياة ولنا في كل شبر ارض عراقية الف علامة، ستنهض كلها وتطغى على  سدرة ظلاميتهم  وتكشف عن صباحات العراقيين الهادرة دوماً بالحق والكلمة الصادقة، سنقول بصوت واحد عندما تمسون حريات الشعب سينهمر عليكم صبره حمماً مدرارة  ليعود بكم الى جادة الصواب، وان كانت حجتكم مراعاة التقاليد في بلدي كان الاجدى اولا مراعاة دموع واهات ملايين الارامل والايتام والأمهات الثكالى بغصة الموت المجاني الذي حل بنا، ومعاول البطالة التي تنزل على ظهور شبابنا كل يوم ولا من مجيب. تعالوا نقول لكل من يريد ان   ينزل سوء تدبيره بأمورنا بعد كل تلك السنوات العجاف... كفى وأداً للإنسانية.. كفى وأداً للحرية... كفى وأداً للفنون والموسيقى... كفى وأداً لحضارة عراق تمتد لالاف السنين ودعونا نتنفس هواء عراقنا الجديد بأنفاس صافية لا تشوبها سوى نفحات حب الوطن والولاء له.