اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > سيرة ذاتية للممثل

سيرة ذاتية للممثل

نشر في: 24 يونيو, 2024: 12:02 ص

أ. د. عقیل مهدی یوسف
مسرحية: حكاية درندش
نص وأداء (ماجد درندش)
تقديم نقابة الفنانين - بغداد و ميسان ودائرة السينما والمسرح.
أراد الممثل (درندش)، ان يفصح عن (سيرته الذاتية)، برؤيته الاخراجية، متابعاً ما عاشه من أحداث سياسية قلقة في بيئة عراقية، واخرى عالمية، محاولاً " استحضار (أنماط شخصية) مختلفة ومتنوعة، مجدداً انطباعاته عنها، بتفاصيل دالة عن تلك الشخصيات، متمثلاً انفعالاتها وصراعاتها، ومن خلال حرصه على التمييز مابين كل شخصية على انفراد، رغم غيابها الوجودي (المادي)، وهو يحاكيها ويحاورها، بحضوره الجسدي و الصوتي والإشاري، بمخياله الخاص، يخلق مساحة افتراضية ب (كنايات) واضحة عنها، وتهكماته منها في (استهلال) العرض، يرينا، وضعاً سياسياً، دكتاتوریا استوجب منه، أن ينخرط لمقارعة شراسة السلطة خلال مرحلة الحرب، بتوثيق سيرته، عاكساً وجهة نظر جمعية لما كابده الوطن، من نكبات، وهمجيات عنصرية بغيضة منطلقا من (محطة تقدمية، بفعل حي خلاق، يسعى إلى تضييق الفجوة بين أبناء الشعب الواحد / ببعد حضاري انسانی تنويرى، بعيداً عن الجهل والفقر، والمنازعات الأيدلوجية المتحجرة للسلطة، والزج في السجون والمعتقلات، والتقتيل والملاحقة، بتهم طائفية، وعرقية مقيته، بأجندات مشبوهة.
اجتهد (درندش) في (أشكال) حضوره في (فضاء العرض) المحدود بتنوعات أدائية مستعرضا خلاصة دالة على (سيرته الحياتية) وتحولاتها منذ طفولته الى تقدمه في السن. بوجود (كرسي) لجلوسه فقط محاك (بخيوط حمراء)، متزامناً مع أغنية عراقية شعبية، باطراف عراقية اللون. ثم يبادر إلى استحضار ملامح لتشظيات الأمكنة والازمنة التي عاشها، محليا وعربيا وعالميا في خضم أنساق من صراعات و صدمات قهرية، وتغرب وسجون.
يندر في الغالب الأعم مسرحيا ان يقوم (الممثل) نفسه, بتمثيل نفسه على المسرح بسيرته الحياتية، ومسرحيتها بجرأة، وصراحة واضحة، بما تمسّك به من (ايجابيات)، وما اقترفه من (هنات)، فرضت عليه، فرضاً من واقع تدميري معاش صمم العرض، بتركيز عناصر، لوحدة اسلوبية، تمثل، (باغنية و اضاءة، وحبكة) يخص خطاب الممثل المباشر مع الجمهور، الحافل بمهارته على إشراك تلفظات (لكلمات وجمل وعبارات أجنبية) ساخرة، و(مقاطع) من لغات شعبية، محكية عابرة في (لهجاتها). حيناً تكون (عربیة) و (عراقية) و (هندية) و (انكليزية) متسقة مع الترنم باغنيات وحركات راقصة (مضحكة)، بمؤثرات ذاتيه (سمعية - بصرية) متجانسة مع أجواء تنقّله من بلد الى آخر، حتى في آنية العرض وهو يتخاطب مع بعض اساتذته من الحاضرين في العرض برباطة جأش وبتداولية انسيابية مثيرة للاعجاب، يحركيات تنقلاته على منصة صغيرة، وهو يجسّد اهدافه السلوكية والمتنوعة، بطريقة فنية، انسيابية وقدرات تمثيلية مقنعة، بتقمصاته لأدوار تارة تكون متوترة، منهكة، واخرى هادئة متزنة، ما بين (جد، وهزل) ليلملم أطراف حكايته (مسرحيا) لتأكيده على بصمة سيرته الذاتية (الاوتوبيوجرافية)، وابراز قدراته على تحييد أطياف (الآخرين) متبادلاً معهم (الأدوار)، وهو يخوض متاهات الدروب الأجنبية الموحشة، والسعيدة معاً، واستعراض كفاءته ومهاراته في حسن التخلص من المشكلات الخطرة التي تلاحقه. كما فعل حين هرب من عسس المرتزقة والمخبرين والقتلة، وكما استرجع كوابيس في وطنه، زمن الحرب، متلمسا خطوط تصاعد (امانيه)، وهبوط (خيباته) في بلد غربته، في (كندا) حيث حط الرحال هناك، وما تركه أيضا عن ايجابيات في بلدان الخليج العربي واليمين والاردن) وسواها من الأقطار. حيث باتت هذه البلدان (بؤرة) بينة، لسيرته الذاتية وانعكاس ابعاده النفسية، وانفعالاته الأصلية، وإشاراته وتعبيرات وجهه، على خلفية: بصوت غناء (حسن برسيم)، وتأثيث المكان (سهيل البياتي) والاضاءة التي لعبت دوراً إبداعياً في (سينوجرافية) العرض (عباس قاسم) و (محمد طاهر) - وفوتو (رسول) - و دراما تورج (جبار صبرى) - و اشراف عام (جبار جودي) نقيب الفنانين ومدیر عام دائرة السينما والمسرح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

صدور 35 أمر قبض واستقدام بحق الدرجات العليا خلال أيار الماضي

الإعمار تحدد موعد إنجاز مدخلي بغداد مع محافظتين

مبابي يظهر بقناع جديد في تدريبات فرنسا قبل مواجهة بلجيكا

التربية: السماح لطلبة السادس الابتدائي والثالث الراسبين بـ3 دروس تأدية امتحانات الدور الثاني

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت

حوار مع الروائية الفيلسوفة أيريس مردوخ : الرواية الجيدة هي هِبة للإنسانية

"الزنا".. أحدث روايات الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو

هل دجلة الخير للجواهري نهر؟

كيف تموت منتحرا؟

مقالات ذات صلة

هل تنفع ممارسةالكتابة في تعزيز صحتنا؟
عام

هل تنفع ممارسةالكتابة في تعزيز صحتنا؟

ديفيد روبسُن*ترجمة:لطفية الدليميمثلَ كثيرين من رفقائي المراهقين، غالباً ما شعرتُ في سنوات مراهقتي أنّ كرّاسة يومياتي هي الصديق الاقرب لي. كنتُ في سنوات المراهقة أنسحبُ إلى غرفة نومي وأنا بمزاج معتل؛ لكن حالما كانت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram