اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > تقرير أجنبي يتساءل: هل يستعيد حي البتاوين البغدادي أناقته ورمزيته المتنوعة؟

تقرير أجنبي يتساءل: هل يستعيد حي البتاوين البغدادي أناقته ورمزيته المتنوعة؟

نشر في: 24 يونيو, 2024: 12:08 ص

متابعة / المدى

استعرضت صحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة بالإنكليزية محاولات استعادة الحياة إلى حي البتاوين البغدادي الذي كان فيما مضى يعكس الرقي والرفاهية، وكمكان لتعايش المسلمين والمسيحيين واليهود، لكنه تدهور مع الزمن والتحولات السياسية والأمنية، وأصبح مركزا للفوضى والجريمة.
ووصف التقرير؛ حي البتاوين بأنه كان له ماض أنيق لكنه اصبح بمثابة ذكرى بعيدة، وبرغم ذلك فإن روح ذلك العصر لا تزال تظهر في الحي القديم الذي ازدهر في النصف الأول من القرن الماضي، وكان حيا راقيا ورمزا للتنوع في المجتمع العراقي، إلا أنه بدأ يتراجع في اوائل الاربعينيات، حيث أنه مع صعود نظام حكم عراقي موال لألمانيا، تزايد نفوذ النازيين، مما شكل تهديدا لليهود، حيث كان النازيون يحاولون كسر سيطرة بريطانيا في الشرق الأوسط الغني بالنفط، وهو ما قاد الى ظهور حملة "الفرهود" السيئة السمعة، حيث ارتكبت مذبحة العام 1941 ضد الجالية اليهودية في بغداد وقتل المئات منهم، ومثل بداية لهجرتهم من العراق.
وتابع التقرير أنه خلال الأعوام الثلاثين الماضية، تراجع عدد العائلات اليهودية بشكل كبير بسبب المضايقات التي كانوا يتعرضون لها، ثم مع اشتعال الحرب العراقية-الايرانية في العام 1980، انتقل إلى حي البتاوين عدد كبير من أبناء الجالية العربية، وخصوصا من السودانيين والمصريين، حيث لا يزال العديد منهم يعيشون في الحي الذي تحول في ذلك الوقت إلى منطقة تجارية تضم شركات مختلفة، وخصوصا دور الطباعة. وبحسب التقرير، فإن الحي، وفي بداية التسعينيات، تأثر بالعقوبات الدولية التي فرضتها الأمم المتحدة بعد غزو الكويت، شهد نزوحا جماعيا لسكانه الأصليين، وخصوصا من المسيحيين، كما ان اعداد اخرى غادرت الحي بعد الغزو الاميركي في العام 2003 والذي أطاح بنظام صدام حسين والذي تسبب بحرب طائفية دموية وتمرد. ولاحظ التقرير ان الشرفات الخشبية الانيقة، المعروفة باسم الشناشيل، والتي كانت تمثل الرمز للثراء والجمال المعماري، أصبحت الآن في حالة رديئة، في حين يتفشى في الحي عالم الجريمة والإدمان على الكحول والدعارة بشكل متزايد. ولفت التقرير إلى أن الحي لا يزال يضم مقبرة يهودية قديمة وكنيسا حيث احتفل عدد قليل من اليهود بمناسباتهم الدينية حتى العام 2003. وذكر التقرير؛ أن حي البتاوين تصدر عناوين الأخبار مؤخرا مع قيام السلطات الامنية بتطبيق اجراءات حازمة ضد المجرمين وتجار المخدرات. وهو ما مهد الطريق أمام الحكومة، من أجل مراجعة الخطط القديمة لترميم بعض المنازل اليهودية المتداعية واستعادة القليل من تراث بغداد المتلاشي.
وبحسب وزارة الداخلية، فقد جرى اعتقال المئات من المشتبه بهم والمهاجرين غير الشرعيين، كما صودرت كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة. وأضاف أن قوات الأمن تتولى حاليا حراسة المخارج والمداخل والأزقة الرئيسية، وتعمد إلى إغلاق بيوت الدعارة ومتاجر المشروبات الكحولية غير القانونية.
ونقل التقرير عن المتحدث باسم البلدية محمد الربيعي، أن العملية الأمنية التي بدأت أواخر نيسان/أبريل الماضي، أتاحت لبلدية بغداد دخول المنطقة للمرة الأولى منذ سنوات وتطهيرها و”تحويلها إلى منطقة نابضة بالحياة بهدف التخلص من الجريمة المنظمة".
وبحسب الربيعي، فان منازل الحي، هي على غرار ممتلكات الجالية اليهودية الأخرى، تعتبر من الأصول المجمدة منذ الخمسينيات من القرن الماضي وبالتالي ليس من الممكن استخدامها كمنازل لسكن العوائل بعد ترميمها، مضيفا أن بالإمكان "ترميم العديد من المباني لتكون بيوتا تراثية لاستخدامها في النشاطات الثقافية والتجارية".
ولفت الربيعي الى انه بالنظر الى عدم توفر الأموال من جانب الحكومة، فان امانة بغداد تبحث امكانية التوصل الى اتفاق مع القطاع الخاص لتنفيذ عمليات الترميم في الحي، مشيرا الى ان امانة بغداد تخطط أن تقلد مبادرة مولها البنك المركزي واتحاد البنوك العراقية الخاصة لترميم شارع المتنبي في بغداد القديمة. وتابع الربيعي قائلا إنه رغم تسجيل أكثر من 2400 منزل كمواقع تراثية في البتاوين، إلا أنه لا يمكن ترميم سوى عدد قليل منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مقتل زوج برلمانية عراقية في أربيل

السوداني يوجه بشأن التقرير الأممي المتعلق بحقوق الإنسان

الحكم غيابياً بالحبس الشديد عـلى مسؤول سابـق بديوان كركوك

عالية نصيف تعلن خروجها من كتلة دولة القانون

نسبة كبيرة للمشاركة بالانتخابات للايرانيات المقيمات في العاصمة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ترميم زقاق السراي.. إحياء التراث الثقافي وتعزيز السياحة في بغداد القديمة

ترميم زقاق السراي.. إحياء التراث الثقافي وتعزيز السياحة في بغداد القديمة

 خاص/المدى أكد المختص في الشأن التراثي، محمد الآلوسي، يوم الثلاثاء، أن ترميم زقاق السراي التراثي في شارع المتنبي هو إحياء التراث الثقافي وتعزيز السياحة في بغداد القديمة.ويقول الآلوسي، خلال حديث لـ (المدى)، إن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram