TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: المثقف عندما يمتهن الصدق

العمودالثامن: المثقف عندما يمتهن الصدق

نشر في: 24 يونيو, 2024: 12:15 ص

 علي حسين

قبل أيام دخل المفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي إلى المستشفى في البرازيل بعد إصابته بسكتة دماغية حادة.
وقالت زوجته فاليريا تشومسكي إن زوجها البالغ من العمر 95 عامًا يعاني من صعوبة في التحدث.
‏‎واضافت فاليريا للصحافة أن زوجها يتابع الأخبار وعندما يرى صور الحرب في غزة يرفع ذراعه اليسرى في إشارة رثاء وغضب.
قبل أيام غصت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر رحيل المفكر الشهير، وعند البحث في أبرز وكالات الأنباء العالمية لم أعثر على أي خبر عن وفاة تشومسكي، كما أن الخبر لم يؤكد من قبل المقربين منه.
يوصف نعوم تشومسكي بأنه أشهر فيلسوف معاصر، لكنه يسخر من هذا الوصف ويقول إنه لغوي صنع شهرته من اللغة التي يرى أنها عملية ابداعية جعلت من البشر "مبدعون وخلاقون" باستمرار.. المفكر المشاغب كما تصفه وسائل الإعلام، بشعره الأبيض المعتنى بتسريحه وقمصتله الكتان، وتلك اللمعة الطفولية المشاغبة في عينيه، منذ أن قرر في العاشرة من عمره أن يكتب مقالات لمجلة المدرسة يدافع فيها عن الفوضويين في الحرب الأهلية الاسبانية، الصبي الذي كان يتمرد على سلطة العائلة فيهرب بالقطار إلى نيويورك حيث يمضي بضعة أيام يساعد عمه في كشك الصحف، ويستمع إلى حوارات ونقاشات العمال والطلبة حول الأدب والسياسة.. يرفض أن يقال له إنه صاحب نظرية: "هذا المصطلح عفى عليه الزمن. لقد كان ماركس صاحب نظرية، فالرجل قام بعمل وصفي له وجاهته، كما جاء ببعض المفاهيم المفيدة، وليس من شك في أن عمله يفيدنا بشأن أمور كثيرة. وأما الآخرون فقد كانت لديهم أفكار، فيها الصائبة وفيها الخاطئة، لكن لم تكن لديهم نظريات".
يصفه الروائي الأمريكي الشهير نورمان ميللر الذي تقاسم الزنزانة معه عام 1967 عقب تظاهرات جرت أمام البنتاغون، بالعبقري رغم كونه آنذاك لم يتجاوز الثلاثين، ويكتب عنه في روايته "جيوش الظلام" بانه: رجل نحيل، حاد الملامح، ينم عن التقشف، وذو سيماء تدل على الاستقامة الأخلاقية الدمثة، لكن المطلقة".
يؤمن تشومسكي في كل كتاباته بأن المفكر هو الشخص الذي لا يسير كالأعمى في النهج الذي يسير عليه المجتمع، بل يتحرى عن كل شيء، وقد بدد كتابه "فهم السلطة" أسطورة أمريكا الدولة التي تقدم نفسها كداعمة للديمقراطية، حيث يصف الأمر بأنه عبارة عن وهم: "فأمريكا في الواقع تدعم الديمقراطية التي ترغب بها"، وتشومسكي يقول إنه لا ينتقد الحكومات لأن: "السلطة الحقيقية في مجتمعاتنا لا تكمن في النظام السياسي بل في الاقتصاد الشخصي: أي المكان الذي تتخذ فيه القرارات الخاصة بنوع المنتجات وكمياتها، وحجم الاستهلاك ومناطق الاستثمار"، وما دام الحال على هذا النحو فلن تكون هناك ديمقراطية حقيقية لأن رأس المال في أيدي الأقلية وليس الغالبية، والمال هو أساس المجتمعات وليس السلطة السياسية. يقول تشومسكي: "لم يتأطر الاقتصاد أبداً بما يتناسب مع ما هو أفضل للناس القائمين على العمل فعلاً بل على ما هو أفضل للرأسمالية نفسها".. وهو يصر على أن الحكومات اليوم يديرها "بعض أصحاب النفوذ الذين يتطلعون إلى أنفسهم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram