الموصل/ سيف الدين العبيدي

في أمسية موسيقية موصلية خاصة على آلة العود عزفت بها فرقة "نوارس الموصل"، وأطربت مسامع المتذوقين للفن والطرب بنغمات ملك الآلات الموسيقية الشرقية، الفرقة التي تأسست حديثاً على يد الموسيقار الموصلي عمر اسماعيل الذي استطاع أن يحتضن شبان موهوبين ومحبين للعود تلك الآلة التي يعدها سيدة الآلات الموسيقية.

عمر مع 3 من طلبته اطرب مسامع الحاضرين بمقطوعات من التراث الفني الموصلي والبغدادي، وكذلك الكردي، إلى جانب 3 مقطوعات من تأليفه كانت عن ام الربيعين، وهي معزوفة "قناطر موصلية" و"نسائم الموصل" و"طريق الحب" بالإضافة إلى التراث الفني المصري .
عمر الذي كان شغوفاً منذ صغره بالعود، لكنه لم يستطع أن يعزفه إلا عند دخوله لمعهد الفنون، والده اعترض على تعلمه للموسيقى فأجبره على الالتحاق بقسم الخط والزخرفة لكنه كان يهرب خلال أوقات الدوام من قسمه إلى قسم الموسيقى، ويتدرب على العود، وكان يساعده في ذلك رئيس القسم سابقاً الدكتور خالد فاضل الذي كان حاضراً في الأمسية والسعادة تغمره، وهو يشاهد أول عزف جماعي للعود في نينوى، ووصف العزف "بالتكنيك" الممتاز.. وبين أنه أسس هذه الفرقة قبل 3 أشهر من عازفين شبان في العشرينيات من عمرهم، وكان يدربهم لمرة واحدة في الأسبوع، وسمى الفرقة بـ"نوارس الموصل" وشبههم بالنوارس الموجودة عند نهر دجلة وجسر الموصل القديم، وأنه فخور بما بناه من مواهب.
ويعمل عمر في ذات الوقت على تدريب 15 موهبة أخرى، وسوف يضمهم خلال الأشهر القادمة إلى الفرقة كعازفين جدد مختصين بالعود فقط، وأشار إلى أنه أراد تأسيس فرقة موسيقية تليق باسم ام الربيعين، وتقدم فنا رائعا للمدينة، ولملمة المواهب الفنية المندثرة، وأكد عمر أن من يعزف العود سوف يتقن عزف الآلات الأخرى.
مصطفى الطائي واحد من الفرقة أوضح في حديثه لـ(المدى)، أن "العزف كان يستهويه منذ 8 سنوات، ولكن لم يجد من يدربه أو يدعم موهبته إلى أن أتى إلى التدرب على يد عمر، ولم يكن يتوقع أن يتقن العزف بهذه المدة القصيرة، واصفاً التدريبات بالسهلة، وأن المدرب كان يحفزه على العزف مع التمارين اليومية بما لا يقل عن ٥ ساعات.
في الوقت ذاته يقول احمد اليوزبكي أحد العازفين أنه منذ طفولته أراد التعلم واليوم أتيحت له الفرصة، وبين أنه منذ أشهر قليلة، وهو يتعلم، ويتدرب، وكان يعتقد أن الأمر سيستغرق معه سنتين لكي يبدأ بالعزف أمام الجمهور، وأكد أنه حالياً يعزف مع والده داخل المنزل الذي يهوى العود أيضاً وأن عائلته تشجعه على الاستمرار في تطوير مهاراته بالعزف، واصفاً الأمسية بأنها كانت رائعة، وشعر بالسعادة أمام الحضور، وهو يعزف مقطوعة خاصة من إحدى أغاني فيروز.