 خاص/المدى

قرر العراق لأول مرة تخفيض ساعات العمل الرسمية في المؤسسات والدوائر الحكومية لمدة ثلاثة أشهر بعد أن شهد موجة حارة لم يسبقها مثيل، وبحسب خبراء فأن تقليص الدوام للموظف يؤثر سلباً في البلاد من عدة نواحي اقتصادية".

ويقول المختص في الشأن الاقتصادي، أكرم علاوي، خلال حديث لـ(المدى)، إن "تقليص ساعات العمل يؤدي إلى تقليل الوقت المخصص لإنتاج السلع والخدمات، ما ينعكس سلباً على الإنتاجية العامة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تراجع في نمو الناتج المحلي الإجمالي".
ويردف، أن "الشركات قد تحتاج إلى توظيف عدد أكبر من الموظفين أو دفع ساعات عمل إضافية لتغطية العمل الناقص، مما يزيد من تكاليف التشغيل".
ويوضح، أن "التقليص يؤدي إلى التأخير في تقديم الخدمات الحكومية والإدارية، مما يؤثر في رضا المواطنين، ويعوق الأعمال التجارية".
ويكمل، أن "بيئة العمل غير المستقرة قد تقلل من جاذبية العراق كوجهة استثمارية، حيث يفضل المستثمرون الدول ذات السياسات الاقتصادية المستقرة وساعات العمل الكافية لضمان العوائد".
ويتابع علاوي، أن "تقليص ساعات العمل يمكن أن يؤدي إلى زيادة في البطالة الجزئية، حيث قد يحتاج الموظفون إلى البحث عن وظائف إضافية لسد الفجوة في دخلهم، مما يخلق عدم استقرار اقتصادي واجتماعي".
ويبين، أن "تقليل ساعات العمل قد يؤدي إلى انخفاض دخل الأفراد، مما يقلل من قدرتهم الشرائية، ويؤثر في الإنفاق الاستهلاكي، وهذا بدوره يؤثر سلباً في الاقتصاد الكلي".
ويرى متخصصون أن "تقليص الدوام الرسمي للموظف العراقي قد يضر بالاقتصاد من خلال تقليل الإنتاجية، وزيادة التكاليف التشغيلية، وتأخير الخدمات الحكومية، وتقليل جاذبية الاستثمار، وزيادة البطالة الجزئية، وتقليل الإنفاق الاستهلاكي، والتأثيرات النفسية السلبية على الموظفين".
من جانبه، يشرح المختص في المجال البيئي، عبدالقادر الخاطر، خلال حديث لـ(المدى)، أن "معالجة ارتفاع درجات الحرارة في العراق يتطلب نهجاً شاملاً يجمع بين الحلول البيئية، التقنية، والسياسات الحكومية"، مشيراً إلى أن "الحلول تكمن في زراعة الأشجار والنباتات في المدن والقرى حيث تساعد على تخفيض درجات الحرارة وتوفير الظل".
ويضيف، أن "الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري يسهم في تغير المناخ"، مؤكداً على "تشجيع استخدام الأنظمة الشمسية المنزلية لتوليد الكهرباء وتقليل الحمل على الشبكة الكهربائية".
ويبين، ضرورة "تنفيذ سياسات وتشريعات بيئية صارمة للحد من انبعاثات الكربون وتحسين كفاءة الطاقة، وتشجيع استخدام وسائل النقل العام الصديقة للبيئة وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة".
ويوضح الخاطر، أهمية "استخدام مواد بناء مستدامة وتصميم المباني بطرق تقلل من امتصاص الحرارة"، لافتاً إلى "تطبيق تقنيات العزل الحراري في المباني لتحسين الكفاءة الحرارية".
ويتابع، مشيرا إلى "تطوير أنظمة إدارة النفايات لتحسين إعادة التدوير وتقليل حرق النفايات الذي يسهم في تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة".
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد أصدر قرارا بتقليص الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية كافة وفق توقيتات معينة، مراعاةً لظروف ارتفاع درجات الحرارة، وخصوصًا أوقات الذروة، وبهدف تخفيف الأعباء على المواطنين عموما والموظفين خصوصا، إلى أن يكون وقت بدء الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية في المحافظات كافة، عدا العاصمة بغداد، في الساعة السابعة صباحا وانتهاء الدوام في الساعة الواحدة ظهرا.
كما منح السوداني المحافظين صلاحية تعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية كافة، بما فيها الدوائر المركزية غير المرتبطة بالمحافظة العاملة في محافظاتهم خلال الأيام التي تبلغ فيها درجات الحرارة 50 درجة مئوية فأكثر.