الموصل/ المدى عبر مثقفون من محافظة نينوى، عن استيائهم البالغ، إزاء ما وصفوه بالهجمة التي تشنها جهات معينة ضد"المدى"، لغرض إسكات صوتها المدوي دائما بالحق، ودفاعها المستمر عن الوجه الجديد للعراق، الذي يحاول البعض رسم ملامح الماضي البغيض عليه، من خلال تبني قرارات وسياسات أكل الدهر عليها وشرب، ورفض أدباء وصحفيون التقتهم"المدى"في الموصل وبعض المناطق
الأخرى في نينوى، الاتهامات التي وجهها (متنفذون) في الحكومة المحلية في بغداد والمتعاطفون معها للمدى، في أنها تبحث عن نشر الرذيلة.وعبر الكاتب والباحث الاجتماعي سمير فتاح عن اندهاشه من الموقف المعادي ضد"المدى"، لمجرد أنها أرادت أن يكون هناك تعامل حكيم مع جانب من جوانب الحياة في المدينة التي يفترض أنها عاصمة للعراق، وان عملية غلق محال بيع الخمور هناك، لا تؤثر فقط على فئات وشرائح حية وفاعلة في المجتمع ولها تقاليدها التي يجب أن تحترم، وإن لذلك انعكاسات على المجتمع ككل، وعلى الأسرة التي تعتبر أهم لبنة من لبنات المجتمع. وقال إن القرار يعيد بالذاكرة إلى العقد أو العقدين الماضيين، عندما صدر قرار ارتجالي بغلق محال بيع الخمور، والنتيجة أن الخمور انتقلت إلى المنازل، ووصلت إلى أيدي الصبية والمراهقين بسهولة، إضافة إلى المشاكل العائلية التي تفاقمت بفعل ذلك.وأضاف فتاح:إن كل ممنوع مرغوب، وهذا ليس مجرد شعار، أو حكمة قيلت جزافاً، انه واقع كان على مجلس محافظة بغداد أن يتنبه إليه جيداً. الشاعر غزوان مزهر، قال: يبدو إن ديمقراطيتنا تسير إلى الوراء، أو إنها الدكتاتورية القديمة، تلبس ثوب الديمقراطية، قرار حكومة بغداد المحلية، والتعرض للمدى بالاتهامات والتلويحات بغلقها أو سواها من ردود الفعل المخيبة، كلها سوابق، ستنجم في حال السكوت عنها تداعيات أخرى، حيث إنهم سيقومون لاحقاً بغلق السينمات والمسارح والمتنزهات، وكل من يعترضهم، يتهم بنشر الرذيلة، وغيرها مما تنضح به الأواني. هرمز ثائر مثقف في عقده السادس، تأمل لحظة قبل أن يبدي رأيه في حرب"المدى"لاستعادة الحريات المفقودة: المفردة التي نعتت بها المدى في أنها تريد نشر الرذيلة، تذكرني بكلمة مرعبة كانت تطلق على من يرفض الانضمام إلى جيش القدس أو الفدائيين أو غيرها من أوامر النظام السابق، وهي (متخاذل)، وكانت في النتيجة كفيلة بإنهاء حياة من تطلق عليه من خلال تطبيق القوانين الكيفية، وهنا فان مفردة نشر الرذيلة، تهدف إلى النتيجة نفسها، من خلال تحريك القوى التي تملك أدوات الموت، للنيل من المدى. هرمز دعا الأطراف التي انتفضت ضد المدى، للجلوس معها والاستماع جيداً إلى وجهة نظرها، لان المؤسسة التي ترعى المثقفين وتدعمهم، وتحاول إنارة كل هذا الظلام الذي يلفنا، من المستحيل أن يكون هدفها تشويه جمال الإنسان عندنا، وعلى جميع المثقفين، أن يتكاتفوا من اجل الدفاع عن أنفسهم أولاً، ومن ثم عن رموزهم التي باتت في مرمى النيران الصديقة!. الصحفي مشتاق سامي منصور، تساءل عن توقيت قرار مجلس محافظة بغداد، وردة الفعل غير المنطقية ضد المدى، مع الصمت المطبق للهرم الأعلى للسلطة في البلاد، خصوصاً بعد أن أصبحت القضية رأي عام، وهل هي قرارات متناغمة مع ما تتعرض له بعض مكونات المجتمع العراقي في الوقت الراهن؟ وانتقد مشتاق عملية إدخال منابر يوم الجمعة في هذه المسألة، معتبرا ذلك، وسيلة لتحريك الشارع والمواطنين البسطاء ضد مؤسسة المدى.وقال ينبغي على جميع المؤسسات الثقافية والصحفية في العراق وحتى خارجه أن تتضامن مع المدى. المحامي فائق بهجت، يرى بان حل الخلاف بشان هذه القضية يكمن في البرلمان العراقي، فالكثير من القوانين التي يتم الاستناد إليها حالياً، هي وليدة في ظل نظام ووضع سابقين، وآن الأوان لإلغائها.وقال فائق إن البعد عن بغداد 400 كلم، لم يجعلنا بعيدين عن الحدث، لأننا نعيشه في الموصل، دون قرارات من مجلس المحافظة. إذ لا توجد سينما محترمة، أو مسرح فاعل، أو قاعة عرض فني، ما يضعنا خارج سياقات التمدن، والحريات التي تعنيها المدى من خلال متابعتنا لكل ما يدور بواسطة الانترنت ووسائل الإعلام المختلفة، لا تعني مجرد بار أو محل لبيع الخمور، بل كل الحريات التي تنتهك في وضح النهار، ولا اعرف تحديداً، هل سيعتبرني من لا يتلاءم كلامي مع منظومته الفكرية المتهرئة، إنني مأجور؟!
مثـقـفـون: الموصــل خـارج نطـاق التمـدن..لا سينما.. لا قاعة عرض.. لا مسرح
نشر في: 12 ديسمبر, 2010: 07:30 م