بغداد/ تميم الحسن
ضغط شديد و"تهديدات" تعرضت لها الحكومة لنقل حركة حماس المصنفة على قوائم الارهاب الامريكية الى داخل الاراضي العراقية، بحسب بعض المعلومات. بغداد التي اعلنت مؤخرا، انها ابعدت المعارضة الايرانية عن الشريط الحدودي، تستعد الان، وفق تقارير غربية، لاستضافة الحركة وبحماية طهران.
ويتوقع ان اعضاء حماس سينتقلون من دولتين على الاقل الى داخل الاراضي العراقية، فيما قد ينخرطون في مفاصل اقتصادية ويشكلون جبهة سنية معارضة للسنة في الداخل.
يأتي ذلك في وقت اعلنت فيه فصائل في الحشد واخرى ضمن مايسمى بـ"المقاومة العراقية" استعدادها للمشاركة بالحرب في حال شنت اسرائيل هجوما على جنوبي لبنان.
وتورطت فصائل عراقية منذ حرب غزة، العام الماضي، في قصف مواقع امريكية في الداخل وسوريا قبل ان تدخل في هدنة قبل 4 اشهر، فيما تقول تلك الجماعات، إنها مازالت تقصف اسرائيل.
يقول سياسي عراقي قريب من الدوائر الامريكية في اتصال مع (المدى) ان "قضية نقل مكاتب حماس الى العراق لم تجر بشكل ودي".
السياسي الذي طلب عدم نشر اسمه اكد ان "عملية ابتزاز وتهديد جرت ضد اطراف في الحكومة للقبول بالامر، وبضغط شديد من طهران".
واعلنت مواقع غربية، اول امس، أن الحكومة العراقية وافقت على هذه الخطوة الشهر الماضي، وستعمل إيران على حماية قادة الحركة ومكاتبها وأفرادها في بغداد، إذا تم تنفيذ هذه الخطوة.
واكدت تلك المواقع ان الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية ناقش هذه الخطوة مع محمد السوداني رئيس الحكومة "عبر الهاتف" في شهر ايار الماضي.
وقبل اكثر من 10 ايام، نشرت كتائب الامام علي، احد فصائل الحشد، خبر وصور زيارة اعضاء من الفصيل الى حركة حماس بمناسبة افتتاح المكتب السياسي للحركة في العراق.
وبحسب بيان الفصيل على "تلغرام" فان الحاج يعقوب الزبيدي (معاون امين عام كتائب الامام) والوفد المرافق له، اجتمعوا مع عضو مكتب العلاقات العربية والاسلامية في حركة حماس"الاستاذ محمد الحافي".
وضم الوفد، وفق البيان، حسام الربيعي، الذي يعتقد بانه مقرب من احمد الاسدي وزير العمل وزعيم فصيل "جند الامام"، كما ترددت معلومات بان ممثلين من منظمة بدر حضروا الاجتماع كذلك.
وكان اول لقاء جمع اعضاء من حماس مع مسؤولين وفصائل عراقية، يعود الى العام الماضي.
وتسربت في تشرين الثاني 2023، بعد شهر من حرب غزة، معلومات عن زيارة وفد من الحركة بغداد، ولقاء فصائل، والاجتماع مع مستشارين للسوداني.
والحكومة العراقية حتى الان لم تدل باي تصريح عن التطورات الاخيرة، ويعتقد محمد نعناع، وهو باحث في الشأن السياسي بان "الحكومة تحاول ارضاء بعض الفصائل".
نعناع في اتصال مع (المدى) قال ان "اغلب الفصائل تأخذ اوامر من ايران، ولذلك عليها ان توفر لها مناخات مناسبة لتقوى وتنتفع".
ولا يستبعد الباحث في الشأن السياسي ان "يعقب افتتاح مكاتب حماس السياسية هيئات اقتصادية ويمكن ان تؤخذ مشاريع وعقود في العراق، وتكون جماهيرية سُنية مضادة للجماعات السنية في العراق المناوئة لايران".
حماس.. الخطر قادم؟!
وجود حماس في العراق قد يثير غضب اسرائيل ويهدد معادلة الحكم التي شكلها الاطار التنسيقي، كما تشير بعض التوقعات، خصوصا مع تصعيد من الفصائل ضد الولايات المتحدة وتل ابيب.
لكن محمد نعناع يقول؛ "لن يغامر الاطار الشيعي بالمكتسبات. المكتسبات التي حققها تأتي من ولاء بعض اطرافه لايران".
وقامت بغداد مؤخرا، بتنفيذ مطالب ايرانية بابعاد نشاط المعارضة على الحدود ونزع سلاحها، بحسب ماصرح به قائد قوات الحدود التابعة لوزارة الفريق محمد سكر السعيدي للوكالة الرسمية.
بالمقابل قال قيادي في فصيل مسلح يتهم بانه قريب من ايران، ان؛ "المقاومة من جميع الدول ستشارك على جبهة لبنان في حال اندلاع الهجوم الإسرائيلي على جنوبي لبنان".
واكد كاظم الفرطوسي ضمن كتائب سيد الشهداء، لعدد من وسائل الاعلام، ان فصيله؛ "ضمن هذه الحرب، ونحن داخلون بهذه الحرب فعلا، ولا نحتاج للدخول فيها، فنحن جزء منها".
وكانت الكتائب قد أعلنت الجمعة الماضية، مقتل أحد عناصرها في ضربة امريكية على الحدود مع سوريا.
كذلك هدد قيس الخزعلي، زعيم العصائب أمريكا بضرب جميع مصالحها في العراق والمنطقة في حال دعمت هجوم الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، بحسب كلمة متلفزة للاخير قبل يومين.
وتزعم الفصائل انها هاجمت القوات الامريكية في العراق 90 مرة منذ حرب غزة حتى الهدنة في شباط الماضي.
يقول غازي فيصل وهو مدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية ان "العراق مرتبط بعلاقة شراكة مع واشنطن، وتصعيد الفصائل او استقبال مكاتب حماس يعني معاداة الولايات المتحدة".
ويصف فيصل في اتصال مع (المدى)؛ "انتقال مكتب قيادات حماس من الدوحة (عاصمة قطر) ومن تركيا الى بغداد يشكل محطة تحول خطيرة في موقف العراق من الاحداث، والحرب والصراعات في المنطقة".
ويرى فيصل وهو دبلوماسي سابق ان؛ "التحول بالموقف العراقي هو بسبب هشاشة النظام وعدم قدرته على مواجهة ضغوط ايران ونفوذها العسكري والاقتصادي على بغداد".ويضيف؛ "نحن امام صراع حاد بين المصالح الامريكية في العراق والشرق الاوسط والمصالح الستراتيجية لايران التي تهدف الى بناء شرق اوسط اسلامي شيعي. كل هذه المتناقضات ستؤدي الى انفجار المواجهات قريبا".
ويبين فيصل انه وسط ذلك السلطات في العراق منقسمة بين من يتحالف مع ايران ومشروعها وبين من يتحالف مع امريكا ومن يأخذ موقفا محايدا.