ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير لموقع، كاثوليك نيوز، الاخباري استمرار معاناة مسيحيين عراقيين في المهجر التي ماتزال تلاحقهم بعد عشر سنوات على اجتياح تنظيم داعش لمناطقهم في الموصل وسهل نينوى، مشيرا الى صعوبة حصولهم على فرص عمل ويواجهون مصاعب في حصول اطفالهم على تعليم والحاقهم في مدارس.
القس، خليل جعار، من كنيسة الام العذراء في العاصمة الاردنية عمان، يدير مدرسة تقدم مساعدة لمسيحيين عراقيين هربوا من بطش مسلحي داعش ولجأوا لهذا البلد المجاور. يقول ان تحديات ضخمة ما تزال قائمة بالنسبة لهؤلاء المسيحيين العراقيين بعد عشر سنوات وصدماتهم النفسية قد تستمر.
يقول الاب، جعار، متحدثا لموقع كاثوليك نيوز من منطقة ماركا شمال شرقي ضواحي العاصمة الاردنية عمان "انا اعمل ما بوسعي لمساعدتهم الان. ولكن الوضع بحق سيئ جدا." مشيرا الى حاجة المدرسة لمزيد من النفقات لكي تستمر.
وكان القس، جعار، قد أنشأ قبل عشر سنوات تقريبا مدرسة في ابريشة كنيسته لتعليم اطفال لاجئين عراقيين، وذلك لان هؤلاء الاطفال يواجهون مصاعب للدخول الى النظام التعليمي الاردني. وكذلك فان العراقيين ممنوعين ايضا من العمل في الاردن وذلك لمصاعب اقتصادية تواجه البلد الصحراوي ذا الدخل الفقير.
حاليا تقوم المدرسة بتعليم نحو 200 طالب عراقي وفق نظام الشفتات حيث يدخلون المدرسة في الساعة الثالثة من بعد الظهر لحد الساعة السادسة والنصف مساء، بعد ان يكمل الطلاب الاردنيين حصصهم من الصباح لحد الساعة الثانية ظهرا.
يقول القس جعار "اريد ان يشعر الاطفال بأنهم في مكان آمن. لدينا 14 مدرس من العراقيين في المدرسة. ذلك يوفر بعض فرص العمل للعراقيين لأنهم لا يستطيعون الحصول على فرصة عمل خارج الكنيسة ولا يسمح لهم. المدرسون بامكانهم ايضا فهم الطلاب لان لكنة اللهجة العراقية تختلف تماما عن الأردنية".
عند مركز الخياطة في الكنسية تقوم بعض امهات الاطفال بإعداد وتحضير الزي المدرسي للتلاميذ من قمصان وسراويل.
ويضيف القس بقوله "لهذا فنحن لا نضطر للشراء من السوق، ومركز الخياطة هذا يوفر فرصة جيدة للأمهات للعمل مقابل اجر".
ويوضح الاب معاناة المسيحيين واطفالهم هناك قائلا "كثير من التلاميذ ما يزالون يعانون من صدمات وازمات نفسية. قسم منهم من رأى مسلحي داعش وهم يقتلون آباءهم. وحتى لو ان قسم منهم لا يتمكن من ان يكون طالبا مجتهدا من الناحية الاكاديمية، فان المدرسة تبقى تستقبلهم لأنه من المهم جدا بالنسبة للأطفال ان يكونوا سوية ويستمرون بتلقي تعليمهم".
يقول ان اغلبهم ينحدرون من الموصل شمالي العراق ومن سهل نينوى من مناطق برطلة وقرة قوش وكذلك من العاصمة بغداد، مشيرا الى انه من المتعذر لهم تقريبا ان يعودوا، لان قسم قليل منهم رجعوا ووجدوا ان بيوتهم قد تم الاستيلاء عليها من اشخاص آخرين.
احدى امهات التلاميذ تدعى، نادية، قالت "اضطررت انا وعائلتي ان نغادر العراق بسبب مخاطر مسلحي داعش. شاهدت مناظر انفجار سيارات مفخخة في الموصل مع جثث محروقة على الارض. قال زوجي انه يتوجب علينا المغادرة بدلا من ان نواجه الموت جميعا. لقد شاهد الاطفال مناظر مروعة، ولكنني الان سعيدة جدا ان تقوم هذه المدرسة بتقديم فرصة لأطفالنا بالتعلم وتوفير حياة طبيعية لهم".
وتحدث القس جعار عن ضعف الوضع الاقتصادي والمعيشي لبعض العوائل المسيحية المهاجرة مشيرا الى في أحد الايام سقطت احدى التلميذات مغشيا عليها في الصف وتبين بانها لم تأخذ وجبة طعام وعند التحدث مع والدتها قالت الوالدة ان زوجها قد قتل اثناء المعارك قبل مجيئهم للأردن وهي تعتمد على ما يقدمه الجيران من مساعدة.
جابرييل، طالب 15 عاما، قال "المدرسة والمدرسين جيدين جدا، انهم يعاملونا معاملة جيدة وطيبة. ولدي امنية بان اكون محاميا في المستقبل".
ريتا، مسيحية عراقية تعمل مدرسة، قالت "كوني عملت مدرسة في العراق، فانا اعرف بان التعليم مهم جدا، انه يمثل مستقبل الاطفال، نحن نقدر كثيرا هذه الفرصة التعليمية لهم هنا".
رياض، والد أحد التلاميذ في المدرسة، يقول "نحن ممتنون جدا لهذه المدرسة، لولاها لكان اطفالنا يقضون وقتهم في الشارع الان".
عن كاثوليك نيوز