TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > شباب الراب في بغداد: نعيش في جحيم

شباب الراب في بغداد: نعيش في جحيم

نشر في: 13 ديسمبر, 2010: 07:09 م

 متابعة/ المدىتتواصل صور تقييد الحريات وازمات المثقفين الفنانين في العراق، ففي الوقت الذي يحاول موسيقيون شباب الكشف عن الواقع المزري الذي تعاني منه شريحة الشباب في العراق، يتلقى رسامو الكاريكتير تهديدات مخيفة جراء رسوم تسخر من احداث سياسية مختلفة.
الراب في العراق بملابس مغنيي الراب التقليدية، مثل السترات ذات أغطية الرأس وقبعات البيسبول، يومئ خمسة شبان برؤوسهم على إيقاع موسيقى الراب بينما يمسكون الميكروفون، معبرين عن غضبهم وألمهم. وقال تقرير لوكالة "سي ان ان" ان هذا المشهد وتلك الأصوات لا تصدح في مدينة أمريكية، حيث موسيقى الراب جزء من الثقافة، بل في العاصمة بغداد، حيث يغني الشبان الخمسة قائلين"لا يهم إن كنت مسلما، لا يهم إن كنت مسيحيا، لا يهم الدين.. نحن جميعا بشر".والشبان هم أعضاء فرقة"سماشن هيتس،"وهم يعرفون أن الموسيقى التي يغنون على أنغامها لا تنتمي إلى العراق، المعروف تقليديا بالموسيقى الشرقية التي تعزف على آلات مثل العود، والربابة.ورغم ذلك، إلا أن هذه الفرقة لا تجسد فقط الثقافة الأمريكية، بل إنها حرفيا تتكلم لغتها، إذ تستخدم المصطلحات التي تجدها في أغاني نجم الراب الأمريكية إيمنيم، والراحل توباك شاكور، وتغني بالإنكليزية بدلا من العربية، والسبب في ذلك هو إن الشبان يريدون أن ينقلوا للعالم الغربي ما يحدث في بلادهم.ويقول ذو الفقار حارث، 19 عاما، وهو مؤسس الفرقة"إنها رسالة إلى الغرب لنجعلهم يعرفون من نحن.. والأشياء التي يمكننا فعلها.. وليس فقط العنف، والإرهاب".ولحدود أبعد من اللغة، يشعر الشبان أن الراب يوفر لهم وسيلة قوية للتعبير عن وجهات نظرهم ومشاعرهم، ولهذا وعلى مدى العامين الماضيين، يقول الأصدقاء الخمسة إنهم يكتبون أغانيهم ويسجلونها بأنفسهم داخل ستوديو صغير، ويمولون ذلك من جيوبهم.وأثناء حفلة اقيمت قبل حلول شهر محرم الحرام الجاري، أمام جمهور صغير في ساحة بالمدينة، ظهر الجانب المظلم من بغداد في عدد من أغانيهم، التي قال فيها أحدهم"إننا نعيش في الجحيم.. ولا يسمع أحدا نداءنا.. كل يوم في بغداد، تسيل دموعنا".والألم الذي ينتج تلك الكلمات، هو مجرد تجارب شخصية لأعضاء الفرقة، مثل عمر إياد، الذي كان صديقه فادي الذي عمل معه في إحدى الصحف، من بين 70 شهيدا راحوا ضحية هجوم لمسلحين على كنيسة سيدة النجاة في حي العامرية ببغداد، يوم 31 تشرين أول.rnالكاريكتير.. خطر يخيف الساسةلا يزال رسامو الكاريكاتير في العراق يعانون من تهديدات جدية بالقتل والتصفية الجسدية، حيث ما فتئوا يتعرضون لمضايقات من السياسيين الممتعضين من مشاهدة صورهم على صفحات الجرائد.وبحسب تقرير تلفزيوني لقناة العربية ان الكثير يرى من اولئك الفنانين أن لغة"التهديد والوعيد"التي تمارس ضدهم قد تجبرهم على حزم ريشاتهم والبحث عن مهن أخرى. وقال رسام الكاريكاتور صلاح زينل للقناة"المسؤولون لا يتفهمون طبيعة عملنا ويعانون من جهل سياسي وآخر إعلامي، نحن كفنانين وإعلاميين نفهم معنى الديمقراطية وقادرين على التعاطي مع الأمور في منظور ديمقراطي يخدم مصلحة البلد".من جهته أكد المحلل السياسي جاسم الموسوي على ضرورة حماية حرية التعبير في العراق، موضحا لـ"العربية":"نحن بحاجة ماسة إلى أن يكون لدينا الرأي والرأي الآخر، لأن ذلك يفيد الحاكم ويصحح أخطاءه، وتكميم الأفواه لن يفيد العملية السياسية لأن تلك الطريقة جربتها النظم السابقة وباءت بالفشل".ويصر رسامو الكاريكاتير على أن معاناتهم لم تزل مستمرة حتى بعد سقوط النظام السابق، مشددين على عدم تفهم الساسة لعملهم، ناهيك عن هجرة رسامين بسبب تلقيهم تهديدات بالقتل بسبب أعمالهم الناقدة. تجدر الإشارة إلى أن الكثير من المؤسسات الإعلامية العراقية تعرضت لدعاوى قضائية من عدة شخصيات سياسية ومؤسسات رسمية على خلفية نشر رسوم كاريكاتورية اعتبروها"مسيئة وغير لائقة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram