اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > حرب المناصب بين الفياض وأجنحة الحشد مشتعلة منذ 5 سنوات

حرب المناصب بين الفياض وأجنحة الحشد مشتعلة منذ 5 سنوات

إشارات إلى وقوف واشنطن خلف أزمة أبو زينب اللامي

نشر في: 30 يونيو, 2024: 01:26 ص

 بغداد/ تميم الحسن

ذهب فالح الفياض، رئيس الحشد، الى الموصل فيما كانت عجلات احد الفصائل تطوق مقرات الهيئة لإعادة مدير امن الحشد ابو زينب اللامي الى منصبه، بعد اقالة في ظروف غير واضحة. وعلق اللامي، بعد 24 ساعة على عزله، في بيان منسوب له، بان قرار اعفائه من المنصب جاء بـ"اوامر امريكية".

وجرت الازمة بعد ايام من حوادث طالت مطاعم امريكية في بغداد واحتمال وقوف كتائب حزب الله – التي ينتمي إليها اللامي- وراء تلك الهجمات.
وتسيطر الكتائب على مناصب تنفيذية رئيسية في الحشد، فيما كانت الخلافات بين الفصيل والفياض قد اشتعلت قبل 5 سنوات. وزعمت تسريبات بأن الكتائب أرسلت "10 حوثيات"، وهي سيارات يستخدمها الحشد- الى مقر الهيئة في بغداد لمنع عزل اللامي.
وكان الفياض الذي غادر الى الموصل عشية تصعيد الكتائب، ليلة الجمعة الاخيرة، قد قرر عزل اللامي من منصب مدير امن الحشد وتعيين علي الزيدي بدلا عنه.وقال بيان لهيئة الحشد، يوم الجمعة، ان الفياض عقد اجتماعاً أمنياً بمقر اللواء 30 في سهل نينوى بحضور قائد عمليات نينوى في الهيئة.
وقبل ذلك كانت منصات على "تلغرام" قريبة من كتائب حزب الله، اكدت إلغاء قرار اقالة اللامي، بعد تدخل من "ابو فدك"، رئيس اركان الحشد.
وشكر اللامي في بيان منسوب له ابناء عشيرته "في هذه الفترة الحرجة والقرارات الظالمة"، مؤكدا انها كانت "بتوجيه من الاحتلال الأمريكي".

أول شرارة خلاف
في 2019، اشتبك أنصار ابو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد (قتل بغارة امريكية في 2020) مع مؤيدي فالح الفياض في حملات انتقاد واساءة متبادلة. مديرية اعلام الحشد تدخلت حينها، وحذرت المنتسبين من الخوض في الأزمة بين رئيس الهيئة فالح الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت وقتذاك وثيقة موقعة من مدير عام الإعلام مهند نجم عن توجيه إلى المنتسبين يفيد بضرورة وقف أي تلاسن على مواقع التواصل.
الخلاف بين القياديين في الحشد بدأ على خلفية اتهام المهدنس امريكا واسرائيل بتدبير انفجار مخزن عتاد كتائب حزب الله في قاعدة بلد في آب 2019، فيما نفى الفياض تلك التصريحات، وعدها بانها لا تمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي. وبعد ذلك بشهر واحد رفضت أجنحة داخل الحشد، توصف بانها القريبة من طهران، اوامر الفياض لاعادة هيكلة الهيئة بحسب ترتيب وضعه رئيس الوزراء الاسبق عادل عبد المهدي.
عبد المهدي الغى آنذاك بشكل مفاجئ منصب رئيس الهيئة الذي كان يشغله المهندس، وبعد مقتل الاخير فرض "ابو فدك" على الفياض كرئيس أركان.
وقالت المصادر آنذاك بان طهران خيرت الفياض بين القبول بـ"ابو فدك" وهو عبد العزيز المحمداوي، او الاقالة.
وينتمي ابو فدك الى كتائب حزب الله، وهو واحد من عدة مناصب من حصة "المجموعة الولائية" كما جاء في اخر دراسة للباحث هشام الهاشمي (اغتيل في بغداد عام 2020).
وكشفت الدراسة آنذاك عن 44 فصيلا مقلدا للمرجع علي خامنئي، 17 فصيلا مقلدا للمرجع علي السيستاني، 6 فصائل مقلدة لمرجعيات شيعية أخرى من داخل وخارج العراق.
وتحكم في وقت مبكر ابو زينب اللامي بمنصب مدير امن الحشد، وهو جهاز معني بمراقبة ومعاقبة القادة في الهيئة.
واللامي واسمه الحقيقي حسين فالح عزيز اللامي، كان قد وضع على قائمة "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" الامريكية المرتبطة بعمليات "اغتيال وقمع المحتجين" في 2019.
وبين 2020 و2021 سطع نجمه كأحد مساعي المهندس، وتلقى تدريبات بكلية الأركان في العراق.
لكن بسبب اعتراض الولايات المتحدة وحلف "الناتو" تم إرساله بدلاً من ذلك إلى كلية أركان في مصر، وهو يحمل الان رتبة فريق ركن.
وتقول مصادر مطلعة لـ(المدى) ان "فالح الفياض حاول اكثر من مرة ابعاد بعض الشخصيات من الهيئة لكن ابو فدك يتدخل لوقف اي محاولة".
وفي آذار الماضي، حاصرت فالح الفياض موجة من البيانات الغاضبة على أثر لقائه علي حاتم سليمان، الزعيم العشائري في الانبار.
وطالبت البيانات والمواقف الصادرة من قوى الحشد نفسه، بـ"طرد" الفياض من منصبه، واشارت الى معلومات عن استغلال موارد الهيئة لمشروعه السياسي. والفياض هو احد أبرز زعامات الاطار التنسيقي، ورشح اكثر من مرة لرئاسة الحكومة، كما يملك 5 مقاعد في البرلمان (حركة عطاء)، و3 مقاعد في المحافظات (تحالف العقد الوطني). ويقول محمد نعناع وهو باحث في الشأن السياسي لـ(المدى) انه "لا احد يستطيع ان يلغي فالح الفياض من المعادلة الشيعية، هو رقم صعب بالحشد او بدونه".
وبين ان "هناك تخوفا من تمدد الفياض والانفراد بمشروع سياسي قد يقلل من نفوذ القوى الشيعية الصاعدة وخاصة العصائب". وفي اذار الماضي، اقترح قيس الخزعلي زعيم العصائب، خلال حدث اعلامي، مناصب اخرى على الفياض منها "نائب رئيس الجمهورية" بدلا من منصبه الحالي.

من وراء القرار؟
يرجح قاسم بلشان وهو باحث في الشأن الامني ان تكون "الولايات المتحدة وراء قرار اقالة اللامي"، وهو نفس ماذكره الاخير في البيان المنسوب له.
بلشان قال في اتصال مع (المدى) ان "ما تناقلته وسائل الإعلام بتغيير ابو زينب اللامي، يحتمل اكثر من سيناريو، منها ربما الزيارة الاخيرة لرئيس الحكومة الى أمريكا قد طلب منه إبعاد بعض الشخصيات". يخالف حسن فدعم، وهو قيادي سابق بالحشد الشعبي، فكرة مسؤولية واشنطن عن قرار اقالة اللامي. يقول فدعم لـ(المدى) ان "شخصيات تعترض عليها الولايات المتحدة مازالت في مناصب مهمة ومواقفها معروفة بمعارضة واشنطن".
فدعم وهو عضو في تيار الحكمة يشير الى ان قرار اقالة اللامي "كان قرارا طبيعيا يمكن ان يحدث في اي مؤسسة حكومية او امنية بحسب السياقات القانونية والمصلحة".
وحتى الان لم تصدر مواقف رسمية من الحكومة عن التطورات، ويقول قاسم بلشان: "اكيد هناك ضغوطات داخلية او خارجية وراء ما جرى".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

وفد عسكري برئاسة يارالله يزور واشنطن قريبا.. وانسحاب الأمريكان قد يحتاج من 3 إلى 5 سنوات
سياسية

وفد عسكري برئاسة يارالله يزور واشنطن قريبا.. وانسحاب الأمريكان قد يحتاج من 3 إلى 5 سنوات

بغداد/ تميم الحسنلم تعلق بغداد حتى الان على محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فيما وصف مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، ما جرى بانه "مقطع من فيلم".وتخوض بغداد والولايات المتحدة منذ مطلع العام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram