بغداد/ وائل نعمةانقلب ليل بغداد من فرحة المطر الذي طال انتظاره، إلى معاناة الظلام والأوحال وغرق الشوارع بالمياه.ارتضى الناس بانقطاع الخدمات وقضوا ليلتهم بدون اعتراضات لأن المطر كان قد أنساهم معاناتهم، خصوصا بعد أن استمتعوا بمنظره، لكنهم تفاجأوا حين خرجوا في الصباح للذهاب إلى مدارسهم ودوائرهم وانصراف الجميع إلى أعمالهم، بأن باب البناية مسدود، ليس بفعل فاعل، وإنما لتجمع الأمطار فقد أغلقته مياهها.
حارس إحدى مدارس العاصمة ابتكر طريقة جديدة لإخراج الساكنين، بوضعه مجموعة كراسٍ بالقرب من سياج البناية وتأرجح الناس فوقها وكأنهم في سيرك.في حي الكرادة، علق احد المارة وهو يشاهد صعود الشباب والنساء على الكراسي، قائلا "نشكر الجهات البلدية التي جعلتنا نشاهد السيرك في كل منطقة من مناطق بغداد بعد أن حرمنا منه بسبب قرارات مجلس المحافظة".وحين خرجوا إلى الشوارع وجدوها قد امتلأت بالمياه نتيجة هطول الأمطار وتحولت إلى بحيرات صغيرة بسبب ضعف شبكات المجاري وقدمها، ما أدى إلى انتشار تجمعات مائية ومسطحات طينية، ولم يخش المطر الممزوج مع مياه المجاري التي وجدت الفرصة مناسبة لتطفح من الدخول إلى المنازل في أحياء كثيرة من العاصمة.البغداديون شاهدوا ومنذ صباح يوم أمس كيف استباحت مياه الأمطار حرمة البيوت دون سابق إنذار، بالتزامن مع تلكؤ المجالس البلدية في تدارك الأزمة قبل حدوثها، وانشغال مجلس محافظة بغداد الذي تقع عليه مسؤولية متابعة الدوائر الخدمية، بكيل التهم والتهديدات وكبت الحريات، فيما عزا احد المواطنين قيام مجلس المحافظة بشن هجمات متتالية على حرية المواطن المراد منها إشغال المواطنين بقضايا أخرى وتحويل انتباههم عن سوء الخدمات المقدمة في العاصمة.وأكد لؤي محمود، طالب جامعي، "تعمد مجلس محافظة بغداد ورئيسه الزيدي بتحويل انتباه المواطن البغدادي إلى جهة أخرى وإبعاده عن قضايا الفساد والرشاوى والمحسوبية والمنسوبية التي تضرب أطنابها في كل إرجاء المجلس، ويحاول بشتى الطرق أن يغمض عين المواطن عن تشخيص الأخطاء والإهمال في الجانب الخدمي". التفاصيل ص7
الأمطار تغسل شعارات الإعمار وتُغرق البغداديين في شوارعهم
نشر في: 13 ديسمبر, 2010: 09:36 م