دبي/ علاء المفرجياستهل فيلم (الرحيل من بغداد) للمخرج العراقي قتيبة الجنابي الذي عرض مساء أمس الأول ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة وهي احد أهم أقسام المسابقة في المهرجان، الحضور الفيلمي العراقي، حيث تشهد دورة هذا العام حضورا متميزا للفيلم والشأن العراقي.
فيلم الجنابي هو الروائي الطويل الأول له بعد عدد من الأفلام الوثائقية المهمة له. موضوع الفيلم انعكاس لتجربة المخرج مع المنفى ومعاناته..وقدد اختار فكرته من تجارب مجايليه الذين قاسوا الامرين من الاضطهاد والقمع السلطوي..يتناول الجنابي في فيلمه هذا قصة مصور للدكتاتور يرغم على الهروب من الوطن بعد افتضاح امر ابنه الذي التحق في صفوف المعارضة ، ومعاناته – اي البطل- في الوصول الى لندن حيث زوجته... وعلى خلفية تفاصيل القمع والاضطهاد التي تمارسها السلطة الدكتاتورية ، يرصد المخرج رحلة بطله المحفوفة بالاخطار والهواجس عبر عدد من البلدان..واستحضاره تفاصيل عمله مع العائلة الحاكمة، مستعينا وبمونتاج متقن بالوثائق الصورية لحملات التنكيل التي كانت تمارس وقت ذاك..يتجلى في الفيلم الاستخدام الذكي للكاميرا على الرغم من استخدام لقطات الكلوز التي لم تنفع على اية حال مع ممثل يقف اول مرة امام الكاميرا...الاستجابة الايجابية للفيلم من قبل الجمهور تشي بقادم مهم في برنامج المهرجان، حيث سيقدم المخرج قاسم حول وفي إطار المسابقة نفسها وبعد توقف طويل فيلمه (المغني) الذي يتناول أيضاً حقبة الدكتاتورية في العراق من خلال شخصية المغني بشير الذي يستدعيه الدكتاتور ليغني في حضرته...اما الفيلم الآخر فهو للمخرج الكردي فاريبورز كامكاري والذي يحمل عنوان (ازهار كركوك) ، وفيلم (مدرسة بغداد) للمخرجة الهولندية شوتشن تان الذي يتناول تجربة المخرجين العراقيين قاسم عبد وميسون الباججي في افتتاح مدرسة مستقلة للسينما في بغداد بعد سقوط النظام.وتواصلت فعاليات المهرجان بعدد من العروض المهمة في مسابقاته المختلفة حيث عرض في إطار المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة الفيلم السوري (مطر أيلول) للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد الذي يتابع محاولات رجل للعيش في عالم يسوده الفساد الطبقي حيث يرسم المخرج لوحة درامية مؤثرة لعائلته والمجتمع يستطلع من خلالها ماهية الحياة في مدينته دمشق.ويجمع متابعو المهرجان في دورته هذا العام على ان مهرجان دبي هو المهرجان الأول في العالم العربي الذي يشارك فيه النقاد بلجانه التحكيمية المختلفة . وكتب الناقد امير العمري في دورية المهرجان: (يضرب مهرجان دبي المثل لغيره من المهرجانات التي تقام في المنطقة العربية في ضرورة الاستعانة بخبرات نقاد السينما المتخصصين، الذين يتمتعون بخبرة واسعة في تحكيم الأفلام وإضافة عنصر التوازن على تشكيلها الذي يغلب عليه عادة وجود السينمائيين).فقد ترأس الناقد سمير فريد لجنة تحكيم أفلام (المهر الإماراتي) التي تحكم الأفلام المنتجة في الإمارات، فيما يشارك الناقد البريطاني ديريك مالكولم في عضوية لجنة تحكيم مسابقة (المهر الآسيوي والإفريقي) والناقدة البريطانية هانا ماكجيل في عضوية لجنة تحكيم مسابقة المهر العربي . وعن هذا الموضوع يضيف العمري في مدونته ان ( المهرجانات السينمائية أصبحت تفضل الممثلين والممثلات حتى لو كانوا من إنصاف النجوم).وكانت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي قد أعربت عن أسفها في بيان أصدرته أمس للجمهور بأن الممثل شون بين، الفائزبـ "جائزة تكريم إنجازات الفنانين"، لن يتمكن من حضور مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010 نظراً للوضع السياسي المتأزم نتيجة الفوضى التي تشهدها هاييتي عقب الانتخابات الأخيرة. وفي أعقاب ذلك، توجه شون بين إلى هايتي للتأكد من سلامة موظفي مؤسسته والموقع الذي يتواجدون فيه. وفي هذه الأثناء، أصدر شون بين بدوره بيانا موجها لكافة جماهير مهرجان دبي السينمائي الدولي قال فيه: "يشرفني أن أحصل على ‘جائزة تكريم إنجازات الفنانين’ من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وكانت لدي النية الكاملة بأن أكون متواجداً في الحدث لاستلام الجائزة شخصياً. ولكن للأسف، فإن الحالة قد ساءت في هايتي، وكان من الأهمية بمكان أن أكون هناك للتأكد من سلامة الموظفين العاملين لدى منظمة ‘جيه/بي لإغاثة هاييتي’. وأتطلع إلى حضور المهرجان في المستقبل".
فيلم قتيبة الجنابي "الرحيل من بغداد" يفتتح مسابقة المهر العربي..
نشر في: 14 ديسمبر, 2010: 05:08 م