اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خطأ أمريكا الأخير!

خطأ أمريكا الأخير!

نشر في: 1 يوليو, 2024: 12:01 ص

محمد حميد رشيد

منذ الحرب العالمية الثانية بداء يصعد نجم أمريكيا لتصبح أول وأعظم إقتصاد بالعالم (وإن بدء العد التنازلي له) وبأقوى واضخم جيش بالعالم وأنتشرت قواعده وحاملات طائراته وصواريخه وقنابله ودباباته في كل زاوية ومحيط وبحيرة وجبل في هذه الأرض وسمائها الفسيحة و(لكانها الغمتها فهي تكاد تنفجر بها) وتنصطت على دبيب الأرض ونوعت آذانها و وسعت عيونها و وضعت في كل زاوية عين بل وفي كل بيت عين واذان بل في كل غرفة عين وأذان حتى لم يعد هناك مستوراً عن عينها وسمعها وتجسست على أعدائها وأصدقائها وحلفائها ونفسها؛
وفيها أول وأضخم تكنلوجيا والكترونيك بالعالم وحولت كل ما حولنا إلى وحوش مخيفة ذكية وغبية تنافس الانسان ليس في قوته وعمله فحسب بل هي تنافسه في عقله وحياته و وجوده لتطلقه وهي تفخر أن هذه الاجهزة اذكى من الانسان ولا تحتاجه وهي تصلح نفسها ويمكنها ان تكاثر نفسها من غير حول ولا قوة لبني الانسان وبدأت نظرات الشك والريبة متبادلة بين الآلة والانسان حيثما تواجدا وهي لحد الان متواجدة حيث تواجد الانسان وقد تضيق ذرعاً به فتعلن تواجدها حيث تواجد إنسان أو لم يتواجد ولا احد يدري بعدها هل ستنظر للبشرية بعين الرحمة حيث لا تنظر هي بعين الرحمة لنفسها …!
ولعل أمريكا في زمن البايدن قررت أن تنهي كل ذلك لتقوم باكبر خطاء ترتكبه أمريكيا في سلسلت أخطائها الكبرى فهي ظهرت الى الوجود وأعلنت عن نفسها بقنبلتين ذريتين تجاوزتهما اتكنلوجيا الذرية الامريكية وغير الامريكية وأصبحت هيروشيما ونكزاكي مجرد (لعب عيال) وقررت دخولها ومعها الكرة الارضية نفق الحرب العالمية الثالثة لتعلن ليس نهاية أمريكيا فحسب بل نهاية الحقبة البشرية الثالثة بعد حقبت آدم عليه السلام الاولى وحقبت نوح عليه السلام الثانية وحقبت السلام عليه السلام الاخيرة التي ستنهيها أمريكيا في خلال نصف ساعة ومن خلال ضربتين فقط الضربة النووية الاولى وضربة الرد الثانية وانتهى الامر ولن ينجي منها أحد لان الارض كلها ستنفجر وعتادها يكفي لتفجير عشر كرات أرضية مثلها ولا ادري هل ستظل تدور!
في غزة تنتهك إسرائيل كل قوانين الارض والسماء وتصب الحمم الامريكية وبرعاية بايدن وأمريكيا برفض من الشعب الامريكي على رؤس الاطفال والنساء وتهدم الكنائس والمساجد والمستشفيات وتحرق المخيمات وتقتل الجرحى والمرضى في المستشفيات وتعمى الآذن الامريكية ويعمى بصرها وتتكفل امريكيا بالتبرير والاعتذار وتعويض كل إطلاقة تطلق على طفل والتغطية على كل جرائم إسرائيل ورفضها كل حلول العقلاء وهي ترى تمدد الحرب في البحر الأحمر وفي لبنان وأمريكا تعلم أن إسرائيل تلعب في النار وإن الحرب إن لم تتوقف ستتسع لتشمل المنطقة كلها وتحرق الأخضر واليابس ومرة أخرى تبدو أن امريكا تابعة ومقودة ومع هذا أمريكا لاهية وتمد الحرب بالوقود والموت غير عابئة بكل هذا الدمار الإنساني الذي يمكنها أن توقفه بقرار واعي ومسؤول منها.
وأخر مشهد بدء مع بدء الاعلان عن ضم اوكرانيا التي تنام في حظن الاتحاد الروسي لحلف الناتو لتفزع روسيا وتحمل دباباتها وتطير طائراتها وتلقي بحممها على اوكرانيا الجميلة بكل شيء من طبيعتها حتى نسائها وهي تقدم رجل هنا وتؤخر هناك على أمل أن يستيقض الضمير الانساني ليوقف الحرب ويطفيء النار وتتكلم الحكمة الانسانية مع المارد الامريكي الشرس الذي بدء يقاتل بكل شجاعة وشراسة في اوكرانيا عبر الجنود الاوكرانيين فهي تمدها بالبارود واوكرانيا تغذيها بالشباب والدماء لتمتد امد الحرب لسنة تتبعها أخرى ويخيم فوقها الموت ولتتسع غيمته لتغطي أي مجال للعقل والحكمة والسلام المحتضر وتتابع الاحداث الامريكية فهي لم تكتفي بنشر الموت لتزود اوكرانيا باحدث الاسلحة والصواريخ والقنابل وتامر اوكرانيا باستعمالها وضرب العمق الروسي في معادلة أمريكية لتقسيم الموت فلموت هنا مجاني وليس كالموت في أمريكيا وبدء الحصار الامريكي المتحضر المفرط بالذكاء يحكم قبضته على عنق روسيا وحلفائها وكل من (يتشدد لها) فكان الرد عبر (بريكس) الذي كان في البداية بريك(البرازيل وروسيا والهند والصين) في 2006 لتنظم اليه جنوب افريقيا في عام 2010 ليصبح الآسم (بريكس) ولكن وبعد الحرب الروسية الاوكرانية بداء يتوسع لينظم له بعض من اقرب حلفاء امريكيا (السعودية ومصر والامارات) وإيران وهناك سبعة عشر دولة أخرى تقدمت لطلب العضوية (الجزائر والبحرين وبنغلادش وبلاروسيا وبوليفيا وكوبا وهنداروس واندنوسيا وكزخستان والكويت والمغرب ونيجريا والسنغال وفلسطين وتايلاند وفنزويلا وفيتنام) وطبعاً كل هذا التكتل الأقتصادي ليس لصالح أمريكيا! لكنها مصرة وبعنجهية كبيرة على تحدي السلام وإشعال الحروب وبث الرعب والموت في بقاع الارض وكان التفكير الجدي بأصدار عملة بريكس رداً على الدولار المتوحش الذي سيطر على العالم وفرض سطوته كما فرضت العولمة الامريكية سطوتها ثم تتصاعد (الغيرة الامريكية ونخوتها) مرة أخرى لتتمرد على النظام المالي والمصرفي العالمي وتظرب به عرض الحائط وتعلن تمويل الحرب الاوكرانيا من فائض الودائع الروسية في اوربا! !! في اغرب واكبر واضخم عملية قرصنة وسطو على البنوك والودائع في التاريخ وبمنتهى الغرابة تتبعها دول عظمى وغير عظمي محايدة وغير محايدة ومنها الفخورة بنظامها المصرفي الذي تعتبره مصدر رزقها (وسبوبتها) الاول وما كانت تتميز به وسكتت الامم المتحدة مرة اخرى (كما سكتت من قبل مرات) وهكذا تركل امريكا النظام المالي والمصرفي العالمي وتركل الامم المتحدة مرة أخرى لتعلن ان لاحاجة لموافقتها على انتهاكها؛ فهل يبقى بوتين يتحمل كل هذه الضربات والضغوط ويتحلى بحلم تولستوي! حتى ينهار الاتحاد الروسي على ساكنيه! ؛ وأبرمت روسيا اتفاقية دفاع مشترك بين روسيا وكوريا الشمالية وبين روسيا وإيران وهناك مساعي ولقاءات بين روسيا والصين والرئيس الأوكراني يوقع اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي بشأن "التزامات أمنية" تجاه كييف وعمليات نقل الأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا في انتهاك لقرارات مجلس الأمن! وبدءالعالم بالغليان وطبول الحرب المجنونة تدوي في كل مكان! وتنثر أشجار الموت اغصانها في كل مكان! وشل الضمير العالمي وعجز فالموت الامريكي عاجز عن التوقف ولا احد يجروء أن يوقفه فهو يعدو في كل مكان حاملاً اسلحة الرعب وقنابله النووية ولا يتوقع من نظام خرف إلا الخرف وليس من الغريب أن نشاهد ماكرون يحمل حقيبته النووية وهو ينزل من طائرته ليحضر مؤتمر السلام! كون التحذير الامريكي وصله من إحتمال قيام حرب نووية وأن الالزيه لن ينجو منها والرئيس الصربي يحذر ويتوقع قيام (حرب عالمية ثالثة خلال ثلاث اشهر!) وأخير ترامب يصرح (قد تقوم الحرب الثالثة قبل قيام الانتخابات الامريكية القادمة!) بل لن تكون هناك ديمقراطية في الكرة الارضية والسواعد الامريكية كفيلة بذلك! ولكن الخبر الايجابي والسعيد أن مجموع كل هذه الضربات النووية والذرية والكوبلتي والهيدروجينة والاعصارية الصاروخية وعبر الاقمار الصناعية لن تستغرق نصف ساعة ويرتاح العالم من جنون امريكيا ويكون ذلك خطأ أمريكيا الأخير! وسيبدأ العد من جديد بمن نجى وسلمه الله من الموت النووي وأصيب بالعاهات والتلوثات النووية فقط؛ ولا ادري ما هو موقف قادتنا السياسيين ومدخراتهم المالية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram