بغداد/ سها الشيخلي تقع مدينة الاعظمية في شمال بغداد وهي شبه جزيرة تحيطها المياه من جهاتها الثلاث ، لذا صار جوها رطبا ، ما جعلها مصيفا للاثرياء والتجار الميسورين من اهل بغداد، وشيدت على ضفاف دجلة التي تحتضنها، قصور فخمة شامخة لكبار تجار بغداد ، وكانت وما زالت قبلة لطلاب العلم وازاهر الرافدين.
تبلغ مساحة الاعظمية 27 كم مربعا ، الا ان نصف تلك المساحة وجدناها عند تجوالنا في المدينة مغطاة بالازبال والقمامة، ولاندري اين منها لجان مجلس محافظة بغداد وخاصة هيئة الخدمات التي يفترض ان تقوم بالتنسيق مع الجهات المتخصصة لتاخذ على عاتقها تقديم الجهد البلدي وتخليص المدينة من الذباب صباحا والبعوض ليلا ؟ كما لاندري  حالنا حال المواطنين الاخرين اين ذهبت التخصيصات المالية المرصودة للارتقاء بمناطق بغداد والاعظمية جزء منها؟ لقد كان في كل  شبر من ارض ذلك القضاء الساحرحكاية وقصة ، توثق تاريخ مدينة اجتمعت فيها شرائح مختلفة جمعتها اواصر المحبة والطيبة لتروي قصة مدينة ، لا نبالغ اذا قلنا ، انها من نوع القصص التي  لا يمكن تصورها ولا بالاحلام .. فكل بقعة من المدينة الفاتنة  تروي لك حكاية اغرب من حكايات الف ليلة وليلة ..انها مدينة لا تشبه الا نفسها . . توزعت على بقعتها الجغرافية صنوف الادب والفن ، العلم ، الفقه ، فقد اختصرت تلك المدينة الرائعة كل الفنون والاداب والتراث دون ان تتأخر عن مواكبة الحداثة والعصرنة ليتشكل من كل هذا في النهاية مدينة اطلق عليها الاعظمية ، كونها تضم رفات الامام ابو حنيفة النعمان الذي امتدت اثاره الى جميع الامصار الاسلامية .. وتتصدر مدينة الاعظمية الى جانب مكانتها الدينية تلك الميزة الاجتماعية والتجارية ومكانتها المرموقة حيث نمت فيها وبسرعة الاسواق والمنازل الجميلة والقصور الفخمة والمساجد ، الى جانب البساتين والحدائق والساحات ومن اشهر ساحاتها ساحة عنتر نسبة الى شاعر الجاهلية عنترة بن شداد من قبيلة عبس العربية  التي لدى الكثير منا ذكرى فيها، وازدهرت الاعظمية وتوسعت عمرانياً وسكانياً لتتحول ادارتها الى قائممقامية تضم كلا من ، الراشدية ، الفحامة ، الجلاعطة ، ابو دالي ، العنافصة ، الدباغية ، الداودية وكلها تابعة الى ناحية الراشدية ، والحقت بقائممقامية الاعظمية مدن عدة منها الشعب و القاهرة و الجزائر و جميلة و الصليخ وكل هذه المدن عامرة بالمباني الفخمة والاسواق المتعددة  ، ولكن ما يحز في النفس ان كل تلك المدن التي كانت زاهرة اضحت اليوم مهملة وتتراكم في مداخلها القمامة ، وكأن مجلس محافظة بغداد غير موجود  ولاتعنيه مثل هذه الامور التي ربما يعدها ثانوية وغير ذات بال .rnقائممقامية الاعظميةالى اليسار من ساحة عنتر اكبر واجمل ساحات المدينة تقع دائرة القائممقامية ، حيث تحدث الينافيها القائممقام هادي حمود حسن عن الايام الحزينة والاحداث الساخنة التي مرت على المدينة وخاصة في مناطق محددة منها الصليخ ، الشماسية ، الحارة ، راس الحواش والكسرة وغيرها من المناطق التي لها تاريخ مشرق ، عندما خيمت اشباح الفتنة الطائفية على اغلب تلك المناطق ما جعل اهاليها يفقدون الابناء والاعزاء جراء ذلك ، ولكن حكمة اهالي الاعظمية وبالاخص شيوخها انتصرت على الظلام لتتمكن من القضاء على الارهاب وعلى جذور الفتنة الطائفية ، وهاهي اليوم شوارع الاعظمية ومحلاتها تشهد استتباب الامن وعادت العوائل المهجرة الى مناطق سكناها كما عادت الحياة الطبيعية الى ربوع القضاء نسبياً ، كما فتحت المدارس والكليات ابوابها لطلبة العلم ، و ازدهرت اسواقها من جديد ، بفضل التعاون المثمر مع ابناء الاعظمية النجباء ، لتقول كما اعتادت دائماً نعم للعراق ولا والف لا لكل قوى الظلام التي تريد السوء بالوطن .rnنبذة تاريخيةالدكتور حسين امين  يحدثناعن مقبرة ومشهد الامام ابو حنيفة النعمان فيقول: - اثر وفاة الامام ابي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي سنة 250 هجرية / 767 م دفن في مقبرة الخيزران ( ام الخليفة هارون الرشيد )  شمال محلة الرصافة ، وبمرور الزمن تكونت حول المقبرة محلة عرفت بمحلة مشهد ابي حنيفة وصارت منذ ذلك الوقت المكان الدال في تعيين خطط بغداد القديمة ، ولما حضر ابو سعد مستوفي المملكة السلجوقية بغداد سنة 459هجرية /1066 م قام ببناء مدرسة للحنفية عند مشهد ابي حنيفة النعمان عرفت بمدرسة ابي حنيفة وعين مدرسا لها لتدريس علوم الفقه وهو ابو طاهر الياس بن ناصر الدليمي الحلفي ، واوقف على المدرسة ضيعة تصرف غلتها لتغطية نفقاتها ، وقد جدد ابو سعد تربة ابي حنيفة وبنى على القبر قبة شاهقة وانشأ بين يديه رواقا وصحنا وجعلها مشهدا كبيرا. ويشير الدكتور امين الى ان الرحالة ابن جبير عندما زاربغداد عام 580/ 1184 م قال فيها كلاماً جميلاً ومنها وصف المقبرة فقال بالرصافة كان باب الطاق المشهور على شط دجلة ، وفي تلك المحلة مشهد عظيم البنيان له قبة بيضاء سامية في الهواء فيها قبر الامام ابو حنيفة النعمان ( رضي الله عنه ) وبه تعرف المحلة ، كما زار جامع ابو حنيفة الرحالة ابن بطوطة فذكر ان قبة عظيمة تم انشاؤها على ضريح الامام ابي حنيفة النعمان وه