كأبلغ ما تكون، تتبلور مقولة الراحل، الأب الشرعي لمعظم دساتير وقوانين الدول العربية الدكتور عبد الرزاق السنهوري.... المقولة لاذعة ومتداولة حتى غدت مثلا يروى كلما جنح سياسي عن الجادة أو ادلهم أفق رحب، او التبس موقف:: (يفقد السياسي نصف عقله حين يستوزر ويدخل بوابة الوزارة.. ويفقد نصف عقله المتبقي عندما يخرج منها.!) لم يفصل عراب القوانين كيفية دخول السياسي للوزارة: محاصصة،رضوخا، ثقة، صدفة،تشريفا، ترضية،تز كية؟؟ كما لا يذكر كيفية خروج السياسي الوزير:: استقالة طوعية؟ استقالة رضوخ وتهديد؟إقالة بالإكراه؟طردا بإرادة عليا؟ استغناء بعد إدانة بالقرائن؟..إلخ ولأن المطلق يجري على إطلاقه--قاعدة فقهية-- فالتعميم إذن وارد بحق جميع أرباب ومتعاطي السياسة. قديما وحديثا، بالأمس، واليوم، والغد. المواطن العراقي سياسي بطبيعته‘وإن كان عصيا على التسيس بالإ كراه، لذا فهو مغلوب على أمره فيما يسمع، تجلده الأخبار على مدار الساعة،اختلط عليه الأمر، لا يدري من هو المتهم ومن هو البريء، من هوالصادق، ومن حقت عليه لعنة الكذب والكيد والتدليس، من هو الموشوم بالرشى ومن النزيه... هذا خبرملفق، نصدق إن هذا خبرملفق، وهذا خبر صدق لا تشوبه شائبة،، نستبشر، هذا خبر لا تشوبه شائبة. نرى السليم بجانب الأجرب، فلا يتاح لنا التمييز أيهما الأجرب وأيهما السليم، لتشابه المنطق وتشابه الحجة، أزمة شديدة الوطأة، إثر أزمة أشد وطأة، اتهام إثر اتهام ومقدرات البلد وثرواته وغالبية سكانه يعيشون على الهامش، هامش للحياة وهوامش متعددة للموت، لنقرأ مقولة السنهوري ثانية وثالثة وعاشرة، ونتمعن في مدياتها البعيدة، ونطبقها على واقع الوزارات المر، شديد المرارة، ونجاهر بفضح الخروقات، عل الذين في، آذانهم وقر يسمعون،، عل السياسيين الذين احتفظوا بنصف عقولهم وهم يدخلون الوزارة، يحرصون على ما تبقى من نعمة العقل والتعقل حين يغادرون!!
وزراء السنهوري..!
[post-views]
نشر في: 5 ديسمبر, 2012: 08:00 م