 ذي قار / حسين العامل

في وقت اعلنت في ادارة محافظة ذي قار عن تحرك لمواجهة التغيرات المناخية بالتعاون مع منظمة (GIZ) الالمانية، وصفت لجنة التصحر والجفاف ما يتعرض له السكان المحليون من اثار الجفاف بالإبادة الجماعية داعية الحكومة المركزية الى تبني خطة طوارئ لدعم وتعويض المتضررين واعادة توطين النازحين.

وتواجه محافظة ذي قار جملة من التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وازمة المياه خلال السنوات الاخيرة اذ تعرضت مساحات شاسعة من مناطق الاهوار في المحافظة الى الجفاف وتضرر مئات القرى من شح المياه، ناهيك عن نزوح وهجرة الاف الاسر من مناطق سكناها اذ فقد معظم سكان الاهوار والقرى التي تعرضت للجفاف خلال الاعوام المذكورة مصادر دخلهم المتمثلة بالزراعة وصيد الاسماك وتربية المواشي فيما تسببت العواصف الغبارية بمشاكل صحية وحالات اختناق بينما ادى ارتفاع درجات الحرارة الى خسائر اقتصادية ناجمة عن تفاقم مشكلة الجفاف، ناهيك عن تعطيل الدوام في الايام التي تشتد فيها الحرارة خلال موسم الصيف.
وكشف محافظ ذي قار مرتضى الابراهيمي عن مباحثات مع وفد يمثل منظمة GIZ الالمانية، زار المحافظة برفقة خبراء في البيئة والتغير المناخي وادارة المياه لتقييم الوضع المائي ونقص المياه في المحافظة في ظل التغييرات المناخية، واوضح الابراهيمي في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي وتابعته (المدى)، ان "زيارة الوفد تهدف لإعداد مشروع يساعد السكان المحليين على مواجهة التغييرات المناخية "، مبينا ان "المشروع يشمل عموم العراق ويجري بالتعاون مع الحكومة المركزية من خلال توجيه عمل الوزرات المعنية بهذا الخصوص".
واشار البيان الحكومي الى ان "المحافظ أوعز بتشكيل لجنة من المختصين للتعامل بشكل عملي مع التغييرات المناخية بالإضافة الى تنسيق العمل مع المنظمة الالمانية وتسهيل عملها في المحافظة".
ومن جانبه قال رئيس لجنة ازمة التصحر والجفاف في محافظة ذي قار حيدر سعدي ابراهيم لـ(المدى)، ان "الحكومة المحلية تعمل وفق خطين لمواجهة التغيرات المناخية تتمثل بالتكيف والتخفيف من الاضرار، وهذا يتطلب برامج خاصة لجميع الدوائر الحكومية، ولدينا لقاءات مع منظمات دولية معنية بالبيئة والمتغيرات المناخية لتفعيل هذا الجانب".
ويجد ابراهيم ان "ذي قار هي الاكثر تضررا من التغيرات المناخية والجفاف وازمة المياه كونها تقع في ذنائب الانهر، وهذا ما يجعلها تواجه شحة كبيرة في المياه"، واصفا ما تتعرض له مناطق المحافظة وسكانها من اثار الجفاف بالإبادة الجماعية.
ودعا رئيس لجنة ازمة التصحر والجفاف الحكومة المركزية، الى تبني خطة طوارئ وتخصيص موازنة خاصة لإنقاذ السكان المحليين وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم وتوفير فرص العيش المناسبة لهم، مشددا على اهمية تامين متطلبات العيش الاساسية لسكان المناطق المتضررة من التغيرات المناخية كي لا يضطروا الى النزوح او الهجرة من تلك المناطق.
وشدد ابراهيم على، اهمية رفد المحافظة بحصة مائية كافية لمواجهة مخاطر التصحر والجفاف، مبينا ان "رقعة المناطق الرطبة ومناطق الاهوار تقلصت بصورة كبيرة جدا ولم يتبق منها الا مساحات محدودة".
ويجد ابراهيم ان "الشحة تسببت بتلوث مصادر المياه بمياه المبازل ومياه الصرف الصحي التي ترميها المحافظات الاخرى، ناهيك عن مخلفات المعامل والمنشآت الصناعية والمستشفيات في مجرى الانهار".
مشيرا الى، ان "المعالجات الانية تركز على الحد من النزوح والهجرة السكانية من المناطق التي تتعرض للجفاف كون الهجرة ينجم عنها ضرر مضاعف للسكان النازحين والمناطق التي ينزحون لها، ولا سيما في التنافس على فرص العمل وطبيعة التكيف مع المجتمعات ناهيك عن الجوانب الامنية"، محذرا من اثار النزوح الجماعي على طبيعة الحياة في المدن.
وتطرق رئيس لجنة ازمة التصحر والجفاف الى اهمية التعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية في مجال تدارك مخاطر التغيرات المناخية، كونها منظمات ذات خبرة وتمتلك امكانية التواصل المباشر والسريع مع اصحاب القرار".
وتحدث ابراهيم عن ان "قرار شمول سكان المناطق التي تعرضت للجفاف في الاهوار بمنحة الرعاية الاجتماعية كونها تصنف ضمن مناطق تحت مستوى خط الفقر"، مشيرا الى تبني وزارة الهجرة والمهجرين لبرامج تزود الاسر النازحة والمتضررة من الجفاف بأثاث منزلية ومساعدات غذائية".
واشار رئيس لجنة ازمة التصحر والجفاف الى "مساعي لدى الحكومة المحلية لتوفير فرص عمل أو مشاريع مدرة للدخل لدعم المتضررين من الجفاف، ولاسيما شريحة الشباب ناهيك عن اتخاذ اجراءات تمكن التلاميذ والطلبة من مواصلة الدراسة والحيلولة دون تسربهم".
منوها الى تنسيق مع وزارتي العمل والهجرة والمهجرين في دعم ومساعدة المتضررين من الجفاف.
لافتا الى ان "بعض المنظمات الدولية زارت المحافظة للوقوف على حجم الاضرار وتقييم الاوضاع الراهنة لغرض اعداد برامج داعمة للأهالي في هذا المجال".
وكات لجنة ازمة التصحر والجفاف في محافظة ذي قار حذرت يوم (25 كانون الاول 2023) من اثار وتداعيات الهجرة السكانية الناجمة عن التصحر والجفاف، مؤكدة تسجيل اكثر من 4 الاف اسرة نازحة من مناطق الاهوار والقرى الزراعية.