 ذي قار / حسين العامل

أعلن المحتجون على تردي واقع الكهرباء في ذي قار تعليق اعتصامهم الذي تواصل على مدى احدى عشر يوما الى ما بعد عاشوراء، وذلك نزولا عند رغبة هيئة المواكب الحسينية وعدد من شيوخ العشائر، فيما لوحوا بفعاليات اوسع في حال الالتفاف على مطالبهم الخاصة بإنشاء محطات توليد وتحسين واقع الكهرباء. وقال الناشط هشام الشمري في بيان تلاه وسط جموع المعتصمين انه " اجلالا لشهر محرم الحرام واحتراما لكل الحاضرين من هيئة المواكب الحسينية وشيوخ العشائر واهالي الناصرية اعلنا تعليق الاعتصام لمدة شهرين" مشددا على " تنفيذ مطالب المعتصمين خلال فترة تعليق الاعتصام".

واضاف " اما بعد الشهرين فهناك وعد من كل الذين حضروا الاعتصام والذين طلبوا تعليقه ان ينزل الجميع الى الشارع في حال لم تنفذ مطالب المعتصمين".
واثنى الشمري على جميع من شاركوا بالاعتصام وتبنوا مطالب أهالي الناصرية بتحسين واقع الكهرباء.
من جانبه، قال الناشط في تظاهرات الناصرية حسن هادي المدرس للمدى ان " تعليق الاعتصام جاء بطلب من عدد من المشايخ وهيئة المواكب الحسينية في ذي قار ولحين الانتهاء من شعائر عاشوراء وزيارة الاربعين"، واوضح ان " وفد من المشايخ وهيئة المواكب حضروا الى ساحة الاعتصام وتعهدت بالنزول معنا ونصب سرادق المواكب في ساحة الاعتصام في حال لم تستجب الحكومة لمطالب المعتصمين خلال فترة تعليق الاعتصام".
واكد المدرس تمسك المعتصمين بمطالبهم وانهم وافقوا على تعليق الاعتصام احتراما لقدسية شهر محرم الحرام وفسح المجال لإقامة الشعائر الحسينية واتاحة الفرصة للمعتصمين بالمشاركة في تلك الشعائر عبر المواكب الخاصة بهم، عادا تعليق الاعتصام فرصة اخيرة للجهات المعنية للإيفاء بالتزاماتها واثبات صدق وعودها من خلال العمل على تحقيق ما دعا له المعتصمون من مطالب مشروعة.
من جانبه، رحب محافظ ذي قار مرتضى الابراهيمي بتعليق الاعتصام مؤكدا سعي الحكومة المحلية لتنفيذ مطالب المتظاهرين واوضح الابراهيمي في بيان تابعته المدى انه" أتقدم بوافر الشكر والامتنان والثناء الجميل إلى الأحبة المتظاهرين من أبناء محافظتنا، المطالبين بحقوقهم المشروعة عبر التظاهر الحضاري المنضبط والذين ضربوا فيه مثالاً رائعاً للتعبير عن الاحتجاج السلمي والتزموا بأعلى معايير حب الوطن، ولتعاملهم العالي مع الاجهزة الامنية"، واضاف " حيث كان لدولة رئيس الوزراء والأمين العام لمجلس الوزراء ووزير الكهرباء والكادر المتقدم في الوزارة دور وتعاطي كبير مع مطالب أبناء ذي قار ويستحقون الشكر والعرفان الكبير على ذلك".
وأردف: "ونؤكد للاحبة من ابنائنا المتظاهرين اننا لن يهدأ لنا بال ولن ندخر جهداً حتى نحقق ما تصبون إليه وما نتطلع اليه نحن كحكومة محلية وسنكون صوتكم وسندافع عن حقوقكم حتى تنعمون بخدمات تُرضي طموحكم".
وثمن الابراهيمي جهود اللجنة المشكلة لمتابعة ملف الكهرباء من الحكومة المحلية ومجلس المحافظة واعضاء مجلس النواب حيث تظافرت الجهود من اجل الخروج بنتائج واقعية وايجابية تخدم المحافظة".
واثنى محافظ ذي قار على دور رئيس مجلس المحافظة وجميع اعضاء المجلس وقيادة الشرطة في محافظة ذي قار، واضاف كما اقدم شكري لعشائر وسادات المحافظة والمواكب الحسينية الذي كان لهم دور لا ينكر ولا ينسى في المساعي الحثيثة و الفعالة لخدمة محافظتنا العزيزة.
من جانبه، كشف النائب حسن وريوش الاسدي اخر الاجراءات الخاصة بمطالب المتظاهرين واوضح في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي وتلقت المدى نسخة منه ان " النائب حسن الأسدي يؤكد استمرار متابعته لإستكمال انشاء محطة سيمنز ٩٢٠ ميغا ومحطة جي اي المركبة ٢٥٠ ميغا في الناصرية.
واشار البيان الى ان الاسدي يواصل استكمال الموافقات الخاصة بالمباشرة بإنشاء محطة سيمنز ٩٢٠ ميغا ومحطة جي اي المركبة ٢٥٠ ميغا "، مبينا ان " اكد اثناء الاجتماع الذي حضره الوزير والوكيل لشؤون الانتاج ومدراء عامين في وزارة الكهرباء وممثلي شركات سيمنز الألمانية وجي اي الأمريكية استكمال الموافقات الخاصة بهذه المحطات وتذليل كافة المعوقات للإسراع بتنفيذ هذه المحطات في الناصرية بأسرع وقت ممكن".
واشار البيان الى ان تنفيذ المحطات المذكورة سيرفع انتاج المحافظة من الطاقة الكهربائية إلى ٢٠٠٠ ميغا واط بعد ان كانت تنتج بحدود ٨٠٠ ميغا واط.
وكان متظاهرو محافظة ذي قار قد أعلنوا الاعتصام امام محطة كهرباء الناصرية الحرارية يوم (الاحد 23 حزيران 2024) وأمهلوا الحكومتين المركزية والمحلية 48 ساعة لتحسين اداء المنظومة الكهربائية التي شهدت تراجعا كبيرا وانقطاعات متكررة بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة الى معدلات تتجاوز نصف درجة الغليان. وفي تطور لاحق أقدم المئات من المعتصمين يوم الاربعاء المنصرم (26 حزيران 2024) على اغلاق ديوان المحافظة وقائمقامية الناصرية المقر البديل لمجلس المحافظة، وفيما أكدوا ان لا تفاوض مع المسؤولين الا بعد الشروع بتنفيذ المطالب، كشفت الحكومة المحلية عن تحرك وزاري باتجاه احتواء الازمة.
وأجمل المتظاهرون مطالبهم في بيان صدر بالتزامن مع انطلاق الاعتصام (عصر يوم الاحد 23 حزيران المنصرم) وجاء فيه ان "مطالب اهالي ذي قار بخصوص قطاع الكهرباء تتمثل بحلول جذرية ومستقبلية يمكن تحقيقها خلال سنتين او اقل". واوضح المتظاهرون في بيانهم الذي تسلمت المدى نسخة منه ان "هناك مشاريع حاصلة على موافقات رسمية لكنها متوقفة ومن بينها مشروع محطة كهرباء سيمنز بسعة 921 ميغا واط ومشروع توسعة المحطة الحرارية بسعة 600 ميغا واط ومشروع توسعة المحطة المركبة 9 بسعة 600 ميغا واط ومشروع الطاقة الشمسية في ميسلون بسعة 500 ميغا واط ومشروع الطاقة الشمسية في اور بسعة 300 ميغا واط ومشروع الطاقة الشمسية في الشطرة بسعة 250 ميغا واط ومشروع توسعة المحطة المركبة بسعة 250 ميغا واط".
واشار البيان الى ان "مجموع انتاج المشاريع المذكورة من الطاقة الكهربائية يقدر بأكثر من 3000 ميغا واط وهي كافية لسد حاجة المحافظة"، داعين الى " انشاء محطة انتاج استثمارية بطاقة 3000 ميغا واط اسوة بمحافظة البصرة".
كما طرح المتظاهرون في بيانهم حلول وصفوها بالأنية لمشاكل الصيف الحالي من بينها " تثبيت حصة المحافظة من الكهرباء وعدم التلاعب فيها وايقاف تدخلات مركز السيطرة الوطنية على خطوط 132 واكمال خط الرميلة -الناصرية 400 بأسرع وقت"، مشددين على "ضرورة فصل دوائر كهرباء محافظة ذي قار عن دوائر محافظة البصرة وجعلها شركات عامه انتاج وتوزيع ونقل".
وتشهد محافظة ذي قار التي ما تزال تعمل بنظام القطع المبرمج 4 ساعات تجهيز مقابل ساعتين قطع، انقطاعات متكررة خلال ساعات التجهيز ناجمة عن التحكم والقطع عن بعد الذي يعتمده مركز السيطرة الوطني ببغداد ومركز السيطرة الجنوبي في البصرة ناهيك عن انهيار الشبكة الكهربائية المتقادمة وانفجار المحولات نتيجة الاحمال المتنامية.
وتقدر حاجة محافظة ذي قار من الطاقة الكهربائية بأكثر من 2500 ميغا واط للعمل على مدار الساعة غير ان التجهيز الحالي من المنظومة الوطنية وانتاج المحطات المحلية يتراوح ما بين 1500 و 1800 ميغا واط وهو ما يستدعي العمل بنظام القطع المبرمج 4 ساعات تجهيز مقابل ساعتين من القطع ناهيك عن زيادة في اوقات القطع اثناء ساعات التجهيز لتلافي انهيار الشبكة.