لندن / المدى

يتجه البريطانيون اليوم الخميس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 650 نائبا في مجلس العموم.
توقعات استطلاع الرأي تشير إلى فوز كاسح لحزب العمال في مشهد لم يكن كثيرون يتوقعونه في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2019.
رنا خالد رئيسة قسم الباحثين في منتدى صنع السياسات العامة في لندن، ترى أن هذا هو الاسبوع الاخير لحكم حزب المحافظين البريطاني الذي سيطرة على رئاسة الوزراء في بريطانيا لمدة 14 عام منذ انتخابات ٢٠١٠.

وقالت في تغريدة على موع X أن حزب المحافظين بدأ الان بتغيير تكتيكه من الفوز في الانتخابات الى تشجيع ناخبيه الى التصويت بكثافة لوقف (المد الاحمر) اي تقليل الاغلبية المطلقة لحزب العمال وتكوين جبهة معارضة قادرة على كبح جماح حزب العمال. بالتأكيد انه اعتراف مبكر بالهزيمة.
‏وتضيف: السؤال الذي يطرح اليوم في أروقة حزب المحافظين ومراكز التفكير التابعة له مرير الى اقصى حد مفاده هل حزب المحافظين قادر على ان يحافظ على ارثه وبقاءه بالقدر الذي يسمح له ابأن يكون حزب معارضة قوي داخل البرلمان والسؤال الاصعب الاخر هو هل ان الحزب قادر ان يستجمع قوته بعد خمس سنوات ويعود لينافس في الانتخابات من جديد. وترى أن "الحقيقة حزب المحافظين قد يكون امام عودة تاريخية الى عامين وحالتين، الأولى 1974 عندما خسر حزب المحافظين بقيادة السياسي البارع ادورد هيث الانتخابات لصالح هارولد ولسون وبعد ان ترك حزب العمال يتعذب في قلب العاصفة الاقتصادية البريطانية في السبعينات وبعد ان اخذ حزب المحافظين وقته الكافي لتغييرات جذرية قادتها مارغريت تاتشر استطاع الحزب ان يعود من جديد في نهاية السبعينات ويكتسح المؤسسات والحكم والبرلمان ويغير وجه وفكر بريطانيا التي تشبعت التاتشرية التي أصبحت مذهباً اقتصاديا عالمياً واختراعاً بريطانياً خالصاً لإدارة السياسة العامة. لم ير حزب العمال 10 داون ستريت الى بعد عام 1997".
الحالة الثانية، التي تشير لها خالد، هي حالة حزب المحافظين بعد 1997 حيث تفكك الحزب وانهارت دعائم التاتشرية وتغير النظام العالمي بطريقة لم تعد تسمح لأفكار اليمين بأن تعكر صفو الانتصار الغربي على الاتحاد السوفيتي وحان الوقت لنشر عقيدة اليسار الأمريكي بقيادة كلنتون ودعم من منتدى الاقتصاد العالمي وجيل جديد من القادة من تيار يسار الوسط الجديد والوسط الاوربي الذين يؤمنون بحرية التجارة والعولمة والحرية الفردية واهمية التكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية التي تكسر الحواجز والحدود.
‏وأضافت: خطاب جديد جعل حزب المحافظين يبدوا وكانه تجمع لكبار السن وخطاباتهم وافكارهم وازيائهم وتعبيراتهم الارستقراطية او بقايا التاتشرية المهزومين المنهكين الذي مسخت تاتشر شخصيتهم وملامحهم. وامام نشاط وديناميكية توني بلير انهار حزب المحافظين ولم ير 10 داون ستريت الا بعد 14 عام بعد فوز مضطرب وصعب في انتخابات 2010 حتى حزب المحافظين لم يتوقعه.
وترى رنا خالد، أن انتخابات 4 يوليو تموز سوف تحدد مستقبل حزب المحافظين امام واحدة من هذين الخيارين او ربما ستطرح حالة ثالثة تاريخية وغير مسبوقة مفادها تطور وانبعاث نفوذ لأحزاب صغيرة سواء من اقصى اليمين او اقصى اليسار التي سوف تكون لها أدوار اهم في السياسة البريطانية اهم من الأحزاب الكبيرة التقليدية وهنا أتكلم عن حزب الليبرالي الديمقراطي LD والاسكتلنديSNP وحزب نايجل فراج اليميني المتشدد الذي ينافس بقوة REF حزب الخضر GRN وحزب جورج غالاوي اليساري الصاعد حزب العمل WPB كل هذه الأحزاب سوف تجعل مهمة حزب المحافظين صعبة في العودة الى الحكم وحتى سوف تجعل مهمة حزب العمال ربما اصعب في إيجاد شكله الأصلي كحزب للطبقة الوسطى العاملة في بريطانيا . انها بريطانيا الجديدة وعصر جديد من الفلسفة السياسة وادارة الحكم والسياسات العامة عصر سوف تخلقه اجيال سياسية جديدة واهداف جديدة وادوات جديدة.