TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الشاعر نصير الشيخ:الشعرهو أسمى الخيارات التي تليق بانسانيتنا

الشاعر نصير الشيخ:الشعرهو أسمى الخيارات التي تليق بانسانيتنا

نشر في: 19 ديسمبر, 2010: 04:52 م

أجرى الحوار:ماجد البلداويثمة أسماء حفرت لها في خارطة الشعر العراقي مكانا بارزا،بالرغم من إنها لم تأخذ حصتها الكافية من الأضواء أو النقدية العراقية..والشاعرنصيرالشيخ أحد هؤلاء فهو منهمك باشتغالاته الشعرية،ونصوصه لها خاصية التميز وسط الفضاء الشعري،فهو شاعر استثنائي له طقسه الخاص في الكتابة الشعرية وما يرافقها من طروحات نقدية،كاملة مكملة تصبو لغاياتها الجمالية.. زرنا الشاعر في مشغله وكان لنا معه هذا الحوار..
* هل يمكن الرهان على الشعر في زمن الصورة والبرامجيات والميديا..؟- الشعر لا يموت..لأنه لا يدخل في عملية استباق سلعي مع الحاجات المادية..الشعر هو نشيد الروح حتى الأبد..قد يبدو الكلام هذا مثالي التصور،ولكنه، أي الشعر هكذا-مفارق لماديات الحياة،وهو يضيء دواخل الروح التي تتأثر بعوالم الحياة ومعطياتها،وصخبها،وعنفها وجمالها.الشعر هو الصْدفة التي تنعكس عليها إشعاعات العالم الخارجي،فتتوحد فيه الصورة الشعرية التي هي النبض بين الحقيقة والخيال،بين الملموس والمتخيل،بين الكائن والذي سيكون..للشعر زمنه الخاص الذي يبقى يحرث في الزمان والمديات،نعم يتحول الشعر..!تتغير طرق كتابته..!يدخل مناطق أكثر وعورة وحداثة،كل هذا جائز،وهنا سرّحيويته وتجدده وكذلك سرّ انبعاثه كونه خلقا جماليا.rn* قراءة آنية لمنجزك ،نرى قلة نتاجك الشعري..؟- نعم هذا تشخيص وارد،إني مُقل في كتابة القصيدة تحديدا،قد لا أجد جوابا مقنعا لهذه الحالة،ولكني أقول،بعد هذا الكم الكتابي،أصبحت انظر إلى كتابة القصيدة بمسؤولية أعمق وأكثر جدية،ذلك يقربني من حافاتها الخطرة التي تضعني أمام( النوع)الكتابي ومديات توصيله،وكلنا يعرف الآن مساحة الكتابة شعرا،واطرادها واتساعها،وهذا أمر مقلق.مصير الشعر كقيمة اعتبارية وجمالية في الوقت نفسه ،ومفرح لأن ثمة مسارات وروحاً شبابية جادة تعنى باستمراريته.هذا جانب،الجانب الآخر،هو انفتاحي على الكتابة النقدية والتي اعتبرها(محايثة)لكتابة(القصيدة)،ذلك إن كتاباتي في حقل النقد(متابعات ثقافية،قراءة في ديوان،رأي في العملية الشعرية..الخ)كلها تصب في مشغلي الشعري وهي بالتالي محركات بحث لاستكشاف مناطق جديدة،والمساهمة في تواجدي ك(منجز)في مساحة الكتابة عراقيا،ذلك واضح وجلي في حضوري كاسم في الصحف الصادرة والمجلات الأدبية والدوريات الثقافية..rn* ماذا يشكل الشعر إليك..وكيف تنظر الى الأجناس الأدبية الأخرى..؟- الشعر،هو أسمى الخيارات التي تليق بانسانيتنا،هذا ما قلته وسأردد قوله،الشعر بالنسبة لي ليس مهنة،انه اقرب ما يكون(قدراً)وما أدراك ما الأقدار...هل تعصف بك..؟هل تضع على جبينك أكاليل الغار..؟هل تدفعك رياحها لشواطئ لم تفكر بالوصول إليها..؟كل هذا مجتمعا شكل الشعر.. وعوالمه،ُهي مدار حركتي باتجاه العالم والأشياء والتجارب والوقائع...من هنا لا يعني حيازة الشعر لي كوصية ألهية لامناص من التجرد عنها،أو انه – فصل المقال- لحياتي كمساحة ثقافية،لا يأتيها الباطل من أمام أو خلف..لا،أنا انظر للشعر مساحة اشتغال ومختبر كيميائي الحياتي،والا فالكلام فيه من التجني الكثير،لأن العالم يشهد تحولات كبرى،وانفتاحا لم تشهده الأزمنة،وحقول الأدب ليست بمنأى عن هذه التحولات.أما بشأن الأجناس الأدبية،فأرى أن الرواية هي الحضور الأكبر في المشهد العالمي،أدبا وفكرا ونقدا اجتماعيا،فهي استوعبت مساحة المساءلة عبر طروحاتها ومن ثم إيجاد معالجات لهذا الواقع الذي تحدثت عنه،ونقدها المستمر والفاضح لبنية المجتمعات العربية،نُظما سياسية وتراكيب اجتماعية وطوباوية مجتمعية،فكيف لا أعنى بمتابعة هذا الخطاب..وأنت تعرف أيضا مقدار اهتمامي بتاريخ الفن التشكيلي وتجارب فنانيه،ولي مساهمات في هذا الحقل.rn* ما هي ردود أفعال النقد تجاه إصداراتك..وهل من مطبوع جديد..؟- لقد حظيت مجموعاتي الشعرية الثلاث،بآراء نقدية مهمة من قبل أسماء نقدية معروفة،وهذا شئ ايجابي يتساوق طرديا مع أعدادها القليلة والتي طبعت على نفقتي الشخصية،وخاصة الأولى والثالثة،وصدر لي حديثا ديواني الشعري(شجر من محنة الوقت)عن دار الينابيع/سوريا.rn* لديك حضور لافت في العملية النقدية،ما هي زاوية اشتغالكم في هذا الحقل..؟- في البدء لي اعتقادي الجازم بأن العملية النقدية ضرورة قصوى لمتابعة النتاج الأدبي الصادر،وتأتي هذه الضرورة من كونها معنية بإضاءة جماليات النص وخباياه،ومن ثم استكشاف أبعاده القصية،وتحليل آلياته بإحالتها إلى مرجعياتها وبصيغ فنية عالية،كل هذا يجعل من العملية النقدية ليس كتابع،مثل قطار يجر عربته على السكة نفسها،لا،الأمر هنا لأخذ إبعاد أكثر حداثة..النقد الآن في تمثيلاته هو إعادة إنتاج النص،والذي هو نقد للحياة وتصوراتها، وحسب جنسها الكتابي (شعر، قصة، رواية، مسرحية..الخ) هذا لا يعني أن حديثي تفضحه تمثلات (بنيوية)، بل إن النص هو ما يمنحه لقارئه،رغم هيمنة المناهج النقدية والتي تأخذ جانبها التخصصي الأكاديمي،لكن ما انا عامل عليه- وربما غيري من شعراء جيلي-أني اقترب من عوالم النص وأدون ما يمنحني إياه من معطيات،وتكمن محاولتنا هذه في جزء منها بسبب غياب النقاد(الكبار)إن صح التعبير..!أعود لكلامي وأقول..الناقد هو قارئ نموذجي بامتياز،والذي يتقبل المغامرة ليطأ عوالم النص و أبعاده ،والإتيان باستنتاجات جمالية لا تخلو من معرفيات،هذا ما أنا مشتغل عليه وفيه وبحدود إمكانياتي الفنية.r

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram