اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الإعلام الاموي وأثره فـي تحجيم ثورة الإمام الحسين (ع)

الإعلام الاموي وأثره فـي تحجيم ثورة الإمام الحسين (ع)

نشر في: 19 ديسمبر, 2010: 05:14 م

محمد الذهبي لقد اثر الإعلام الأموي تأثيرا كبيرا في تحجيم ثورة الامام الحسين ،وابتدأ الامر على يد كبير البيت الاموي ، فهو  يحلل ويعد العدة من أجل الثأثير على الرأي العام بإعلام اعتمد التضليل لأخذ البيعة في حياته ليزيد ، ومن ثم توارث الخلافة الاسلامية وجعلها ملكاً صرفاً ، ساعده في ذلك امتلاكه غير الشرعي بيت مال المسلمين وبذخه الذي ليس له حدود في شراء الذمم والاصوات ،
 والثأثير على خصومه من البيت الهاشمي العلوي الذي امتلك مسوغا دينيا وتاريخيا واجتماعيا لتسلم الخلافة آنذاك ، فكان ان جهد معاوية في شراء الأحاديث المكذوبة ووضعها ونسبها الى الرسول (ص) في محاولة لتجريد الامام علي (ع) من كل فضيلة نسبت اليه لينتهي الأمر بشتمه على المنابر .rnوالنقطة الثانية المهمة هي استغلال شروط صلحه مع الامام الحسن (ع) ووجوده في سدة الحكم للقضاء على مؤيدي العلويين من العناصر المهمة والوجوه المعروفة ليبدأ بعد ذلك بمؤامرة اغتيال الامام الحسن وسط صمت مطبق من قبل الصحابة والتابعين . وبعد استشهاد الامام الحسن أنيط أمر المواجهة مع معاوية بالامام الحسين (ع) وكانت المراسلات العديدة بين الحسين ومعاوية دليلاً على الوضع المتأزم الذي وصل إليه الأمر ، وبمقابل إغراءات معاوية واغتيالاته قيادات الكوفة التي كانت موالية للعلويين ، هناك تجريد كامل للحسين من العطاء من بيت المال ، أي انه لا يمتلك أموالاً على الاقل يديم بها مكانته ويعيل من يريد الاصطفاف خلفه ، ولذا كان جل من أتى مع الحسين الى كربلاء من الفقراء والمسحوقين ولم يكن بينهم رئيس قبيلة او وجيه من وجهاء القوم ، على هذا الأساس لم يستغرب احد حين نصح الحسين الكثير من أتباعه من العوائل التي جاءت معه من المدينة ، بأن قال لهم : هذا الليل فاتخذوه مركبا وانجوا بأنفسكم ، فإن القوم لا يريدون غيري فإن ظفروا بي ذهلوا عمن سواي ، ما يؤيد ان اتباع الحسين كانوا من الضعفاء والمسحوقين الذين كانوا يرون في ثورة الامام خلاصا لهم من الفقر والعوز والجوع ، أضف الى ذلك ان دوافع هؤلاء  الاخرى كانت عاطفية وسرعان ما اخذ كل منهم بيد أخيه وهرب في غلس الليل وهو يبكي لفراق الحسين . ومن بين الاسباب الاخرى في نكوص اهل الكوفة وتخاذلهم عن الايفاء بوعودهم  سبب رئيس هو سياسة الامويين الترغيبية والترهيبية ، ومن ثم فإن هناك التاريخ الحربي الطويل في معركة صفين والجمل والنهروان التي خاضها الكوفيون الى جنب الامام علي (ع) فشعروا بعدها بالتعب والاعياء ، في حين ان الامويين كانوا قد هيأوا لدولتهم منذ ان تقلد عثمان بن عفان الخلافة فجمعوا الاموال وأعدوا العدة تشفعهم في ذلك نظرتهم الى الدين على اعتباره ملكاً استطاع عن طريقة بنو هاشم ان يتسيدوا على الناس ، وليستمر الاعلام الاموي بجهوده نحو تحييد العلويين حتى بعد استشهاد الامام الحسين ، حيث أطلقوا على عائلته بأنهم سبايا خوارج وعاملوهم كما يعامل الأسرى فكان الرجل بالشام يسألهم من اي الاسارى انتم ؟ وحين يسمع  انهم اسارى آل محمد ، يضرب وجهه متعجباً من فعل يزيد، وكان يزيد يخشى معرفة الناس للحقيقة، ولذا حاول جلب عائلة  الحسين الى الشام ولم يترك لها الحرية في العودة الى المدينة ، وقد حاول جاهداً أن يحول دون ارتقاء علي بن الحسين السجاد (ع) المنبر للتعريف بنفسه إلا بعد إلحاح من الشاميين ، ولم يكد السجاد يلقي على مسامع القوم نسبه وحسبه حتى أمر يزيد بإنزاله من المنبر ، فضج المجلس بين لائم ومؤيد ومعترض فما كان من يزيد إلاّ ان يقطع نزاع القوم بالأذان ؛ واستمر التعتيم لسنين عديدة ، فالعالم خال من الفضائيات والصحف بحيث ان المدينة وهي مدينة الحسين لم تعرف باستشهاده الا بعد رجوع عائلته من الشام لتبدأ مرحلة الإعلام المضاد بعد شعور المجتمع الكوفي بخطئه ، ومجتمع المدينة بابتعاده عن الاحداث ، وشاهدوا ان امراء الامويين انهمكوا في ملذاتهم فاشتروا الجواري والقيان وحرموا الناس عطاءهم ، من هنا جاء التفاف الكثيرين ممن يريد الثأر للحسين فكانت ثورة المختار الثقفي ومن ثم عبد الله بن الزبير الذي اقتطع مكة والبصرة من الامويين ، لتعود الثورة حسينية عند نهوض زيد بن علي بن الحسين وبعدها لتسقط الدولة الاموية بشعار علوي رفعه العباسيون . لقد بقي الحسين رمزاً للثورة على الرغم من شراء الذمم والأصوات في محاولة لإخفاء ضوء الشمس ، وما لم يحققه الحسين في معركته مع بني أمية آنذاك حققه الآن من خلال الإعلام الحالي ، حيث انطلق بثورته الى عواصم أوروبا وآسيا على اختلاف الاديان والمعتقدات لتصبح ثورة الحسين جزءاً من تراث إنساني كبير ولترتفع على المعتقد وتصبح ملكاً لجميع الثوريين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram