 سوزان طاهر

لم يقتصر فقدان العراق واقليم كردستان لثرواتهما الطبيعية والبشرية فقط، بل امتد ذلك ليشمل الطيور والحيوانات البرية النادرة، التي باتت عرضة للانقراض في ظل استمرار الصيد الجائر في الاقليم.
الاجواء الطبيعية الجميلة والمناخ قارس البرودة والتضاريس الجبلية الوعرة كانت منذ قديم الزمان عوامل مساعدة لتكاثر الأنواع النادرة من الطيور والحيوانات الجبلية التي تتخذ من جبال كردستان الشاهقة ملاذا لها.

وانتشرت عدد من مقاطع الفيديو والصور على وسائل التواصل الاجتماعي لمواطنين يقدمون على الصيد الجائر في الإقليم، وسط دعوات لتدخل حكومي وفرض العقوبات الرادعة على من يمارس صيد الحيوانات البرية.

مناطق الصيد الجائر
وقال عضو منظمة كردستان لحماية الحيوان في كردستان علي إبراهيم، إن "معظم الحيوانات في الإقليم تتجه نحو الانقراض والهروب إلى المناطق الحدودية".
مبيناً في حديثه لـ (المدى)، أن "الحيوانات البرية مهددة بالانقراض بسبب عمليات الصيد الجائر، وخاصة في مناطق كفري وكرميان وحلبجة ودهوك والمناطق القريبة من سد الموصل".
وأضاف أن "الصيد الجائر الذي يقوم به عدد من المواطنين، يمثّل السبب الرئيس الذي أدى إلى هروب عدد كبير من الحيوانات إلى دول الجوار والمناطق الحدودية".
وأوضح أن "المواطنين يستخدمون طرقاً غير قانونية وبعيدة عن الإنسانية لصيد الحيوانات، مثل استخدام الكهرباء في صيد الأسماك، او رمي المتفجرات في الأنهار".
وبرغم الاجراءات التي اتخذتها حكومة إقليم كردستان، للحد من استمرار صيد الحيوانات والطيور في الإقليم، إلا أن ذلك لم يقف عائقا امام المئات من الصيادين بينهم رجال اعمال خليجيون وعرب باصطياد المئات من الحيوانات النادرة والطيور.
صقور ونسور اقليم كردستان النادرة تأتي في مقدمة الطيور التي يقوم العشرات من صائدي الصقور والنسور بينهم رجال اعمال واثرياء من دول الخليج بزيارة مدن الاقليم سنويا لاصطياد وشراء انواع نادرة منها، التي يمتاز بها اقليم كردستان.

جريمة وإبادة جماعية
رفعت محمد رشيد وهو صحفي مختص في مجال البيئة بإقليم كردستان، قال إنه، "صُدمنا من الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وحالات القتل التي تعرضت لها مجموعة من الحيوانات البرية النادرة".
مؤكداً في حديثه لـ (المدى)، أنه "قتل أعداد كبيرة من الغزلان البرية في كفري، يعد جريمة كبيرة، ويجب على حكومة الإقليم زيادة أعداد شرطة حماية البيئة والغابات في تلك المنطقة".
وأضاف أن "ما جرى يعد حملة إبادة ضد الغزلان البرية النادرة، خاصة بعد استغلال الفجوة الموجودة، وبالتالي الجهات الأمنية مطالبة بإجراءات رادعة ضد كل من يتجاوز ويقوم بالصيد الجائر".
وتابع أن "الغزلان هي زينة للمنطقة، وتجذب الآلاف من السياح سنوياً، وهذا الصيد العشوائي يجب أن يتوقف، ويجب إنشاء محمية للحيوانات البرية وخاصة من الغزلان".
تعاون بين بغداد وأربيل
كمال عبد الرحمن وهو مهندس في زراعة كرميان بمحافظة السليمانية، طالب بتعاون وتنسيق بين وزارة البيئة في حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية لغرض إنشاء جهة أمنية مشتركة، هدفها حماية الحيوانات البرية من الصيد الجائر.
مشيراً في حديثه لـ (المدى)، إلى أن "الحكومة الاتحادية مطالبة بإنشاء شرطة مختصة بالبيئة، هدفها حماية البيئة والحيوانات البرية والأشجار المعمرة، والتجاوز على الحيوانات يتم في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة الاتحادية، في مناطق خانقين وطوز خورماتو".
وأردف أن "من يقوم بعمليات الصيد الجائر هم مرضى نفسيون، وهم يقومون بعمليات قتل للبيئة، ويجب محاكمتهم واتخاذ إجراءات رادعة بحقهم".
كما أن، البرلمان العراقي مطالب بإقرار قانون تجريم التجاوز على البيئة، وإنزال عقوبات صارمة بحق من يقوم بمثل هكذا أفعال.
وكان اقليم كردستان قد اقر قانونا للحد من الصيد الجائر، ولمنع المتاجرة بالطيور وغيرها من الحيوانات النادرة في الاقليم، ويغرم بمبلغ 10-20 مليون دينار، كل من يقوم باصطياد الحيوانات البرية في الاقليم.