TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: إنهم يهتفون: يحيا الكرسي

العمودالثامن: إنهم يهتفون: يحيا الكرسي

نشر في: 9 يوليو, 2024: 12:06 ص

 علي حسين

عندما أيقن رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، أن المواطنين في بريطانيا أداروا له ظهورهم .. سارع إلى الاعتذار وقبول نتائج الانتخابات التي أطاحت به وقبل مغادرته مقر رئاسة الحكومة قال : "أنا آسف ، لقد وصلني غضبكم وخيبة أملكم وأنا اتحمل المسؤولية" .
سيقول البعض يارجل مالك وتقليب دفاتر الغرب " اللعين " ، وتنسى أننا بلاد علمنا البشرية القانون والكتابة .. ماذا يفعل ياسادة كاتب مثل حالي ما يزال لا يعرف السر وراء عدم اختيار رئيس للبرلمان ،ولهذا تجدونني أقلب في أخبار الشعوب ، بعد أن أيقنت أن لا أحد من مسؤولينا لديه الرغبة لأن يمارس فضيلة مراجعة النفس والاعتراف بالخطأ، والذي يشكل اليوم جزءاً من نسيج الحكومات المتحضرة، وتاريخ الاعتذارات مليء بالمواقف الصعبة لعدد كبير من المسؤولين في العالم وهم يخرجون للناس يقدمون اعتذاراتهم، ومعها خطاب الاستقالة بسبب أفعال أضرت بالمصلحة العامة.. عام 1969، اقترع الفرنسيون على الدستور الذي اقترحه ديغول. وحين أعلنت النتائج التي تظهر أن 52% من المواطنين صوتوا ضده .. نجد صباح اليوم التالي صحف فرنسا تنشر على صفحاتها الأولى الخبر التالي : ديغول يقدم استقالته وبيان من سطر واحد " اعتباراً من اليوم سأتوقف عن ممارسة مهامي كرئيس للدولة " كان ديغول الذي شعر بالأسى قد أنقذ فرنسا في حربين عالميتين .. وجعل منها خلال فترة حكمه واحدة من الدول الاقتصادية الكبرى .. ومع ذلك استجاب لنسبة الـ 2% ومضى إلى منزله الريفي وظل هناك حتى توفي.
دروس من التاريخ مذلة للآخرين ..دروس مهينة لديمقراطيتنا العشوائية .. أمثولة لنا جميعاً ونحن نرى ساستنا يتعاطون شؤون الحكم بالتقاتل والحقد والكره والتخوين . . درس لنا جميعاً ونحن نشعر بالغثيان حين نسمع البعض من سياسيينا وهم يتحدثون عن التسامح والمحبة والقانون وحكم الضمير ومخافة الله .. دروس تقول لنا إيانا أن يشعر أحد منا نحن المواطنين أن تجارب هذه الشعوب لا تعنينا ، وأن علينا أن نعرف أن في هذا البلد ..بلد الأربعين عجيبة وعجيبة .. تقدم كل يوم صورة قبيحة لديمقراطية المحاصصة الطائفية. أن تصبح أبواب المناصب والمنافع مفتوحة للتهافت والتكالب والسعي لإلغاء الآخر .. وجعل السياسة سوقاً للشعارات التي تجعل من المسؤول مبعوث العناية الإلهية لهذا الشعب لكي يسير به الى طريق الهداية والإيمان.. لم تعد السياسة في الأمم المتحضرة مباراة للبطولة وحشد الطوائف .. لكنها عصر الشعوب التي قررت أن ترمي التعصب والتخلف والخرافات وراء ظهرها.
أما نحن المساكين الذين أتعبتهم أخبار الصفحات الأولى .. متى نعيش في ظل ساسة ومسؤولين يقدمون أمثولة للتاريخ بعيدا عن الهتاف للكرسي  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمود الثامن: آخر محطات الصغير والمدرس

تحالفات الأصدقاء-الأعداء في الانتخابات العراقية

العمود الثامن: لماذا نحن صامتون؟

قناطر: حكومات لا تسقطها الصحافة

عبقرية التكنولوجيا وسذاجة السياسة!

العمود الثامن: آخر محطات الصغير والمدرس

 علي حسين أفضل وأغنى رواية عن خراب الأمم، تركها لنا مواطن نمساوي اسمه ستيفان تسفايج، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب هذا الرجل النحيل مذكراته عن عالم مضى. ما هو الشعور الذي...
علي حسين

كلاكيت: السينما تاريخ من الموجات والتيارات

 علاء المفرجي تيارات السينمائية تلعب دورًا حيويًا في فن السينما لأنها تعكس تطور الأفكار، الثقافة، والقضايا الاجتماعية والسياسية في فترات زمنية معينة، مما يجعل السينما أكثر من مجرد ترفيه، بل أداة فنية واجتماعية...
علاء المفرجي

كييف تراهن على التخريب وضرب المنشآت الاستراتيجية الروسية

د. فالح الحمـراني لم يتضمن جدول أعمال فلاديمير بوتين في الأسبوع الماضي، الاجتماع التقليدي الذي يعقده مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي. ويبدو من المقرر أن تعقد هذه الهيئة الحكومية، التي يُفترض أنها...
د. فالح الحمراني

السلطة الرابعة تفتقد مسؤولياتها التاريخية لقول الحقيقة

عصام الياسري على الرغم من مرور أكثر من عقدين على سقوط نظام البعث الديكتاتوري، والطبقة السياسية الماسكة بأذرع السلطة في العراق، لا تمتعض لأن تترك أساليب النفاق السياسي والكيد الفكري والكذب والخداع على المستويين،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram