 ترجمة/ حامد أحمد

كشفت منظمة، برنامج الاغذية العالمي WFP، الدولية التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها عن استعدادات اتخذها العراق لتسهيل عودة ما يقارب من 000,20 مواطن عراقي من مخيم الهول (5 آلاف و100 عائلة) يشكلون نصف سكان المخيم تقريبا، غالبيتهم أطفال ونساء، ليتم نقلهم الى مخيم الجدعة 1 في محافظة نينوى، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة تأمين الدعم الغذائي لهم وتحسين وضعهم المعيشي والصحي.

وتشير المنظمة الدولية في تقريرها الى ان محنة النازحين المقيمين في مركز مخيم الجدعة 1 تتطلب رعاية عاجلة ودعما مستمرا، مؤكدة بان تحديات الامن الغذائي والمعيشي بالنسبة لهم مقلقة مما يسلط ذلك الضوء على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير معونة غذائية مستمرة ودعم احتياجاتهم، ومع احتمالية زيادة عدد المقيمين في المخيم من الذين سيقدمون من مخيم الهول فانه يصبح أمرا محتما زيادة تعزيز الدعم الحالي أكثر وتوفير البنى التحتية الكافية للتمكن من تلبية احتياجات الأعداد الإضافية من المقيمين في المركز.
ووفقا لآخر إحصائية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA في شباط 2024 فان مخيم الهول يضم حاليا 43 ألف و473 شخصا، يشكل العراقيون نصف العدد منهم تقريبا بنسبة 46.2% (ما يقارب 20,000 شخص) بواقع 5 آلاف و100 عائلة، ويشكل الأطفال الغالبية العظمى منهم بنسبة 61.5% والنسبة الباقية 31.6% هم نساء.
وينحدر غالبية النازحين العراقيين المقيمين في مخيم الهول من محافظة الانبار وبالتحديد من منطقة القائم ويشكلون نسبة 30 % منهم، مع اعداد اقل تنحدر من محافظتي صلاح الدين ونينوى بواقع 4,300 ألف شخص أكثر من 50% منهم من مدينة الموصل.
ويشير التقرير الى ان الكثيرين من نزلاء مخيم الهول لهم درجة معينة من الصلة بتنظيم داعش، ولكن مدى درجة هذه الصلة ما تزال غير واضحة.
وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها بان العراق قد اتخذ خطوات لتسهيل عودة ما يقارب من 20 ألف مواطن من مخيم الهول سيكونون خاضعين لتدقيق وفحص أمني. ووفقا لعملية جلبهم للبلد، فان العائدين ستتم إعادة توطينهم في مركز مخيم الجدعة 1 في محافظة نينوى حيث سيتم تجهيزهم بالخدمات الأساسية كجزء من الإجراء الإنساني واخضاعهم لعمليات إعادة تأهيل وتهيئة قبل إعادة دمجهم بمجتمعاتهم.
المساعدة الانسانية للمقيمين في مخيم الجدعة يتم تقديمها من قبل عدة منظمات والاحتياجات الغذائية تتولاها منظمة برنامج الأغذية العالمي ووزارة الهجرة والمهجرين. ويتضمن برنامج المساعدة لمنظمة WFP على تزويد النزلاء بمستند صرف بقيمة تحويل شهري بمقدار 24 ألف دينار لكل فرد مقيم في المخيم ليتمكنوا من شراء احتياجات غذائية من محل تجاري هناك وفقا لأسعار الجملة، مما يضمن ذلك تأمين احتياجاتهم من مواد غذائية أساسية، ويسد هذا البرنامج نسبة 80% من قيمة السعرة الحرارية التي يتطلبها الانسان يوميا.
أما النسبة الباقية 20% فتتم تلبيتها من قبل السلة الغذائية التي توفرها وزارة الهجرة والمهجرين لكل عائلة والتي يتم تجهيزها كل أربعة الى سبعة أسابيع.
ويشير التقرير الى انه مع الاخذ بنظر الاعتبار المميزات الخاصة لمركز الجدعة، فان المقيمين في هذا المخيم يواجهون تحديات كثيرة قائمة بضمنها ضعف الامن الغذائي وتقييدات الحصول على فرص تحسين الوضع المعيشي، ولهذا توصي المنظمة الدولية بضرورة معالجة التحديات القائمة في ضوء احتمالية ازدياد عدد المقيمين في المخيم، والذي يتطلب ذلك تخطيطا وتنسيقا جيدين مع الحكومة العراقية ومنظمات إنسانية أخرى لتوفير خدمات ومساعدات.
من بين التحديات التي تواجه توفير الامن الغذائي لنزلاء مخيم الجدعة هو التقييدات المالية وضعف التخصيصات فيما يتعلق ببرامج الدعم الغذائي المستقبلية.
ويشير التقرير الى انه مع غياب صورة واضحة لعملية التمويل فان ذلك يشكل خطورة على تأمين مورد غذائي كافي لسكان المخيم، وهذا ما قد يزيد من معاناة النزلاء خصوصا من جانب العوائل المؤلفة من نساء وأطفال.
ويبين التقرير انه وفقا لتقديرات منظمة برنامج الاغذية العالمي WFP فان 23% من سكان المخيم يعيشون حاليا وضعا متوسط الشدة من عدم توفر أمن غذائي لهم، في حين ان 55% من مقيمين آخرين في المركز مصنفين على انهم مهمشين من ناحية الامن الغذائي.
العوائل التي تعيلها نساء هم أكثر الفئات عرضة للضرر، وأن 25% منهم تعاني حاليا من نقص في الامن الغذائي و59% من عوائل أخرى مصنفة على أنها معرضة للضرر أيضا. هذه الأرقام تؤشر لمدى تعرض هذه العوائل في المخيم لخطورة نقص الامن الغذائي لهم.وتوصي المنظمة الدولية الجهات الحكومية والمنظمات الانسانية بضرورة مواصلة توفير المعونات الغذائية لسكان المركز، مع وضع خطط تتم بموجبها معالجة تحديات توزيع المعونات الغذائية للعوائل المتضررة وضمان وصولها للجميع، مع تحسين عملية الحصول على وسائل الحماية الاجتماعية وزيادة الدعم للعوائل التي تعيلها نساء، وتعزيز فرص تحسين الوضع المعيشي لهم.
عن موقع ريليف ويب الدولي