TOP

جريدة المدى > سياسية > لا تعليق على التوغل التركي.. "الإطار" مشغول باستقبال حماس في بغداد!

لا تعليق على التوغل التركي.. "الإطار" مشغول باستقبال حماس في بغداد!

الحكومة تلتقي سفير أنقرة وحديث مقتضب عن العمليات العسكرية

نشر في: 9 يوليو, 2024: 12:10 ص

بغداد/ تميم الحسن
في اول تحرك للحكومة على التوغل التركي الاخير في شمالي البلاد، اعلنت انها بحثت مع انقرة "التنسيق المشترك بالحدود" و"منع الخروقات"، دون ان تبين موقفها من العمليات العسكرية بالرفض او القبول.
ودخلت العمليات العسكرية التركية الاسبوع الثاني قرب مدينة دهوك في كردستان، في اوسع هجوم تشنه الاخيرة لملاحقة حزب العمال الكردستاني المعارض لانقرة.
وقالت الحكومة العراقية أمس، ان رئيس الوزراء محمد السوداني، وسفير الجمهورية التركية الجديد لدى العراق أنيل بورا إنان، اكدا على سيادة العراق ومنع أي خروقات.
وذكر بيان صدر عن مكتب السوداني وتلقته (المدى)، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، استقبل سفير الجمهورية التركية الجديد لدى العراق أنيل بورا إنان".
وتشير بعض التسريبات الى احتمال قبول بغداد بالحملة العسكرية التي تشنها تركيا الان، وهو ضمن اتفاق سابق بين العراق وتركيا، مقابل ملفات المياه وطريق التنمية.
وأضاف البيان، أن "اللقاء شهد بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية توطيد التعاون البنّاء؛ من أجل تفعيل ما تمّ الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد في شهر نيسان الماضي، التي أثمرت عن توقيع اتفاق تعاون إطاري وأكثر من عشرين مذكرة تفاهم في مختلف المجالات والقطاعات، إلى جانب المذكرة الرباعية الخاصة بمشروع طريق التنمية الستراتيجي، والتأكيد على الإسراع في تنفيذها، وكذلك التطرق إلى تنفيذ ما تمّ الاتفاق بشأنه في ما يخصّ ملف المياه".
وتابع، أنه "جرى خلال اللقاء، بحث إجراءات التنسيق الأمني المشترك في المناطق الحدودية، بما يؤكد سيادة العراق على أراضيه ومنع أي خروقات".
وخلال أكثر من 10 ايام نقل الجيش التركي ما يزيد عن 300 دبابة الى قرى في دهوك، ويتحرك مئات الجنود الاتراك في المناطق الجبلية، وسط ترجيحات بالتوجه نحو سنجار، شمال الموصل، وهي أحد المعاقل الرئيسية لحزب العمال المعروف اختصارا بـ"pkk".
وأفادت مصادر محلية في نينوى، أمس، بإصابة 3 أشخاص يرجح أنهم عناصر من حزب العمال بقصف جوي لطائرة مسيرة تركية في سنجار.
وكانت انقرة قد منحت العراق، بحسب مصادر خاصة لـ(المدى)، "وقتا قصيراً" للتخلص من حزب العمال المتواجد منذ الثمانينيات في مناطق شمالي البلاد، قبل ان تنفذ تركيا عملية عسكرية وصفتها بـ"الحاسمة" للقضاء على الحزب.
وبحسب المصادر المحلية، فان الغارة الاخيرة في سنجار أصابت سيارة مدنية نوع "توكسان- هونداي" على الطريق الرابط بين مجمع تل قصب وقضاء سنجار، وكان بداخل السيارة 3 ايزيديين يعتقد انهم من حزب العمال.
ووفق المصادر، تم نقل المصابين الى مستشفى قريب لتلقي العلاج، فيما لم يعرف ما اذا كان بينهم قتلى.
وقتلت انقرة، وفق وكالة اناضول التركية، أكثر من 120 مسلحا تابعين لحزب العمال في العراق وسوريا، منذ منتصف حزيران الماضي.
وبحسب أحمد الهركي، عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني القريب من الأوضاع هناك، يقول ان "تركيا تنفذ عمليات تمشيط وبحث عن عناصر حزب العمال".
الهركي في اتصال مع (المدى) أكد ان "ماتفعله تركيا يعد أكبر خرق لسيادة العراق، خصوصا وأن قواتها تتواجد في بعض الأحيان داخل منطقة العمادية (70 كم شمال دهوك)".
بماذا تنشغل الفصائل؟
تأتي تلك التطورات فيما تلتزم الفصائل والجماعات المسلحة المنضوية تحت مايسمى بـ"المقاومة العراقية" الصمت على التوغل التركي.
ويثير هذا الصمت الاستغراب خصوصا، وان بعض تلك الجماعات في تحالف مع حزب العمال في سنجار، بحسب تصريحات لمسؤولين هناك.
وفي الاشهر الاربعة الاخيرة كانت بغداد قد غيرت موقفها من حزب العمال، ووصفته في اذار الماضي بانه "منظمة ارهابية"، وهو امر اثار ارتياح انقرة.
وقبل اسبوع اعلنت وزارة الداخلية اعتقال "مجرمين خطرين" تابعين لحزب العمال، مسؤولين عن عمليات تخريب في كردستان، وكانوا يخططون لاعمال مماثلة في بغداد، بحسب مؤتمر صحفي للوزارة.
كذلك الفصائل كانت قد تراجعت عن تهديدات سابقة لـ"طرد تركيا" و"الشركات التركية" على خلفية الخروقات العسكرية في العراق، لأسباب غير مفهومة حتى الان.
وبدت تلك الفصائل والاجنحة السياسية التابعة لها مشغولة هذه الايام في ترتيب أوضاع الضيوف الجدد من الحركات الفلسطينية واليمنية المسلحة، في بغداد.
قيادي رفيع في أحد احزاب الإطار التنسيقي قال لـ(المدى) إن "حركة حماس وباقي المكاتب السياسية الفلسطينية طردت من قطر، كما رفضت تركيا والامارات والسعودية وحتى الاردن استقبالهم".
وأمس التقى هادي العامري زعيم منظمة بدر، وقيس الخزعلي زعيم العصائب باجتماعات منفصلة في بغداد، بوفد من تلك الجماعات من بينهم حماس، بحسب بيانات صدرت عن مكتب الزعيمين الشيعيين.
وبحسب القيادي في "الإطار" فان "القوى الشيعية منقسمة حول قبول أو رفض فتح مكاتب سياسية للفصائل الفلسطينية في بغداد".
وبين القيادي ان بعض الاحزاب ترى ان "وجود هذه المجموعة بالعراق سيخفف الضغط عن طهران ويسهل على إيران عملية التفاوض، فيما احزاب اخرى تعتقد انه من الواجب دعم تلك الفصائل".
بالمقابل يشير القيادي الى ان "أطراف غربية تعتقد ان بقاء الاجنحة السياسية للفصائل الفلسطينية بالعراق يسهل عملية التفاوض أكثر من وجودها في دول اخرى".
وعن حقيقة افتتاح مكاتب سياسية لحماس وفصائل اخرى في بغداد، اشار القيادي الى وجود "معلومات عن ادخال هذه المجموعة معدات قبل ايام الى مطار بغداد" في اشارة الى انها بدأت فعليا التجهيز للمكاتب بالعراق.
وفي وقت سابق كان قد نفى مستشارون بالحكومة وجود طلب من حماس للانتقال الى بغداد.
بالمقابل قال القيادي إن "الحوثيين (أنصار الله اليمنية) متواجدين بالعراق لكن كمكتب إعلامي وليس مثل طموح حماس بفتح مكتب سياسي".
وقبل ايام كان مقطع فيديو قد أظهر ممثل الحوثيين في العراق، أبو إدريس الشرفي، وهو يزور أحد مقرات الحشد في أطراف بغداد.
وفي المقطع الذي نشر على منصات اخبارية يشيد الشرفي بالحشد، ويقول: "إنهم وحدة لا تنفصل رغم محاولات تجزئتهم وإنهم سيبقون متحدين ومعاً ولن يهزهم شيء".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 
سياسية

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 

بغداد/ تميم الحسن أخذت زيارة محمد السوداني، رئيس الحكومة، إلى بريطانيا نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية في العراق، خصوصًا وأنها تزامنت مع الحديث عن «أزمة الفصائل» والتغيرات المتوقعة في المنطقة بعد ما جرى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram