ترجمة: نجاح الجبيليوجه البيروفي الفائز بجائزة نوبل ماريو فارغاس يوسا تبجيلاً باهراً للرواية بسبب قدرتها على تحفيز القراء على الطموح الأكبر والانشقاق والفعل السياسي.جاء ذلك في محاضرته التي ألقاها أمام أكاديمية نوبل يوم 7 كانون الأول 2010 بعنوان "في مديح القراءة والرواية".وقد منح يوسا جائزة نوبل للأدب في تشرين الأول عام 2010 إذ وصفت الأكاديمية السويدية "
رسمه لبنى السلطة والصور الحادة لمقاومة الفرد وثورته واندحاره". وقال الرجل الذي خاض انتخابات الرئاسة في البيرو عام 1990 والتي غالباً ما تحتوي رواياته على المواضيع السياسية الصريحة مثل التصوير الذابل للجنرال "تروخيلو" من أميركا اللاتينية في روايته "وليمة الماعز" أنه كان يتساءل أحياناً إن كانت الكتابة "بذخاً مؤكداً على الأنا" في بلدان مثل بلده إذ العديد من الناس كانوا فقراء أميين وإذ الثقافة من امتياز القلة.لكنه يواصل القول أنه يدرك أن الرواية هي جوهرية في مجتمع معافى. ويضيف:" سنكون أسوأ مما كنا دون وجود الكتب الجيدة التي قرأناها، وأكثر امتثالاً وخضوعاً أما الروح النقدية التي هي ماكنة التقدم فلن تكون موجودة". ويناقش قائلاً:" إن القراءة مثل الكتابة هي احتجاج ضد قصور الحياة. حين ننظر في الرواية من أجل ما هو مفقود في الحياة نقول دون الحاجة إلى القول أو حتى معرفته أن الحياة كما هي لا تلبي عطشنا للمطلق- أساس الحالة الإنسانية- ويجب أن تكون أفضل".وأشيع مؤخراً خبر أن فارغاس يوسا كان عليه أن يقبل بالرقابة على روايته التي صدرت في عام 1963 بعنوان "المدينة والكلاب" قبل أن يرسل الكتاب للنشر في إسبانيا في عهد فرانكو. لكنه ردّ على ذلك بالقول أن الرواية هي التي تحذرنا من الاستبداد وأن الرقابة قد أسست لأن الأنظمة الدكتاتورية خائفة من سلطتها.وقد تأمل فارغاس يوسا في التقدم السياسي الذي حصل في أميركا اللاتينية في العقود الحالية ولكنه أشار إلى الاستغلال المستمر لشعوب القارة البدائية وهي الثيمة التي استثمرها في آخر رواية له عن حياة السير "روجر كاسمنت" التي من المؤمل أن تنشر في اللغة الإنكليزية.وقال يوسا:" حين حصلنا على استقلالنا من إسبانيا قبل 299 سنة فإن أولئك الذين تولوا السلطة في المستعمرات السابقة بدلاً من تحرير الهنود الحمر وخلق العدالة محل الآثام السابقة فقد استمروا في استغلالهم بالمزيد من الجشع والوحشية مثل الفاتحين في بعض البلدان إذ قاموا بإهلاكهم والقضاء عليهم". ويستمر بالقول:" دعونا نقل هذا بوضوح مطلق: لمدة قرنين أصبح تحرير الناس البدائيين من مسؤوليتنا الخاصة ونحن لم نحققه" وقال أنه في كل أنحاء أميركا اللاتينية لم يوجد "استثناء واحد لهذا الخزي والعار".
ماريو فارغاس يوسا يمجد قوة الأدب السياسية
نشر في: 20 ديسمبر, 2010: 05:18 م