مينسك / متابعة اخبارية ما ان انتهت عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء " بيلاروسيا " امس الاول الاحد واعلنت اللجنة الانتخابية فوز الرئيس لوكاشنكو  بولاية رابعة ، حتى تظاهر الالاف من معارضيه في شوارع العاصمة تلبية لدعوة  عدد من المرشحين الخاسرين الذين وصفوا الانتخابات بالمهزلة وتحدثوا عن عمليات تزوير واسعة جرت خلالها .
الشرطة البيلاروسية التي تصدت للمتظاهرين امس قامت باعتقال  المئات منهم ، بينهم اربعة مرشحين للمعارضة، اثناء تفريقها بالقوة تظاهرة ضخمة نظمت في مينسك للاحتجاج على اعادة انتخاب الرئيس الكسندر لوكاشنكو لولاية رابعة.واعيد انتخاب لوكاشنكو في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت امس الاول الاحد في بيلاروسيا بحصوله على 79,67% من الاصوات كما نقلت وكالات الانباء الروسية عن اللجنة الانتخابية ، وقد بلغ عدد المتظاهرين في وسط مينسك مساء امس الاول  عشرات الالاف بحسب مراسلي وكالة فرانس برس، فيما حاول بعضهم اقتحام مبان حكومية وتحطيم الابواب الزجاجية ، لكن بسرعة فائقة نزلت وحدة مكافحة الشغب التابعة للشرطة الى الشوارع في ساحة الاستقلال واوقفت مئات الاشخاص ونقلتهم بحافلات الشرطة، كما اعتقلت السلطات مراسلة في وكالة فرانس برس، وافاد مراسلو الوكالة انهم شاهدوا متظاهرين عديدين يتعرضون للضرب بالهراوات.وكان مرشحو المعارضة التسعة اعلنوا في وقت سابق ان عمليات تزوير شابت الانتخابات الرئاسية ودعوا الى تظاهرة ضخمة برغم تحذيرات لوكاشنكو الذي تعتبره واشنطن آخر ديكتاتور في اوروبا ، وبعدما استمعوا الى خطابات خمسة من المرشحين الذين نددوا بالانتخابات، رفع المتظاهرون اعلام بيلاروسيا والاتحاد الاوروبي ورددوا هتافات مؤيدة للحرية ، وقال المرشح ياروسلاف رومانشوك امام التجمع "هذه كانت مهزلة وليست انتخابات"، مضيفا "كان لدى السلطات الفرصة لمد اليد الينا لكنها مجددا لم تفعل ذلك".من جهته قال مرشح المعارضة ايضا اندريه سانيكوف امام الحشود التي تجمعت في بادىء الامر في ساحة اوكتيابريسكايا الرئيسة في العاصمة قبل ان تتجه الى ساحة الاستقلال "هنا نالت بيلاروسيا استقلالها عام 1991 واليوم هذا هو المكان الذي ستسقط فيه ديكتاتورية لوكاشنكو" ، لكن قوات شرطة مكافحة الشغب تدخلت لتفريق الحشود وشكلت سلسلة بشرية لمنع المتظاهرين من التقدم اكثر وابقائهم على مسافة من مقر الحكومة ، ثم طلبت الشرطة تعزيزات وطوقت اكبر مجموعة من المتظاهرين.وكان المعارض فلاديمير نيكلياييف، المرشح ايضا للانتخابات، اصيب بجروح بالغة في الصدامات الاولى التي وقعت بين الشرطة والمتظاهرين ، وافادت وسائل اعلام ان نيكلياييف الذي كان لا يزال موجودا في المستشفى بعد تعرضه لضرب مبرح قد تم توقيفه داخل مبنى المستشفى على ايدي قوات الامن، الا انه تعذر تأكيد هذه المعلومات.واوقفت شرطة بيلاروسيا اربعة على الاقل من المرشحين التسعة للمعارضة وهم سانيكوف ونيكولاي ستاتكيفيتش وريغور كاستوسيف وفيتالي ريماشيفسكي، كما اعلن المتحدثون باسمهم ، وادلى اكثر من خمسة ملايين شخص (5 ملايين و122 الفا و866) باصواتهم لصالح الكسندر لوكاشنكو اي ما نسبته 79,67% من اصوات المقترعين، على ما اوردت وكالة ريا نوفوستي الروسية نقلا عن اللجنة الانتخابية ، وحددت اللجنة نسبة المشاركة في الانتخابات ب90,66% بحسب وكالات الانباء.ولوكاشنكو الذي انتخب في 1994 في اول انتخابات رئاسية تجري في بيلاروسيا المستقلة، اعيد انتخابه في 2001 و2006 (بنسبة 83% من الاصوات) في عمليتي اقتراع شابتهما تجاوزات بحسب المراقبين الانتخابيين الغربيين والمعارضة في هذه الجمهورية السوفييتية السابقة .وكان تسعة مرشحين على الاقل تنافسو في السباق الرئاسي امس الاول  في بيلاروسيا مع الرئيس المنتهية ولايته الكسندر لوكاتشنكو الذي تفوق عليهم جميعا وفاز بولاية رئاسية جديدة ، ومن ابرز المرشحين الخاسرين  فلاديمير نيكليايف (64 سنة) الذي بدأ مشواره السياسي في الانتخابات الرئاسية السابقة سنة 2006. كان هذا الشاعر المشهور في بيلاروسيا مدير حملة احد قادة المعارضة الكسندر كازولين وحكم عليه بعد الاقتراع بالسجن خمس سنوات ونصف لانه قاد تظاهرة احتجاج على اعادة انتخاب لوكاتشنكو المطعون فيها ، وهو يدعو الى تغيير سياسي جذري "لتحرير بيلاروسيا من الدكتاتورية". وقال انه "يستحيل" مكافحة نظام لوكاتشنكو "من دون حلفاء" وهم في المقام الاول "الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا".اما المرشح الآخر فكان نيكولاي ستاتكيفيتش (54 سنة) وهو الرجل السياسي المحنك الذي نظم خلال التسعينيات تظاهرات كبيرة معارضة لنظام لوكاتشنكو وحكم عليه في 2005 بالاحتجاز في معسكر عمل ثلاث سنوات لانه قاد تجمعا سلميا ضد لوكاتشنكو ، وقد ركز هذا اللفتنانت كولونيل الذي خدم في الجيش السوفييتي، حملته على الاصلاحات السياسية والعودة الى الديمقراطية وحرية الصحافة واحترام حقوق الانسان.ومن المرشحين البارزين ايضا ، اندريي سانيكوف (56 سنة) ،  وكان نائب وزير الخارجية (1995-1996) وعمل في امانة الامم المتحدة في نيويورك وشركات نفطية في باكستان ومص