الموصل / سيف الدين العبيدي
على بعد ٣٠ كم في الاتجاه الغربي من نينوى توجد ناحية «المحلبية»، التي تأسست في العام ١٨٣٠م، وتعد من أبرز مناطق ام الربيعين التي تشتهر بزراعة عدد من المحاصيل ابرزها القمح والنخيل، وتحوي منازلها على بساتين صغيرة، وكثـرت فيها مياه الابار بعد عام ٢٠٠٣ وتعتمد في زراعتها عليها.
وتضم الناحية أكبر حقل لزراعة النخيل وإنتاج الفسائل وهي محطة نخيل المحلبية الوحيدة في المدينة، تأسست عام ٢٠١٢ وتقع في وسط الناحية، وهي تابعة لدائرة البستنة لدى وزارة الزراعة، حيث تقوم بإنتاج وبيع الاشجار والفسائل للمزارعين والمواطنين وبأسعار رمزية ومدعومة، وذلك بهدف الإكثار والتشجيع على زراعة النخيل.
المهندس احمد الحمداني مدير محطة النخيل في حديثه لـ(المدى) اوضح ان المشروع هو اول تجربة ناجحة في زراعة النخيل بنينوى، ومنذ عام ٢٠١٨ بدأت تنتج التمور سنوياً، وتبلغ مساحة المحطة ٣٠ دونما وتضم اصناف متنوعة وهي الزهدي، الساير، الشويذي، الخضراوي، الخستاوي موزعة على أكثر من ١٢٠٠ نخلة، واضاف ان لديهم خطة سنوية لإنتاج الفسائل والأشجار للمزارعين والمواطنين، حيث تباع الفسيلة بسعر ٦ الاف دينار والشجرة بسعر ١١ ألف دينار.
وبين ان نظام الري في المحطة يعتمد على التنقيط من مياه الابار الكبريتية التي تعود بفائدة على النخيل منها القضاء على الحشرات والفطريات، واكد ان تربة المزرعة هي طينية ومناسبة للنخيل وكذلك المناخ الحالي في ام الربيعين مناسب خاصة مع التغير المناخي الذي كان له دور إيجابي في إنتاج التمر.
ولفت الى ان هناك محطة نخيل جديدة سوف يبدأ العمل في انشائها قريباً وبمساحة 50 دونما ستقع في قرية الشيخ إبراهيم بجانب ناحية المحلبية في حال صدور الموافقات والتخصيصات المالية من قبل الوزارة.
وتوجد في الناحية ايضاً عين للماء تعود إلى زمن الاشوريين، تقع في وسط الناحية وبقربها تل أثرى يعود للاشوريين، وكانت العين منطقة سياحية لأبناء الناحية يمارسون فيها السباحة وكذلك مصدر مياه للمزارع، لكنها جفت عام ٢٠٠٧ بالتحديد، بسبب كثرة حفر الابار في منازل الناحية مما أثر على المياه الجوفية وما زالت المياه موجودة وتسير تحت الارض في اتجاه غير معلوم، وكان الماء الفائض فيها يصب في بحيرة الثرثار.
ويقول عادل محمد احد اكبر المزارعين في الناحية بحديثه لـ(المدى) ان حوض العين يبلغ عمقه ١٠ امتار، اما المياه فقد تكون على عمق ٣٠متراً، وقد تعود إلى زمن الاشوريين، ويعتقد ان احد اسباب الجفاف هي الابار التي حفرت في منازل الناحية بعد عام ٢٠٠٣، ففي المحلبية لا يوجد منزل الا وفيه بئر، وكذلك قلة الامطار، ويضيف ان المحلبية مشهورة بوفرة البساتين فيها وكانت تسقى من مياه العين وان جفافها قد اثر عليها وهذا ادى الى قلة البساتين، ويؤكد انه قبل ٥ سنوات كانت قد عادت المياه للعين مرة أخرى بسبب هطول امطار كثيرة، جرت فيها لعدة أشهر ثم عادت لتجف مرة أخرى.