ترجمة عدنان علي
تشير تقارير الى ان الصين أصبحت منزعجة أكثر تجاه عدم قدرة باكستان على توفير أمن لمواطنيها العاملين في باكستان. واعرب رئيس الدائرة الدولية للجنة المركزية لحزب الشيوعي الصيني، ليو جيانشاو، عن امتعاضه إزاء باكستان ، مشيرا الى ان بيئة العمل لا يمكن لها ان تتحسن بدون أمن.
واكد على حقيقة ان التهديدات الأمنية تشكل المخاطر الرئيسية على الوضع الأمني والتعاوني في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، حيث يعتبر الوضع الأمني هو العامل الرئيسي الذي يزعزع ثقة المستثمرين الصينيين. وأشارت مصادر مطلعة الى ان اضطراب النظامين الاقتصادي والإداري ونقص حاد في الاستقرار السياسي في باكستان قد اغضب وزاد من امتعاض كبار مسؤولي الحكومة الصينية.
في 26 آذار 2024 فقد خمسة مهندسين صينيين حياتهم في هجوم انتحاري نفذه جماعة مسلحة محظورة تدعى تحريك طالبان باكستان في مدينة بيشام شانجلا خيبر بختونخوا في باكستان. كان هؤلاء المهندسون الصينيون يعملون في مشروع سد داسو الباكستاني. وقد أثار الهجوم وغيره الكثير في الماضي من قلق الصين بشأن سلامة مواطنيها في باكستان. كما أصبح هجوم بشام بمثابة ذوبان كبير في العلاقات الصبنبة الباكستانية لان باكستان كافحت من اجل تحقيق ذلك في القبض على مرتكبي الجريمة الفعليين الذين يعملون في أفغانستان. حركة طالبان الباكستانية لها ارتباط أيديولوجي مع حركة طالبان الأفغانية التي رعتها المخابرات الباكستانية على مر السنين والان تدير طالبان الحكومة في أفغانستان.
يشير الوضع في باكستان الى ان هناك تمردا ضد مبادرة الحزام والطريق الصينية والمواطنون الصينيون هم الأهداف الرئيسية. ويبدو ان الإرهاب المكثف وعدم اللاستقرار السياسي قد برز أكثر في مشاريع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني في الصين ولكن أصبح من المعروف أيضا ان حكومة باكستان تعتمد على الصين من اجل استقرارها المالي. ربما دولة أخرى من ضحايا سياسة الصين في فخ الديون.
وحتى عندما يبدو الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني في وضع جيد، فقد اكدت الصين لباكستان وجود بعض الفرص التجارية فيه على أساس انه لن يتم منح أي خدمات خاصة من اللان فصاعدا. وتدرك الصين ان باكستان في موقف دفاعي وسوف يتطلعون اللان الى خنق باكستان ماليا كاجراء عقابي. كما ان تخفيض بكين تصنيف موقفها الدبلوماسي تجاه باكستان يعيد تصنيف علاقتها في إطار سياستها الخارجية من الأولوية القصوى الى مجرد حالة أولوية.
سبب آخر لعدم اهتمام الصين بباكستان هو ان أداء باكستان في الممر الصيني الباكستاني كان سيئا حتى بعد ان انفقت الصين 64 مليار دولار في مشاريع متعددة، على سبيل المثال، كان مشروع ميناء جوادار للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني جزءا طموحا للغاية ضمن ازدهار صداقة باكستان مع الصين المزدهرة التي هدفت الى ربط الممر مع بقية العالم والمستثمرين عبر ميناء جوادار الذي سيصبح دبي الثانية.
واجه الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني عدة عقبات في باكستان، لكن التحدي الأكبر هو سلامة المواطنين الصينيين العاملين في باكستان. ولهذا السبب يتم التركيز بشكل أكبر في البيان المشترك بين الصين وباكستان لعام 2024 فيما يتعلق بالأمن مع الإشارة بشكل خاص الى الهجوم الذي تعرض له مهندسين صينيين يعملون في مشروع سد داسو. الصين تريد من باكستان الان ان تلاحق المجرمين المتورطين بالهجوم وتصدر عقوبات مشددة ضدهم.
وتحث الصين اسلام آباد على تنفيذ عمليات عسكرية ضد مسلحين ولكن مع الاسف ان الحكومة الباكستانية تواجه مقاومة داخلية.
الصين منزعجة من ضعف أداء باكستان لتسببها بمشاكل للممر الاقتصادي الصيني –الباكستاني
نشر في: 11 يوليو, 2024: 01:36 ص