الفلوجة/ المدىخلقت الزيادة الحادة في أسعار الغذاء موجة جديدة من استياء المواطنين في الفلوجة كذلك زيادة الاسعار في جميع المواد الغذائية والانشائية برهان جاسم/ مواطن من قرية سيجير قرب الفلوجة يقول: كان العراق دائماً غنياً بالخيرات من حيث وفرة إنتاجه كماً ونوعاً، ولكن أنظرْ الآن فقد تحولت الارض من منبع للخيرات الى ارض جرداء شحيحة،إذ تواجه الفلوجة الأزمة الجديدة
بعد العمليات العسكرية التي شهدتها بعد عام 2004 ، وقد كانت المنطقة المحيطة بالفلوجة على امتداد 70 كم غرب بغداد واحدة من أفضل المناطق الزراعية في العراق بصورة تقليدية. زرع الفلاحون الطماطم والخيار شمال الفلوجة، وزرعوا البطاطس جنوب المدينة قرب الأميرية وكانت كلا المنطقتين تنعمان بكثرة أشجار نخيل التمر وأشجار الفواكه، بينما اتجه الإنتاج حالياً نحو الانحدار إلى جزء صغير لما كان سابقاً. ويقول رعد سامي/ مهندس زراعي صاحب مزرعة صغيرة في الصقلاوية قرب الفلوجة: تصاعدت أسعار المنتجات الزراعية بصورة جنونية، “بلغ سعر كيلو الطماطم دولاراً واحداً... وهذا السعر يخص فقط أوقات عدم وجود أزمات في المدينة ومن الطبيعي أن يتضاعف عندما نستورد كل شيء من سوريا والأردن وايران وغيرها. أما ياسين كامل/ موظف حكومي فيقول: أن أسعار المواد الغذائية تتجاوز دخولنا الشهرية فمتوسط دخل من يعمل في الدوائر الرسمية بحدود 400 ألف دينار شهرياً، ولا يتجاوز أكثر من هذا للعامل بينما تتجاوز البطالة 50% من القوى العاملة في المدينة، وفي ظل هذه الظروف من المحتمل أن أزمة الغذاء ضربت المدينة على نحو أشد من المناطق الأخرى.ويضيف أحمد متكي/ من سكنة الفلوجة إن الآثار الاجتماعية لهذه الأزمة ضخمة جداً، نعتقد أن الناس أخذوا يمارسون أفعالاً غير قانونية من أجل الحصول على ما يسد لقمة عيشهم، ذلك أن أزمة الغذاء قادت إلى انتشار واسع للفساد، وتصاعد معدلات الجريمة إلى درجة خطيرة و من الواضح أن الأسعار في تصاعد، وأصبحت الحياة صعبة في هذه المدينة، بل وفي العراق عموماً، و العراق يطفو على بحيرة واسعة من النفط، في حين لا توجد وقود لتشغيل مضخات الماء في مدينة الفلوجة أية سخرية نعيشها؟!.. سعدون فصال/ كاسب/ من سكنة الفلوجة فيؤكد:كنا نعتقد أن أزمتنا ربما مرتبطة بأزمة الغذاء العالمية، لكن الحقيقة هي أن أزمتنا ناجمة عن عوامل داخلية مثل نقص الماء، الوقود والكهرباء. وعموماُ، أياً كان السبب، فإن أهل المدينة بحاجة إلى المساعدة، نُرُيد فقط أن تعود إلينا حياتنا... نُريد أن نأكل، نشتري حاجتنا من الملابس، نحصل على تعليم ملائم ونتنفس هواءً نقياً. ان الفلوجة لا تستحق كل هذا الذي يجري لها، فهي المدينة التي حاربت فلول القاعدة والارهابيين وفلول الصداميين، انها تستحق اهتماما اكبر وافضل وعلى المسؤولين الالتفات الى مشكلات المدينة ومصالح ناسها.
التضخم يبطش بأسواق الفلوجة.. ومواطنوها يطالبون بالمعالجة
نشر في: 21 ديسمبر, 2010: 05:32 م