ذي قار / حسين العامل
اقام الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق جلسة تأبين واستذكار للباحث التراثي الراحل (باسم عبد الحميد حمودي)، شارك فيها نخبة من الأدباء والمثقفين فضلا عن افراد اسرته، فيما جرى توزيع كتابه الأخير (العراقي دكتور داهش في صندوق الولايات) على جمهور الحاضرين.
وشارك في الجلسة التي ادارها رئيس تحرير مجلة التراث الشعبي الدكتور صالح زامل، كل من الشاعر عمر السراي الأمين العام لاتحاد الأدباء واسرة الاديب الراحل والدكتور جمال العتابي وعدنان البياتي والدكتور علي حداد.
ووصف الدكتور صالح زامل، الاديب الراحل بالموسوعة الادبية المنفتح على كل المجالات، مشيرا في كلمته خلال جلسة التأبين التي عقدت على قاعة الجواهري وحضرتها (المدى) الى انه "بدأ قاصا ومن ثم ناقدا فباحثاً تراثيا وموثقاً للسيرة الشعبية ليختم مسيرته الادبية بعمل روائي بعنوان (الباشا وفيصل والزعيم)".
ويجد زامل ان حمودي كتب في مجالات تراثية لم يتطرق لها أحد من قبل اذ تناول السيرة الشعبية المعاصرة في كتابيه (تغريبة الخفاجي عامر العراقي) و (السيرة الشعبية والذات العربية) ناهيك عن تناول القضاء القبلي في كتاب (القضاء العرفي عند العرب)، مشيرا الى اعتماده البحث الميداني في هذا المجال.
واشار زامل الى ما تناوله الباحث الراحل من معتقدات شعبية في كتابيه (سحر الحقيقة) و(عادات وتقاليد الحياة الشعبية العراقية)، منوها الى اهمية ما طرحه حمودي في كتاب (العراقي دكتور داهش في صندوق الولايات) الذي ضم 200 مقال في التراث والفولكلور.
وعد رئيس تحرير مجلة التراث الشعبي، الباحث الراحل رائدا في مجال التراث الشعبي، مشيدا في الوقت ذاته بالجانب الانساني في سيرة حمودي وسجاياه المتسامحة التي تترفع عن صغائر الامور.
وبدوره قال الشاعر عمر السراي، في كلمته خلال الجلسة " إننا نقف اليوم في المكان الذي وقف فيه باسم عبد الحميد حمودي، بمنصة اتحاد الجواهري التي كانت ميداناً لكلماته ومداخلاته"، عادا الباحث الراحل رمزاً وطنيا يمتلك حساً عالياً للحياة.
وتابع السراي ان "مسؤوليتنا اليوم هي أن نتم مشروعه الثقافي الكبير"، داعياً عائلته الى تزويد متحف الأدباء بمقتنياته لتنضم إلى تراث أدباء الوطن.
ومن جانبها تطرقت كريمة الباحث الراحل السيدة شهرزاد في كلمتها خلال الامسية الى سيرة والدها الحافلة بالعطاء المعرفي كونه سليل عائلة مهتمة بالعلم والادب والثقافة، مشيرة الى سعة علاقاته الاجتماعية "فهو بغدادي كرخي محب لبلده وقد واضب على التواصل مع الجميع" على حد قولها.
فيما تحدث الدكتور جمال العتابي عن دور حمودي ومبادراته في تأسيس اتحاد الادباء مع نخبة من ادباء العراق على رأسهم الجواهري، متطرقا الى محطات من حياة الباحث الراحل وأثره في الثقافة العراقية.
أما الدكتور علي حداد فيرى في مداخلته خلال جلسة التأبين ان "متن الانسانية في حياة حمودي لا حدود له اذ كان قريبا من الجميع ولا تفصله عنهم التوجهات الايديولوجية والافكار والمعتقدات التي يعتنقونها"، متطرقا الى تجربة حمودي في العمل بالمؤسسات والمجلات والصحف المهمة كمجلتي التراث الشعبي والاقلام، وصحف المدى، والصباح، وغيرها.