سليمانية / سوزان طاهر
بالرغم من الخطوات الكبيرة التي خطاها إقليم كردستان باتجاه دعم المرأة لنيل حقوقها، وتحقيق نسبة مشاركة عالية سياسياً وإدارياً.
لكن، لاتزال العديد من المنظمات النسوية والاتحادات المختصة والناشطات تطالبن بمزيد من الدعم من الأحزاب، لتحقيق نسبة عالية من المشاركة في المرحلة المقبلة، خاصة مع الاستعداد لخوض انتخابات برلمان كردستان.
وحددت رئاسة إقليم كردستان الـ 20 من شهر تشرين الأول من العام الحالي موعداً جديداً لانتخابات برلمان الإقليم.
طموحٌ جديد
وتقول الأكاديمية والناشطة الكردية هزان عبد الرحمن إن، تمثيل المرأة الكردية في كردستان مازال بعيداً عن الطموح.
وتبين في حديثها لـ(المدى) أن "التمثيل مازال يقتصر على الكوتا، وقلة من النساء اللواتي يحصلن على عدد أصوات كافي، يستطعن من خلاله الصعود إلى برلمان الإقليم، وهذا يعكس عدم الوصول لمرحلة الوعي الكافي".
وأضافت أن "ما نطمح إليه بأن يكون تمثيل المرأة تمثيلاً حقيقياً، وأن يتم اختيار المرأة في المناصب الحكومية والإدارية وفقاً لاستحقاقها وخبراتها، وليس منّة، أو ديكوراً وتمثيلاً شكلياً".
وأشارت إلى أن "بعض المناصب ماتزال مقتصرة على الرجال، فحتى الآن، لم نر امرأة تشغل منصب محافظ، أو وزارة سيادية، مثل وزارة المالية أو الثروات الطبيعية، وكذلك المناصب الأمنية والعسكرية في البيشمركة ومجلس أمن الإقليم لاتزال حكراً للرجال".
أفضل من بغداد
عضو برلمان إقليم كردستان السابق عن كتلة الاتحاد الوطني شيرين يونس ترى بأن، نسبة تمثيل المرأة في كردستان هي أفضل من ما موجود في الحكومة والبرلمان الاتحادي.
واكدت في حديثها لـ(المدى) أن "نسبة تمثيل المرأة في برلمان كردستان هي 30‌%، وهي نسبة أعلى من البرلمان العراقي الذي حدد النسبة بـ 25‌%، كما أن المرأة شغلت منصبا سيادياً يتمثل برئاسة برلمان كردستان".
وهذا الأمر غير ممكن حتى الآن في العراق، فالمناصب السيادية والرئاسات الثلاث ماتزال مقتصرة على الرجال.
وتشير إلى أنه "منذ زمن الرئيس الراحل جلال الطالباني، فقد أولي اهتمام كبير، والاتحاد الوطني مستمر على هذا النهج، وفي الانتخابات الحالية، هنالك دعم كبير للمرشحات، ونتوقع صعود أكثر من 10 مرشحات من جميع الكتل باستحقاقهن دون كوتا".
وشغلت ريواز فائق منصب رئاسة برلمان إقليم كردستان خلال الدورة الماضية لبرلمان الإقليم، فيما شغلت منى قهوجي منصب سكرتيرة رئاسة البرلمان، وهو أمر غير معهود في الدورات السابقة لبرلمان الإقليم.
وكان وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان ريبر أحمد قد أكد في تصريحات سابقة أن "الإقليم قطع شوطاً جيداً، وأن مستوى تمثيلها في الحكومة والبرلمان يعد محل فخر واعتزاز".
وقال رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني في تصريحات سابقة إن الحكومة تعمل جاهدة من أجل إرساء بيئة مواتية لمشاركة النساء في إعادة الإعمار والتنمية في إقليم كردستان، وتسعى لتعزيز قدراتهن في إدارة المؤسسات وضمان مشاركتهن في العملية السياسية.
زيادة التمثيل
عضو اتحاد نساء كردستان فريال عبد الخالق ترى أن، نسبة تمثيل المرأة في السلطة التشريعية داخل برلمان الإقليم جيدة، لكنها داخل السلطة التنفيذية بحاجة لمزيد من الدعم، مضيفةً في حديثها لـ(المدى) أن "نسبة تمثيل المرأة في الكابينة الحكومية الأخيرة التي ترأسها مسرور بارزاني ارتفعت، وهنالك 3 نساء، يدرن وزارات مهمة، وهي؛ الزراعة، العمل، الشؤون الاجتماعية، ووزارة الإقليم".
كما تشغل النساء مناصب أخرى داخل الهيئات، مثل هيئة السياحة، وحقوق الإنسان، ولها تمثيل في المؤسسة القضائية، وهذا كله بفضل الدعم المقدم من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس الحكومة الحالي مسرور بارزاني للمرأة.
وتابعت أنه "نطمح خلال الحكومة المقبلة بأن يكون عدد النساء في الكابينة الوزارية خمسة، مع منحهن منصب نائب رئيس الحكومة، أو سكرتارية مجلس الوزراء، أو رئاسة ديوان الإقليم".
ولفتت إلى أن "نسبة تمثيل المرأة في إدارة الجامعات والكليات ماتزال دون المستوى، وهنالك تمييز في هذا الشأن، ونتمنى معالجته، كما أن، نسبتها في المناصب العسكرية والأمنية مازال ضعيفا أو معدوما".
وأضافت: “في السلطة التنفيذية، نسبة تمثيل المرأة في الكابينة الحكومية الحالية بإقليم كردستان وفيها 3 وزيرات، “جيدة” مقارنة بالحكومة السابقة التي منحت المرأة وزارتين فقط”.
وبحسب إحصائيات من منظمات مختلفة داخل الإقليم فأن، نسبة 23‌%- 28‌% من مجمل نساء الإقليم لديهن فرص عمل ويؤدين أعمالهن، داخل المؤسسات العامة والخاصة في كردستان.
وتأسس في كردستان، المجلس الأعلى للمرأة والتنمية، وهي مؤسسة أُنشئت لتحقيق المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء كردستان، وضمان استقرار واجبات المرأة واحتياجاتها ومطالبها.