اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > تقارب سوري - تركي قد يخلص العراق من أزمة حزب العمال

تقارب سوري - تركي قد يخلص العراق من أزمة حزب العمال

بعد شهر على الاجتياح التركي الأوسع الحكومة ترسل مستشار الأمن القومي إلى كردستان

نشر في: 14 يوليو, 2024: 12:09 ص

بغداد/ تميم الحسن
قد تضحي طهران، قريبا، بحليف في العراق وهو حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، مقابل تفاهمات جديدة بالمنطقة.
التضحية الايرانية المتوقعة ستخلص العراق من ازمة تركيا- حزب العمال الى الابد، رغم وجود شكوك بنوايا انقرة.
باستثناء ذلك فأمام العراق خيار من اثنين لمواجهة التوسع التركي غير المسبوق في شمالي البلاد، أحدهما جربته بغداد الاف المرات، والثاني لوحت باستخدامه فصائل مسلحة ولم تنفذ.
الحكومة العراقية، وفي اول رد فعل واضح على اجتياح انقرة الاخير لأراضي قريبة من دهوك، رفضت ما يجري هناك، بعد انباء عن اتفاق سابق بين الطرفين.
وخلال الشهر الاخير، قصف الجيش التركي كردستان نحو 300 مرة، فيما نزحت نحو 200 عائلة من أكثر من 600 قرية في دهوك، بحسب منظمات حقوقية.
وزير الخارجية فؤاد حسين، أكد قبل ايام إمكانية إيجاد حل للقتال بين انقرة وحزب العمال المعروف اختصارا بـ"pkk" على الأراضي العراقية، باستنساخ الحل الذي تم مع المعارضة الايرانية.
وقال حسين للصحفيين في واشنطن اثناء حضوره اجتماع "الناتو": "بغداد لا تؤمن بحل المشاكل عبر العنف، مع الجانب الإيراني توصلنا لمجموعة من الاتفاقات فيما يتعلق بالأحزاب المسلحة المعارضة الموجودة في الإقليم، وممكن استخدام نفس النموذج مع تركيا وحزب العمال".
هذه الفكرة طرحت قبل أشهر، لكن مصادر خاصة قالت لـ(المدى) ان "إيران ترفض هذا الحل لأنها تستخدم حزب العمال بالعراق كورقة ضغط ضد الولايات المتحدة وقوات قسد في سوريا المدعومة من واشنطن".
كما تشكك بعض الاطراف في العراق بنوايا تركيا، حيث تشير الى احتمالية انقرة احتلال مناطق في شمالي البلاد بذريعة ملاحقة حزب العمال.
ويسيطر حزب العمال الى جانب فصائل على مدينة سنجار منذ عام 2017 وحتى الان، فيما زجت بعض عناصر "pkk" في الحشد الشعبي.
لماذا تخلت طهران الآن عن حزب العمال؟
تقول المصادر المطلعة ان تفاهمات جديدة بالمنطقة بين سوريا وتركيا وإيران فرضت تغييرات ومنها التضحية بحزب العمال.
فؤاد حسين في مؤتمر واشنطن قال ان "هناك تواصلا بين الجانبين (تركيا وسوريا) من خلال العراق وهناك مبادرة عراقية لجمع الطرفين في بغداد، حيث كان هناك تواصل على مستوى القيادة بين الجانب العراقي والتركي والسوري".
ويعتقد ان الجنرال إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري زار بغداد منتصف الاسبوع الماضي، بعد جولة في سوريا ولبنان، وقد تكون التفاهمات الجديدة ضمن هذا الملف.
وبحسب المعلومات ان إيران أحد الاطراف التي ترعى الترتيبات الجديدة بين تركيا وسوريا، والتي قد تنهي الحرب في دمشق المستمرة منذ 13 عاما.
وعن اتفاقية المعارضة الايرانية بالعراق، بين وزير الخارجية العراقي أنه "جرى تحويل بعض أعضاء هذه الأحزاب الإيرانية المعارضة إلى مخيمات اللجوء وآخرين سافروا لخارج العراق".
ونفى حسين "وجود أي ضوء أخضر من الجانب العراقي للأتراك فيما يتعلق بتحركاتهم العسكرية الأخيرة في إقليم كردستان".
وأكد أن "مسألة وجود الجيش التركي ستكون نقطة تتم مناقشتها خلال اجتماعات تعقد مع المسؤولين الأتراك قريبا، لاسيما وان المناقشات مع الجانب التركي لم تصل حتى الآن لاتفاق حول الملف الأمني".
نقطة تحول
خلال أقل من شهر، اقتربت القوات التركية الى كيلومترات معدودات عن دهوك، فيما بقيت بغداد صامتة لسبب غير معروف، قبل ان يصدر محمد السوداني رئيس الحكومة بيان الرفض الاخير.
إحسان جلبي قائممقام قضاء سيدكان بمحافظة أربيل قال لوسائل اعلام كردية، إن حوالي 46‌% من القضاء تحت سيطرة الجيش التركي منذ عام 2017، مشيراً إلى أن تركيا دخلت بعمق 30 كيلومتراً داخل أراضي الاقليم.
الجيش التركي أقام حوالي 10 نقاط تفتيش عسكرية في منطقة سيدكان ويقصف الحدود منذ حزيران الماضي، وهناك 20 قرية حدودية معرضة للخطر، على ما يقوله جلبي.
بالمقابل أخلى سكان قرية بناحية كاني ماسي في محافظة دهوك، مساكنهم بعد إنزال تركي بالمنطقة، حيث دخل 200 جندي الى القرية وتم تفجير أربعة منازل وتدمير 10 أخرى، بحسب وسائل اعلام محلية.
هذه القرية هي ضمن 602 اخريات مهددة بالإخلاء بسبب العمليات العسكرية في القرى الحدودية التابعة لدهوك، بحسب منظمة السلام الامريكية.
وفي تصريحات للمنظمة اشارت الى أن الجيش التركي قصف إقليم كردستان 285 مرة خلال الفترة من 15 حزيران إلى 11 تموز، ومعظمها في حدود محافظة دهوك.
وكان الاعتقاد، بحسب مصادر مطلعة في كردستان، ان الحكومة العراقية وافقت على شروط تركيا التي كانت تتضمن "حرب حاسمة" على حزب العمال.
ويوم الأربعاء الماضي قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر: "نحن عازمون على إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول حدودنا مع العراق وسوريا، وتطهير المنطقة بالكامل، وسنواصل العمليات حتى يجري تحييد آخر عنصر منهم".
ويفترض ان العراق قد اطلع على تفاصيل الخطة العسكرية، أثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد قبل شهرين، بحسب ما تقوله المصادر.
وتداولت أنباء عن صفقة تتضمن حصول العراق على الماء (الذي تقطع تركيا معظمه)، مقابل إنهاء ملف حزب العمال، والمضي بمشروع طريق التنمية.
ووفقا لذلك اعلنت بغداد في آذار الماضي، لأول مرة، حزب العمال بانه منظمة ارهابية، كما اعتقلت قبل اسبوعين "مخربين" من الحزب كانوا يخططون لتفجيرات في العاصمة، بحسب وزارة الداخلية.
الخيارات.. الحرب مستبعدة
نهاية الاسبوع الاخير، وصل مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، إلى أربيل على رأس وفد أمني رفيع المستوى، على خلفية التوغل التركي.
والزيارة جاءت بناء على توجيه القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، بحسب بيان رسمي.
ويوم الأربعاء الماضي، قال اللواء يحيى رسول المتحدث العسكري للحكومة، ان السوداني رفض في اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني "التوغّل العسكري التركي، والمساس بالأراضي العراقية".
وغير الحل الدبلوماسي، يقول احمد الكناني عضو المكتب السياسي لعصائب اهل الحق: "لا يمكن المواجهة عسكريا مع تركيا لان العراق غير مستعد لهذا الخيار".
الكناني وهو نائب سابق عن العصائب التي يتزعمها قيس الخزعلي، أكد لـ(المدى) ان "خيار الحرب، خيار خطير وقد تكون هناك تداعيات كبيرة".
وقبل ايام، طالب الخزعلي كردستان والحكومة في بغداد بـ"التنسيق لاتخاذ موقف موحد يضع حداً للأطماع التركية في شمالنا الحبيب".
ودعا تركيا إلى "مراعاة حقوق الجوار، والالتزام بالاتفاقيات بين البلدين، وسحب قواتها من كل العراق، وبعد ذلك يكون الاعتماد على العراق في منع أيّ اعتداء على أراضيها ينطلق من أراضيه".
وكانت العصائب وفصائل اخرى، قد هددت قبل عامين على اثر قصف تركيا مدينة دهوك ومقتل سائحين، بـ"مقاطعة الشركات التركية" و"طرد الجيش التركي" ثم تراجعت لأسباب غير مفهومة.
ويقول احمد الكناني "يمكن الان الضغط على تركيا بالملف الاقتصادي، التبادل التجاري بين العراق وتركيا تجاوز الـ20 مليار دولار، او اللجوء الى المجتمع الدولي وارسال شكوى".
وبحسب لجنة الأمن في البرلمان ان العراق اشتكى على تركيا 16 ألف مرة على اثر 25 ألف اعتداء منذ عام 1987.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

320 شهيداً ومصاباً "حرقاً" خلال 48 ساعة بأسلحة "محرمة دولياً" في غزة

الانبار.. قوات الحدود تطيح بمتهم بحوزته عشرة آلاف حبة مخدرة

التنسيقي يعلق على تعيين عُماني كمبعوث جديد لـ"يونامي" في العراق

الديوانية تعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

برشلونة يتلقى ضربة قوية ويفقد نجمه 4 أشهر

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

سقوط ضباط برتب رفيعة.. الداخلية والقيادة العسكريةتشرفان على اشتباكات
سياسية

سقوط ضباط برتب رفيعة.. الداخلية والقيادة العسكريةتشرفان على اشتباكات "بساتين ديالى"

بغداد/ تميم الحسنارتفع عدد ضحايا الاشتباكات بين القوات الامنية ومسلحين في جنوبي ديالى الى 6 قتلى من العسكريين، فيما عادت عمليات التمشيط المستمرة منذ يومين، في البساتين الكثيفة.ويعتقد ان قيادات مهمة قد تكون مختبئة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram