بغداد/ تميم الحسن
ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات بين القوات الامنية ومسلحين في جنوبي ديالى الى 6 قتلى من العسكريين، فيما عادت عمليات التمشيط المستمرة منذ يومين، في البساتين الكثيفة.
ويعتقد ان قيادات مهمة قد تكون مختبئة في تلك المناطق الزراعية الكثيفة بعد تصاعد ملحوظ لنشاط مسلحين يعتقد انهم تابعين لـ"داعش".
وفي نفس التوقيت قتل عسكري وأصيب اخر في كركوك اثناء اشتباكات مع مسلحين في شرق المدينة كانوا يخططون لعمليات في المنطقة.
وتجري هذه التطورات في وقت بدأت فيه الحكومة بإجراء تغييرات على مستوى قادة الفرق العسكرية وسط انباء عن وجود ملاحظات على أداء بعض القيادات.
وابلغت مصادر محلية في ديالى مساء أمس (المدى) بان القوات الامنية "تقترب من القضاء على الخلية الارهابية" في بساتين ناحية خان بني سعد، جنوب غربي ديالى".
ووصل أمس وزير الداخلية عبد الامير الشمري، ورئيس أركان الجيش عبد الأمير الله الى ديالى بعد مقتل عسكريين بينهم ضابطين رفيعين.
وبحسب المصادر ان القوات الامنية استطاعت أمس، ان تخلي جثة اخر عسكري وهو مازن المياحي، الذي قتل في اشتباكات مساء السبت، ليرتفع عدد الضحايا العسكريين الى 6 اشخاص.
وبسبب كثافة الاشتباكات لم تستطع القوات الامنية ان تخلي جميع العسكريين من الموقع، حيث استمر القتال لعدة ساعات.
الى جانب ذلك اصيب 4 عسكريين اخرين، فيما كان ضابطين برتبة عميد وهو مسؤول الزوارق، ومقدم وهو آمر حماية قائد شرطة ديالى قتلا بالحادث.
وذكر بيان لوزارة الدفاع، أمس، أن "وفداً أمنياً رفيع المستوى برئاسة رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة وصل اليوم الى قيادة عمليات ديالى، يرافقهما معاون رئيس الأركان للعمليات وقائد القوات البرية ومدير الاستخبارات العسكرية".
وأضاف أن "هدف الزيارة جاء للاطلاع على الوضع الأمني وآخر المستجدات في محافظة ديالى".
كما ذكرت الوكالة الرسمية ان وزير الداخلية عبد الامير الشمري، وصل الى ديالى بسبب الاحداث الاخير بالمحافظة.
ووفق المصادر المحلية ان هذه البساتين جنوب ديالى، "تم معالجتها عسكريا عدة مرات" لكن بسبب كثافة المزروعات يعود نشاط المسلحين.
وقالت المصادر ان القوات الامنية أحرقت عدد من المضافات داخل البساتين، فيما كانت القيادة العسكرية قد اعلنت مقتل قيادات من "داعش".
وذكرت خلية الإعلام الأمني، أمس السبت، أنه "بعد أن شرعت القطعات الأمنية ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى بعملية أمنية في بساتين العيط ذات التعقيد الجغرافي الكبير التي تحتوي على بزول وأحراش وأشجار تحد من الرؤية أو تمنعها نهائياً، حاصرت القطعات الأمنية مجموعة من العناصر الإرهابية ضمن هذه المنطقة، وقتلت عدداً منهم وإصابة آخرين بعد الاشتباك معهم".
وأضاف البيان: "كما أسفر الواجب عن استشهاد عدد من المقاتلين وإصابة آخرين، فيما لا تزال العملية مستمرة بناءً على معلومات استخبارية دقيقة"، مؤكدا ان "القطعات الأمنية تعمل على تمشيط المنطقة بشكل دقيق".
وكانت العملية الأمنية قد نفذت يوم الجمعة، في بساتين العيط أسفرت عن قتل مسلحين اثنين أحدهما يكنى بـ "أبو الحارث"، وهو مسؤول خان بني سعد في ديالى.
ووفق المصادر ان انتحاري كان قد فجر نفسه أثناء عمليات التمشيط الاخيرة التي شارك فيها قوات مختلفة، مثل كتائب الامام علي.
وتعد ديالى التي تواجه اضطراب سياسي منذ أشهر، من أكثر المدن التي تضم فصائل مسلحة، واول المحافظات التي اعلنت عن تحريرها بالكامل من "داعش" في 2015.
ومنذ الانتخابات المحلية الاخيرة نهاية العام الماضي، تنقسم القوى السياسية والفصائل في ديالى على اختيار محافظ.
ولا تستبعد المصادر القريبة من دوائر استخبارية ان يكون عدم الاستقرار السياسي في ديالى أحد أسباب تصاعد نشاط التنظيم في المدينة.
وتزامن حادث ديالى مع اشتباك اخر جرى في شرقي كركوك في ناحية (قره هنجير)، أسفر عن مقتل منتسب في الأسايش وإصابة اخر، بحسب بيان للقوات الامنية بالمدينة.
وقال مسؤولون في كركوك لوسائل اعلام ان الاشتباكات استهدفت مسلحين كانوا "يخططون لأعمال ارهابية" في الناحية، فيما اعتبروا ان ما حدث هو بسبب الفراغ الأمني بين الاقليم وكركوك.
وأعلن جهاز الأمن الأسايش في اقليم كردستان، أمس الأحد، بمقتل عنصر من تنظيم داعش واصابة آخر بجروح في اشتباك حصل معهما أثناء محاولة إلقاء القبض عليهما في ناحية (قره هنجير) شرق كركوك.
تقديرات.. وتغييرات
وتختلف تقديرات الوضع الميداني بالعراق بين بغداد وواشنطن. البلدان يفترض انهما يخوضان حوارات حول مستقبل وجود القوات الامريكية، ومدى قدرة القوات المحلية.
حكومة محمد السوداني ترى ان "داعش" لايمثل خطرا في العراق، بعد نحو 7 سنوات من إعلان النصر على التنظيم، وهو مخالف للرؤية الامريكية.
وفي حزيران الماضي، قال يارالله رئيس أركان الجيش ان "داعش" في العراق "انتهت عسكرياً". واكد ان بقايا التنظيم تعمل في أماكن محددة في المثلث (كركوك وصلاح الدين وديالى) وتم تشخيصه.
وفي نفس الشهر أعلن الجيش أن القائد العام للقوات المسلحة وجه بتنفيذ "عمليات استباقية ضد ما تبقى من عصابات داعش الإرهابية وبإشراف العمليات المشتركة".
وبحسب ما يتداول في الاوساط السياسية ان حدوث خروقات او استمرار "داعش" على المواجهة في بعض المناطق، سببه ضعف قيادات ميدانية.
وتستعد الحكومة، بحسب تلك الاوساط، باجراء تغييرات كبيرة في مناصب مهمة بالجيش، فيما لا يعرف فيما لو هذه التعديلات بالمواقع تخضع لمعادلات سياسية.
يفترض ان التغييرات ستشمل قائد القوات البرية قاسم محمد صالح المحمدي، وقيادات عمليات نينوى وصلاح الدين والفرقة 21 التي تشكلت العام الماضي بالمحافظ، حيث ستسند الى العميد مقداد زينل الشبكي.
ويعتقد ان قيادة الفرقة 14 بالجيش المتواجدة في مخمور، جنوب اربيل، ستذهب الى اللواء ركن نصير مهدي صالح أو العميد الركن حسين منديل جارح، بدلا من اللواء الركن شكر روضان النعيمي.
وبحسب لجنة الأمن والدفاع في البرلمان فان هذه التغييرات هي "روتينية" وليست لها علاقة بوجود أشارت على أحد القادة.
كريم ابو سودة عضو اللجنة أكد في اتصال مع (المدى) ان "اجراء تعديلات بالمناصب العسكرية امر طبيعي يحدث بين فترة واخرى، حيث يتم وفق سياقات اعداد الضباط او زج البعض بدورات للترقية".
وعلى الرغم من ذلك فان ابو سودة يعترف بوجود "نقاط ضعف" في بعض المفاصل العسكرية في البلاد، لكنه يقول ان "التغييرات الأخيرة لا تتعلق بعدم كفاءة اي من القيادات".
سقوط ضباط برتب رفيعة.. الداخلية والقيادة العسكريةتشرفان على اشتباكات "بساتين ديالى"
تغييرات بقادة فرق الجيش وأمنية البرلمان: "الإجراء روتيني"
نشر في: 15 يوليو, 2024: 12:12 ص