بيروت/ متابعة اخبارية ما أن أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي أن أي قرار سيصدر عن محكمة الحريري سيكون "لاغيا وباطلاً" إلا وظهرت ردود أفعال متباينة في لبنان اكدت بمجملها ان هذه التصريحات زادت من حدة التوتر في الداخل اللبناني بخصوص القرار الظني المرتقب.
ففي تصريحات أدلى بها امس الاول عقب لقائه نظيره البلغاري بويكو بوريسوف في بيروت ، قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري :" إنه يحترم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي في موقفه من المحكمة الدولية لكن في لبنان لنا مواقف " ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار مع التعنت الإسرائيلي.وأضاف الحريري في أول تعليق له بشأن ما أعلنه خامنئي من أن المحكمة الدولية "شكلية" و"حكمها مرفوض" أن الجميع لديه وجهة نظر في هذا الشأن ، واستطرد قائلاً :" ولكن في ما يخص القرارات الدولية فإنها قرارات دولية، وأنا لم يسبق أن تحدثت في هذا الشأن، ولكني أقول إن هذا الموقف إيراني، ونحن في لبنان لدينا مواقفنا كحكومة، وإن شاء الله الكل يسعى إلى الاستقرار في المنطقة"، وتابع: " نحترم كثيرا المرشد الأعلى خامنئي ونحترم كل من لديه رأي وهو حر في رأيه هذا".ورداً على سؤال بخصوص ما إذا كان موقف خامنئي سيؤثر على المسار السوري- السعودي بشأن المحكمة والقرار الاتهامي المتوقع صدوره بقضية اغتيال والده ، أجاب سعد الحريري: "هذا لا يؤثر على المسار السعودي- السوري، فهو مسار إيجابي للغاية، والأمور تتقدم، قد لا تكون بالوتيرة والسرعة التي يتمناها البعض، لكن الأمور ستأخذ بعض الوقت لكنها إيجابية". ومن جانبه ، اعتبر النائب اللبناني عمار حوري ان انتقاد خامنئي للمحكمة الدولية موجه على ما يبدو "ضد التهدئة في لبنان".ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن حوري المنتمي الى كتلة "تيار المستقبل" النيابية بزعامة سعد الحريري القول :" إن تصريحات خامنئي أتت خارج السياق العام العربي واللبناني وتمثل استباقا غير مفيد في موضوع المحكمة ، من حيث الواقع ، تبدو وكأنها موجهة ضد التهدئة اللبنانية والعربية ، تصريحات خامنئي ليست مريحة بالنسبة للمساعي السورية - السعودية".كما اعتبر النائب أحمد فتفت المنتمي إلى كتلة الحريري النيابية أيضا أن حديث خامنئي "قد يفهمه بعض اللبنانيين وكأنه كلام صادر من قبل الولي الفقيه ليصبح كلاما شبه منزّل".وفي المقابل ، قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله النائب وليد سكرية: إن خامنئي ليس الوحيد الذي تدخل في المحكمة الدولية وإن أمريكا تستعمل لبنان ساحة مكشوفة خدمة لمشروعها في المنطقة.واعتبر سكرية أن هدف لائحة الاتهام أو "القرار الظني" في اغتيال رفيق الحريري من اتهام "حزب الله" هو "تأجيج الصراع الطائفي" في لبنان خدمة للمشروع الامريكي- الإسرائيلي في المنطقة .وكان خامنئي قال الإثنين الماضي إن أي قرار سيصدر عن المحكمة الدولية المكلفة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري سيكون "لاغيا وباطلاً" ، وتابع خلال استقباله أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "هذه المحكمة تتلقى أوامر من جهات أخرى، والمؤامرة ضد لبنان لن تنجح".ويحبس اللبنانيون أنفاسهم منذ تموز الماضي حين كشف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ان المحكمة التي انشئت بقرار من مجلس الامن في ايار 2007، ستتهم حزبه بجريمة اغتيال الحريري التي وقعت في شباط 2005 ، وتكثفت الوساطات الخارجية منذ الصيف بقيادة السعودية الداعمة للحريري وسوريا الداعمة لحزب الله في محاولة لاحتواء أية تداعيات خطيرة لاحتمال اتهام حزب الله .وبدأ حزب الله المدعوم من ايران منذ ذلك الحين هجوما على المحكمة، معتبرا انها "اداة إسرائيلية - أميركية" لاستهدافه، في وقت يتمسك فريق سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، بالمحكمة "لتحقيق العدالة".وتكثفت الوساطات الخارجية منذ الصيف بقيادة السعودية الداعمة للحريري وسوريا الداعمة لحزب الله في محاولة لاحتواء اي تداعيات خطيرة خصوصا الأمنية، لصدور القرار الظني اذا اتهم بالفعل الحزب الشيعي المدجج بالسلاح باغتيال الزعيم السني.ومساء امس الاول الثلاثاء، اصدر حزب الله بيانا رأى فيه إن موقف خامنئي يمثل "تعبيراً واضحا عن رأي المخلصين والحريصين على الوحدة والمقاومة على امتداد العالمين العربي والاسلامي، والرافضين للمؤامرات التي تحاك على المنطقة من قبل اميركا واسرائيل" مؤكدا ان تصريحات خامنئي "لا تتعارض مع المساعي الحميدة السورية - السعودية".
تصريحات خامنئي بشأن المحكمة ترفع من درجةالتوتر والحريري يرد في لبنان لنا مواقف

نشر في: 22 ديسمبر, 2010: 05:37 م