TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > بغداد تقترب من فك "شيفرة" الخلاف التركي السوري.. اردوغان يعلن الاستعداد والأسد لا يمانع

بغداد تقترب من فك "شيفرة" الخلاف التركي السوري.. اردوغان يعلن الاستعداد والأسد لا يمانع

نشر في: 16 يوليو, 2024: 10:44 م


خاص/ المدى
بعد عقد من الخلاف والجدال بل من سيلان الدماء، بين سوريا وتركيا، بدأت في الآونة الأخيرة بوادر تلوح في الأفق لحل الخلاف بين هاتين الدولتين المتصارعتين، في وقت تصدرت فيه العاصمة بغداد قائمة المبادرين لانهاء السنوات العجاف بين دمشق انقرة، الأمر الذي لاقى ترحيبا من الرئيسين بشار الأسد ورجب أردوغان.
وبحسب المحلل السياسي السوري غسان يوسف، فإن هناك "محاولات لاعادة العلاقات بين سوريا وتركيا والجهود مستمرة في هذا الصدد"، مضيفاً أنه "إذا كانت النيات صادقة من الجانب التركي فسوف نصل الى نتائج إيجابية".
ويشير يوسف، في حديث لـ(المدى)، إلى أن "الانسحاب التركي من الاراضي السورية وتفكيك الارهاب والاتفاق والتعاون بين دمشق وانقرة على منع اقامة كيان كردي في شمال شرق سوريا أهم متطلبات الدولة السورية للصلح مع تركيا".
وأضاف، "الموقف السوري هو ايجابي ومنفتح على جميع المبادرات شرط الحفاظ على وحدة وسيادة الاراضي السورية".
وأكد، أن "بغداد تلعب دورا حيويا في هذا الموضوع، ولقي هذا الدور اشادات من سوريا وتركيا"، موضحاً أن "العراق متضرر من وجود حزب العمال الكردستاني في شماله ومتضرر من وجود القوات التركية باقليم كردستان كما انه متضرر من قطع مياه دجلة والفرات وهذا يتقاطع مع سوريا التي تعاني من الاحتلال التركي وقطع المياه ووجود حزب العمال".
ويتابع، "لذلك فان العراق هي اكثر دولة مهيئة للعب هذا الدور لإنها على علاقات جيدة مع روسيا وامريكا وايران ومع المحيط الاقليمي بشكل عام"، معتبراً أن "الدور العراقي رائدا ومؤهلا للعب دور الوسيط في تطبيع العلاقات السورية التركية".
*دور مهم لبغداد
في ذات الصدد، يؤكد المحلل السياسي السوري نزار بوش، على الدور المحوري والمهم الذي تلعبه بغداد مع موسكو لتقريب وجهات النظر السورية – التركية.
ويقول بوش، لـ(المدى)، إن "تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا يأتي بنتائج ايجابية على كلا الدولتين"، مبيناً أن "شرط الدولة السورية لهذا التقارب هو أن يكون مبني على نتائج إيجابية مثل تطبيع العلاقات وخروج القوات التركية من شمال سوريا إضافة الى تعاون اقتصادي وتجاري وعودة النازحين السوريين وعودة الاراضي السورية في الشمال الى السلطة السورية ومحاربة الارهاب بالتعاون بين سوريا وروسيا وتركيا والعراق".
وبين، أن "اللقاء والمصافحة من أجل الإعلام والصور غير مرضي للطرف السوري".
ويتابع بوش، ان "العراق يتعرض لعمل ارهابي واعتداءات تركية على اراضيه وسوف يحصل على نتائج ايجابية اذا حدث التقارب السوري التركي".
*موقف الأسد
في وقت سابق، كشف الرئيس السوري بشار الأسد، إنه مستعد للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذا كان في ذلك مصلحة للبلاد.
وقال الأسد للصحفيين على هامش اقتراعه في لانتخابات التشريعية "إذا كان اللقاء يؤدي لنتائج أو إذا كان العناق أو العتاب.. يحقق مصلحة البلد، فسأقوم به".
وأضاف الأسد: "لكن المشكلة لا تكمن هنا (..) وإنما في مضمون اللقاء" متسائلا عن معنى أي اجتماع لا يناقش "انسحاب" القوات التركية من شمال سوريا.
وأوضح على أنه "ليس هناك تفكير في مشاكل مع الجيران، ولكن هذا لا يعني أن نذهب من دون قواعد".
وأضاف الأسد: "البعض يتحدث عن شروط نحن لا نضع شروط والبعض يتحدث عن مطالب ربما لغة مخففة أكثر من شروط ونحن لا نضع مطالب. فإذا ما نتحدث عنه ليس شروط ولا مطالب هو متطلبات والمصطلح مختلف".
وردا على سؤال حول "الضمانات من الدول الوسيطة"، قال الأسد: "لم تقدم لنا أي ضمانات، لذلك نحن نسير بشكل إيجابي ولكن استنادا إلى مبادئ واضحة، وليس فقط مبادئ، المبادئ هي القانون الدولي والسيادة".
وتابع الأسد "إن لم نحقق نتائج إيجابية ستكون النتائج سلبية. البعض يقول لن تخسر شيء. لا في هذه الحالة إما أن نربح وإما أن نخسر، على المستوى المشترك نحن وتركيا والحلفاء، الكل يربح أو الكل يخسر لا يوجد حل وسط.. لذلك عندما نؤكد على المبادئ والمتطلبات، فهذا انطلاقا من حرصنا على نجاح العملية".
*موقف اردوغان
في 7 تموز، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تنتظر اتخاذ الرئيس السوري بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات معها، حتى تستجيب “بالشكل المناسب”.
وقال الرئيس التركي في هذا الخصوص: “وصلنا الآن إلى مرحلة بحيث إنه بمجرد اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب”.
وأوضح، إنه لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاربة بشأن اللقاء بين أردوغان والأسد، كما أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لديه مقاربة أيضا.
وأضاف: ”نتحدث هنا عن الوساطة فما المانع منها مع جارتنا؟”.
وتابع: ”سنوجه دعوتنا إلى الأسد وقد تكون في أي لحظة، ونأمل أن نعيد العلاقات التركية-السورية إلى ما كانت عليه في الماضي”.
*ماذا وراء بروز اسم بغداد؟
وترتبط بغداد بعلاقات طيبة مع النظام السوري وكذلك مع تركيا.
ويعتقد المحلل السياسي العراقي، هيثم الهيتي، أن "شكل العاصمة العراقية المستقبلي بين سوريا ولبنان وإيران والولايات المتحدة الأميركية سيشابه إلى حد كبير الدور الذي لعبته سلطة عُمان في عملية التوافق بين دول الخليج وإيران".
ويضيف، أن "سلطنة عمان كانت مركزا تفاوضيا بين جميع الخصوم، والآن تأخذ بغداد دورا مشابها في الشرق الأوسط".
وفي حال انخرطت بغداد في العملية المستمرة منذ بداية عام 2022 ستكون الطرف الوسيط الثالث من نوعه، بعد روسيا وإيران.
لكن على الطرف المقابل وفيما يتعلق بـ"اللجنة الدستورية السورية" تشير تعليقات لأعضاء معارضين فيها إلى حالة من التمسك بانعقاد اجتماعات المسار في جنيف.
ويعتبر حسن الحريري عضو "الهيئة المصغرة" في اللجنة الدستورية أن تأكيد النظام على ضرورة استئناف اللجنة في بغداد بمثابة "مناورة"، ومحاولة لإظهار أنهم منسجمين مع العملية الدستورية ومتوافقين معها بالإيجاب.
*سوابق تقاربية متعثرة
وسبق أن اجتمع وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران وسوريا في موسكو ضمن "الصيغة الرباعية" في مايو/ أيار 2023، بعد سلسلة لقاءات بين رؤساء استخبارات الدول ووزراء الدفاع، لكن ورغم هذه الجهود، فإن مساعي تركيا تعثرت بتصريح الأسد أن "هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التربية تمنع هذه الفئة من أداء الامتحانات الخارجية

التربية تمنع هذه الفئة من أداء الامتحانات الخارجية

بغداد/ المدى وجهت وزارة التربية، بمنع الطلبة الذي درسوا في إقليم كردستان، من أداء الامتحانات الخارجية وذلك باستثناء من أجبرتهم الظروف للانتقال للدراسة في مدارس الإقليم.  وجاء في كتاب صادر عن وزارة التربية موجهة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram