TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > "وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

نشر في: 17 يوليو, 2024: 03:49 م


خاص/المدى
في محافظة الأنبار، التي تُعتبر من أكبر المحافظات العراقية من حيث المساحة، يُلاحظ افتقارها إلى المسارح الفنية رغم وجود كثير من الشخصيات الفنية البارزة التي أثرت في الساحة الثقافية العراقية.


هذا النقص في البنية التحتية الثقافية يأتي في ظل إهمال الجهات الحكومية لهذا الجانب المهم، ما يؤثر سلباً في تطوير الفنون والمواهب المحلية.


يعد هذا الإهمال تحديًا كبيرًا أمام الفنانين والمثقفين في المحافظة، الذين يطمحون إلى تعزيز الحركة الفنية وإقامة أنشطة ثقافية تسهم في إثراء المجتمع المحلي ونشر الوعي الثقافي.


ويقول الأكاديمي والفنان إبراهيم الدليمي، خلال حديث (المدى) إن "وجود مسارح في محافظة الأنبار يمكن أن يسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي والتفاعل الثقافي، وتوفير فرص للشباب للتعبير عن أنفسهم وتطوير مواهبهم الفنية"، مشيراً إلى "دور المسارح في دعم الصناعات الإبداعية والاقتصاد المحلي من خلال إنشاء فرص عمل في مجالات الفن والترفيه".


ويضيف، أن "بعض العوامل الثقافية والاجتماعية قد تؤدي دوراً أيضاً في عدم وجود مسارح في الأنبار مثل انعدام الوعي بأهمية الفن والثقافة في بعض الأحيان، والتفضيل للأنشطة الترفيهية التقليدية على الفعاليات الثقافية الحديثة"، لافتاً إلى أن "هناك تحديات في توفير البنية التحتية المناسبة والتمويل الكافي لبناء وصيانة المسارح".


ويكمل الدليمي، أن "عدم الاهتمام بصيانة المسارح يمكن أن يؤثر في الاقتصاد المحلي أيضًا، حيث تعد المسارح والفعاليات الثقافية جاذبة للسياح والزوار، مما يسهم في دعم القطاع السياحي وزيادة الإيرادات في المحافظة"، موضحاً أن "ضعف النشاط الثقافي قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الوعي الثقافي والتراثي بين السكان المحليين، مما يؤثر في الهوية الثقافية والروح الاجتماعية للمجتمع".


وقدم فنانون مسرحيون في الأنبار عروضاً فنية متنوعة للفت الأنظار إلى دور المسرح في توجيه الفكر المجتمعي بعيداً عن العنف تصنف جميعها ضمن مسرح الشارع.


من جهته، يقول الكاتب والمخرج المسرحي عكاب حمدي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "المسرح في الأنبار له خصوصية كون المدينة ذات صبغة عشائرية لا تؤمن كثيراً بالمسرح"، مشيراً إلى أن " هناك معهدان للفنون الجميلة في الأنبار الأول في الرمادي والثاني في الفلوجة لكن هذان المعهدان بلا مسارح".


ويضيف، أن "المكان الوحيد الذي نؤدي فيه التمارين هو المنتدى المسرحي في مدينة الفلوجة رغم افتقار القاعة إلى المستلزمات المسرحية مثل الإضاءة وغيرها".


ويكمل حمدي، أن" محافظتنا بلا مسارح، وبحاجة ملحة إلى قاعات تمارين وعروض"، مطالباً "الحكومة المحلية في الأنبار بدعم فئة الفنانين وإنصافهم".


وبحسب تصريحات صحفية في 27 ديسمبر 2021، للمستشار الثقافي لمحافظ الأنبار السابق، أنه "يجري العمل على إنشاء قاعة مسرح تسع 1200 شخص، ومع كافة ملحقاتها، وبلغت نسبة إنجازها أكثر من 80%، وهناك قاعات مشابهة لها سوف تنشأ في بداية العام المقبل في كل أقضية المحافظة".



إلى ذلك، يشرح الفنان المسرحي عبدالله كريم، في حديث لـ (المدى)، أن "هناك حركة مسرحية واحدة فقط فعالة في محافظة الأنبار وهي المنتدى المسرحي"، مشيراً إلى إن "أسباب عدم وجود مسارح في الأنبار كثيرة منها: (لا يوجد اشتغال جاد على الحركة المسرحية في المحافظة) ".


ويوضح، أنه "تلقينا الكثير من الوعود الحكومية بشأن مستقبل المسرح في الأنبار ولكنها لم تتحول إلى واقعٍ ملموس"، مبيناً أن "حركة المسرح عامل ثقافي مهم وإضافة فكرية وفنية وجمالية للمحافظة".


ويعد المسرح الأنباري من المسارح المتقدمة في المحافظات العراقية، إذ شارك في أغلب المهرجانات المحلية التي أقامتها دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة، وأيضا مهرجانات وزارة التربية، وحصل على نتائج متقدمة في مجالات التأليف والإخراج والتمثيل.


ويبين خريج معهد الفنون الجميلة في الأنبار، يوسف الكبيسي، خلال حديث لـ (المدى)، أن "المدينة كانت تشهد في السابق إقامة فعاليات مسرحية دائماً من خلال النشاطات المدرسية والاحتفالات الثقافية".


ويردف، أن "انعدام المسارح في الأنبار يشكل حاجزاً كبيراً أمام المسرحيين في إقامة فعالياتهم ونشاطاتهم الثقافية والفنية"، لافتاً إلى أن "للمسرح ضرورة خاصة في تطور المدن من نواحٍ اقتصادية واجتماعية".


ويطالب الكبيسي، عبر (المدى):"نقابة الفنانين بأن تكون أكثر جدية، من خلال التنسيق مع دوائر الدولة للحصول على أماكن مخصصة للعروض الفنية"، داعياً بأن "يكون هناك مسرحاً خاصاً في الأنبار مثل المسرح الوطني في بغداد نظراً لأهمية المدينة الثقافية والتاريخية".


ويتابع، أن "المسرح يساعد في طرح قضايا مجتمعية وإنسانية، وإيصالها بطرق إبداعية لكافة شرائح المجتمع على مستوى المدارس والكليات والمعاهد"، موضحاً أنها "تؤدي دوراً كبيراً بخلق بيئة آمنة للفنانين والمثقفين".


ويؤكد أن "المسارح تسهم في توثيق مراحل تاريخية، وتذكير المجتمعات بمشكلاتهم وقضاياهم، كما يعزز أيضاً السلم المجتمعي، ويسهم بنشر وتبادل الحوارات الاجتماعية".


ويذكر أن المنتدى المسرحي الجاد في الأنبار تأسس عام 2008، حيث مثّل المحافظة في المهرجانات المحلية والدولية. وفي 2019 أقام المنتدى المسرحي الجاد مهرجان الفلوجة المسرحي الأول بمشاركة 9 فرق مسرحية من داخل المحافظة، وكانت المظاهرة الثقافية الفنية الأولى في الأنبار. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء

مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء

متابعة/ المدى دعت مجلة "المسيحية" البريطانية التحرك بما في ذلك من جانب المسيحيين، من أجل التصدي لاقتراحات القوانين العراقية الجديدة التي تدمر حقوق المرأة وتخفض سن الزواج إلى 9 أعوام، والتي تعكس مبادئ شيعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram