كتب : علي عبد السادةفي وقت تصرح القيادية في التيار الصدري بلقيس كولي "ان تحولا مهما طرأ على العمل السياسي العراقي"، لا يزال سياسيون ومحللون عراقيون يراقبون التغيرات في سياسة التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر.وما شجع هؤلاء على اعادة البحث في العقلية والمنهج
اللذين يحكمان العمل السياسي للصدريين في العراق، هو سلسة من الاجراءات التي نفذها الصدر خلال الشهور الاخيرة.فمنذ انتخابات 7 اذار فرض الصدر الاقامة الجبرية على احد القياديين في تياره بالنجف، واتهم منشقين عنه بانهم وراء عمليات الخطف والقتل بحق العراقيين، ودعاهم في بيان شهير الى العودة الى ما وصفه بـ"الطريق الصحيح".واخيرا قراره طرد 100 شخص من لواء اليوم الموعود لمشاركتهم باستعراض عسكري في مدينة الصدر بمناسبة ذكرى عاشوراء الشهر الجاري.ورغم ان الصدريين لا يرون في هذه القرارات بالجديدة، كما تجزم بلقيس كولي التي ترى ان الصدريين وزعيمهم يرفضون"الاخطاء المضرة"حتى في عهد الحرب الطائفية، بيد ان باحثين في الشأن السياسي يرون انهم بحاجة الى مزيد من البحث والمتابعة لاداء الصدريين في العراق وتفحص اداوته في العمل السياسي وكيفية بنائه لعلاقاته الداخلية والخارجية مع القوى والحركات السياسية وما طرأ من تحولات بدءا من الاحداث التي تلت تفجير المرقدين في سامراء حتى انتخابات السابع من اذار الاخيرة.بلقيس كولي، وهي ناشطة معروفة في الوسط السياسي والاجتماعي، تقول ان السيد مقتدى الصدر تبرأ في سنوات سابقة من شخصيات انتسبت لجيش المهدي على خلفية أرتكاب جرائم او اخطاء فادحة تقول"كولي"انها اضرت بالتيار وعموم العراقيين."قرارات من قبيل ادانة مرتكبي عمليات الخطف او القتل لن تكون الاخيرة لان السيد الصدر لن يقبل بالاخطاء التي تضر العراق والعملية السياسية". توضح بلقيس كولي في أتصال هاتفي مع المدى امس.rnزمن سياسي.. أدوات سياسيةالمحلل السياسي احمد الابيض يستعير من زعيم التيار الصدري السيد الصدر تصريحه لاحدى القنوات الفضائية "قوله ان المرحلة الراهنة هي سياسية ولابد ان تكون ادوات عمل التيار سياسية كذلك".ويوضح الابيض في اتصال هاتفي مع المدى امس ان واحدا من اهم مبررات تشكيل جيش المهدي في فترات سابقة هو حماية المواطنين والمراقد المقدسة، لكن، وفي فترة لاحقة، ظهر واضحا ان التيار يدرك ان المؤسسات هي التي تقع عليها مهمة بناء الدولة."من يقبل بالعمل السياسي عليه التحرك وفق الادوات السياسية وهذا ما يفعله الصدريون". وكان الصدر في 20 كانون الاول الجاري طرد عددا من المنتسبين في التيار على خلفية المشاركة في استعراض عسكري نظم في يوم عاشوراء ببغداد، واصفا عملهم بـ"الخبيث".وقال الصدر في بيان كتبه بخط يده وصدر عن مكتبه في النجف إن"جماعة فاقوا المئة من المنتمين إلى تشكيل لواء اليوم الموعود نظموا في العاشر من محرم واليوم الذي بعده استعراضاً عسكرياً".وأضاف الصدر أن"تنظيم الاستعراض يدل على جهل المشاركين فيه بالأمور العسكرية والتنظيمية والإدارية والأمنية جهلا تاما"، مؤكدا أن"عملهم يدل على خبث وسوء سريرة كونهم مندسين من الأعداء، الأمر الذي أستبعده ولا أتمناه"، على ما يقول زعيم التيار الصدري.ولم يقف البيان عند هذا الحد، أذ طالب الصدر المسؤولين في التيار بطرد من وصفهم بالثلة فوراً ومن دون تردد وبلا رحمة، مشيرا الى أنه في حال تبين عدم انتمائهم الى ذلك التشكيل في إشارة إلى لواء اليوم الموعود، فعليهم إيكال الأمر إلى مسؤوليهم.وكان عدد من أتباع التيار الصدري نظموا استعراضا عسكريا في مدينة الصدر ببغداد، يومي التاسع والعاشر من شهر محرم في ذكرى استشهاد الإمام الحسين.rnإعلان أول.. إعلان أخيرهذا لم يكن الاعلان الاول من نوعه بالنسبة لزعيم التيار الصدري، فالصدر الذي قضى فترة طويلة مقيما في مدينة قم الايرانية لاغراض تلقي العلوم الدينية من حوزتها هناك، كان أصدر العديد من البيانات التي تبرأ فيها من عدد من أتباعه وأعمالهم ودعاهم فيها إلى التوبة و"العودة إلى مركزية مكتب الشهيد الصدر"، وقد دأب مصلو الجمعة من أتباع التيار الصدري على تنظيم تظاهرات خلال الأسابيع الأخيرة بعد الصلاة لتجديد الولاء للصدر و"البراءة من المنشقين".ويعود المحلل السياسي احمد الابيض الى ان الخطاب العسكري "ضد الاحتلال" تحول إلى خطاب مقاومة سياسية ثقافية ضده، فالتيار الصدري، على ما يقول الابيض، يستهدف حاليا الوصول الى السلطة وهي من تعمل عبر الاقنية السياسية على"اخراج الامريكيين".وهنا توضح القيادية في التيار الصدري ان الصدر وجه، في وقت سابق، بتحويل جيش المهدي الى مؤسسات ثقافية تهتم بالعقائد ونشر الافكار التي يؤمن بها التيار، وترى ذلك بلقيس انه تحول فكري يدل على ما تصفه بالقدرة على التحكم بالامور السياسية وفق التحولات في البلاد.وكان الصدر اصدر مطلع الشهر الجاري بيانا دعا فيه اتباعه إلى نسيان"الصدامات"السابقة التي حصلت مع حكومة المالكي.جاء ذلك في جواب للصدر على
ملف سياسي: التيار الصدري.. الصعود إلـى السياسة
نشر في: 22 ديسمبر, 2010: 08:21 م