TOP

جريدة المدى > سياسية > أحياء الفقر فـي ديالى تخرج "أطفال الدخان" إلى الضوء

أحياء الفقر فـي ديالى تخرج "أطفال الدخان" إلى الضوء

نشر في: 22 ديسمبر, 2010: 08:42 م

 متابعة/ المدىبرزت في محافظة ديالى ظاهرة أطلق عليها"أطفال الدخان"، حيث أجبرت الظروف الصعبة العديد من العوائل لإرسال أطفالها لممارسة مهن وأعمال صعبة حتى على الكبار.ووسط مساحة من الأرض يتصاعد الدخان منها ليلا ونهارا كأنه بركان ثائر منذ سنوات لا ينطفئ لهيب باطنه
 رغم اختلاف المواسم، يقف رجل طاعن بالسن، يدعى خضير الربيعي، على ضفة تل ترابي وهو يمسك بعصا خشبية، وينظر إلى مجموعة من الأطفال الصغار، أثناء جمعهم للخشب المقطع، ووضعه قرب فوهة حفرة كبيرة في الارض سوداء اللون قائلا"هؤلاء هم أطفال الدخان، لامستقبل لهم والأمراض تفتك بهم".ونقل تقرير جديد لوكالة شينخوا امس الاربعاء عن الربيعي، الذي بلغ العقد السادس من عمره قوله وهو يشير بيده إلى حدود قريته الزراعية المسماة ابو كرمة"إن العديد من الاسر في القرية دأبت على العمل منذ عقود بعيدة في مهنة الفحامة (عمل الفحم) من اجل بيع ما ينتجونه من الفحم، باعتبارها مادة مهمة تستخدم من قبل أغلب المقاهي والمطاعم في تجهيز الاطعمة".وأضاف الربيعي أن مهنة الفحامة لاتخلو من المخاطر الصحية على من يزاولونها، خاصة الامراض التنفسية بسبب الاستنشاق الطويل للدخان المتصاعد من فوهات الحفر التي يتم فيها صنع الفحم المسمى بالخشبي والذي يعتبر مصدر رزق للعشرات من الاسر الفقيرة.واكد الربيعي الذي بدأ يسعل بقوة اثناء الحديث، انه دأب على العمل في صناعة الفحم لنحو اربعة عقود تقريبا لكنه ادرك في نهاية الامر خطورته على صحة الانسان وما يسببه من امراض فتاكة تأكل جسده شيئا فشيئاً ثم ينتهي به المطاف على فراش الموت.وأشار الربيعي وهو يلوح بيديه إلى اطفال اسفل التل واصفا اياهم ب"أطفال الدخان"إلى أن مستقبلهم مجهول والامراض تفتك بهم رغم انهم في ريعان العمر، مؤكدا أن الفقر والحاجة دفعت بذوي الاطفال إلى قبول أن يعمل اطفالهم في مهنة مخاطرها الصحية كبيرة.إلى ذلك، قال مصطفى هادي طفل يبلغ من العمر سبع سنوات، وهو يمسك باغصان شجرة يابسة تم تقطيعها بشكل منتظم وبدا على وجهه اثار الدخان بعدما ارتسم اللون الاسود بشكل بارز على وجهه"إن والده أصيب بجروح بليغة في اعمال العنف الطائفية، افقدته احد ساقيه، مما اجبره على مساعدة عمه في مهنة الفحامة لتأمين جزء من قوت اسرته".وأضاف مصطفى أنه يحلم بالذهاب إلى المدرسة يوما ما، لكن ظروفه المعيشية الصعبة تمنعه من ذلك بالوقت الحالي، مبينا أن العمل الذي يمارسه شاق عليه لان الدخان يغطي المكان.فيما افادت الطفلة، ندى باسم (9 سنوات) وقد سارعت إلى غسل وجهها بعدما كان اسود اللون بسبب الدخان المتصاعد من فوهات هي اشبه بمصانع لصنع الفحم، انها ولدت وسط الدخان، لافتة إلى أن بيتها يقع على بعد امتار قليلة من هذا المكان الذي تتصاعد منه النيران والدخان ليلا ونهارا.وتحلم ندى باشياء كثيرة، ولكن ورغم صغر سنها فانها تدرك أن احلامها لن تتحقق في ارض الدخان، بسبب الفقر الذي تعاني منه هي وعائلتها وجميع العوائل الموجودة في المنطقة.فيما يبتسم سلطان عدنان، وهو يقوم بتنظيم أغصان شجرة مقطعة وسط حفرة في الارض، ويقول إنه سكن ارض الدخان منذ عقود عديدة وعمل في مهنة الفحامة منذ نعومة أظفاره وتزوج وانجب اربعة اطفال جميعهم الان يعملون معه.وأضاف سلطان أن نحو 35 اسرة تعمل حاليا في مهنة الاجداد والاباء، مبينا انه يشعر بالاسى في أغلب الاوقات عندما يفكر في مستقبل اطفاله لانه لايمكن أن ينجحوا في حياتهم وهم يعيشون وسط الدخان والنار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 
سياسية

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 

بغداد/ تميم الحسن أخذت زيارة محمد السوداني، رئيس الحكومة، إلى بريطانيا نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية في العراق، خصوصًا وأنها تزامنت مع الحديث عن «أزمة الفصائل» والتغيرات المتوقعة في المنطقة بعد ما جرى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram