TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل تغيرت صورة العرب فـي الإعلام؟

هل تغيرت صورة العرب فـي الإعلام؟

نشر في: 24 ديسمبر, 2010: 04:29 م

ايمان محسن جاسمكانت صورة العربي في الإعلام الغربي في عقد السبعينيات والثمانينيات ذلك الذي يمتطي جواده باحثاً في جوف الصحراء عن قافلة كي يسلبها أو ذلك الرجل الذي ما أن تطأ قدماه أرض أوروبا حتى يلهث راكضاً صوب أقرب حانة وخمارة ، وترسخت عنه صورة ذلك الرجل الذي يبدد أموال البترول على طاولة القمار .
وفي الألفية الثالثة تبدلت الصورة ولكن نحو الأسوأ ، فظهر العربي حاملاً المتفجرات ، مرتدياً أحزمة الموت ، ممتطياً طائرة جامبو لا يعرف أحد أين ستنفجر ومتى ولماذا ؟وعلى الرغم من إن دولنا العربية من الدول القلائل في العالم التي تمتلك وزارة للإعلام، وقد تكون البلدان العربية مجتمعة هي من تملك العدد الأكبر من القنوات الفضائية بل وحتى الأقمار الصناعية إلا إنها لا تمتلك بعد الرؤية الصحيحة والصائبة لتحسين صورة العربي عند الآخرين أو محاولة تفنيد ما يمكن تفنيده عن شعب بكامله من المحيط حتى الخليج وكأنهم كلهم يتشابهون بالتصرفات والسلوكيات . وهنا يتبادر السؤال المتكرر وهو :هل تمكنا من صناعة إعلام يتناسب مع الألفية الثالثة ؟ وهل هنالك رؤية عربية مشتركة لمفهوم الإعلام في عصر التكنولوجيا الرقمية والقنوات الفضائية ؟لا يخفى على أحد تأثير الإعلام في صناعة الشخصية ، خاصة في ظل الإعلام المتاح الآن من حيث توفر آلاف القنوات التلفازية والمحطات الفضائية البعيدة عن الرقابة والتي من شأنها أن تؤسس لثقافة بلدان أخرى وشعوب أخرى على امتداد قارات العالم دون أن يعترضها أحد أو يشوش عليها كما كان في السابق من تشويش على محطات الراديو ورقابة المطبوعات وغيرها.ويلعب الإعلام الغربي بصورة عامة والأمريكي بصورة خاصة دوراً كبيراً في فرض الهيمنة الثقافية خاصة إن الإنتاج الإعلامي والترفيهي والسينمائي الأمريكي ممثلا بهوليوود تمكن من أن ينجح في التغلغل في أواسط الشباب العربي عبر الكثير من الوسائل المتاحة، وفي مقدمتها كما أشرنا الفضائيات من جهة والسينما من جهة ثانية ،لاسيما ان كبريات الملتقيات السينمائية العالمية تقام في أراضي العرب وتجد تسويقاً كبيراً جداً يثير الاهتمام، وهذا ما أدى لصناعة أجيال متأثرة بالثقافة والحياة اليومية الأمريكية والغربية ، وهذا بدوره يساعد ويساهم في ميول هؤلاء الشباب لممارسة حياتهم وفق الطريقة التي يشاهدونها في وسائل الإعلام الغربية والأمريكية .والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو هل يعي إعلامنا سواء العراقي أو العربي هذه الحقيقة ؟ المتابع للإعلام العربي بصورة عامة يجد بأنه لم يستطع أن يواكب التطورات التي أفرزتها التكنولوجيا في مجال الإعلام، وعلى الرغم من إن الأقمار الصناعية الخاصة بنقل البث تعج بآلاف القنوات الفضائية العربية إلاّ إن في مجملها قنوات لا تقدم سوى الأغاني ، والمسابقات والفوازير، وقراءة الطالع التي تخصصت به الكثير من القنوات . أما القنوات المتخصصة بالأخبار فإنها تتبع الجهات الممولة لها وتعكس وجهات نظرهم بغض النظر عن مدى مصداقية ما تنقله من عدمها .وهذا يمثل جانباً مهماً من جوانب لجوء المتلقي العربي للقنوات الأجنبية الساعية لتسويق ثقافتها عبر هذا الفضاء الكبير الذي من المفترض أن نستغله في الترويج لثقافتنا أو على الأقل عدم تسويق ثقافات الآخرين ، فإذا بنا نفشل في صناعة إعلام واع مدرك لحقيقة التحديات الكبيرة التي تحيط بأجيالنا.ومع أن صنّاع الإعلام في الوطن العربي على يقين بهذه الأهمية ويؤمنون بها، إلاّ أن الثورة الفضائية غير المسبوقة التي شهدناها، وما يسمى بالإعلام المنفتح والمعاصر انقلب إلى سلاح رفعناه بأيدينا ضدّ تقدّمنا وساعدنا به الآخر على تكريس تخلّفنا، ودعم الصورة التي ينقلها الإعلام الغربي عن كلّ ما هو عربي ومسلم.لهذا فإننا ما زلنا  ننظر إلى الإعلام على أنه مجرّد برامج مسابقات ومسلسلات وأفلام للترفيه فقط من أجل تغطية ساعات البث دون أن نعي هل ثمة من يتلقى ويتقبل هذا خاصة وإننا لسنا وحدنا في هذا الأثير المتسع ، في الجانب الثاني نرى بأن أمريكا نجحت في أن تخترق المجتمعات العربية وتتغلغل بين ثناياها بل وأن تغري العرب بدفع المال الكثير من أجل شراء برامج وأعمال هوليوودية تروّج "للانفتاح" الأمريكي، إن لم تكن هذه الأموال  هي السبب الرئيسي في صناعة هذه الأفلام والمسلسلات، هذا الانفتاح الذي لم يكن قائما على مبدأ تلاقح الثقافات بقدر ما كان أطاراً جديداً من الهيمنة الثقافية التي كرّسناها بأنفسنا وبأموالنا .وعملية التلاقح التي لم نقم بها جعلت صورة العربي لدى الغرب ما زالت كما هي لم تتغير، إذ ارتبط العرب في ذهنية الغرب وخاصة الأمريكان بأنهم ما زالوا في الصحراء وهذا ما أكده جيمس زغبي، رئيس المعهد الأمريكي العربي في واشنطن"العرب لم يقوموا عملياً بما يغيّر الذهنية الأمريكية ويوضح الصورة الحقيقية عنهم".. ولأن الحكومات العربية لا تختلف عن نظيرتها الأمريكية، وخشيتها من سطوة الإعلام ونفوذه دفعها لتجعل منه "مخدّرا" لشعوبها لا وسيلة للنهوض، فقد قدّم الإعلام العربي خدمة مجانية لأمريكا مكّنتها من نقل ثقافتها إلى الوطن العربي من أوسع الأبواب، لكنّها في الجهة المقابلة ووعياً منها بأن الفضائيات لم تعد وسيلة تس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram